كشفت وزارة الدفاع الأميركية عن التزام حكومة المملكة المتّحدة استبدال رؤوس حربية نووية بكلفة تبلغ مليارات من الجنيهات الاسترلينية، قبل أن يعلن الوزراء البريطانيون عن خطتهم أو إبلاغ البرلمان البريطاني بتفاصيلها.
ويبدو أن اثنين من مسؤولي الدفاع الأميركيّين قد تسرّعا في الكلام عن الخطة من خلال الكشف عن تفاصيل تجديد منظومة "ترايدنت" التي ستدعمها التكنولوجيا الأميركية، وذلك في جلسات استماع عقدتها لجنة الدفاع في وقتٍ سابق من هذا الشهر.
وأبلغ الأدميرال تشارلز ريتشارد رئيس القيادة الاستراتيجية الأميركية جلسة استماعٍ في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، أن هناك حاجةً لرأس حربية بديلة تُسمّى W93 أو Mk7 في الولايات المتّحدة. وأضاف ريتشارد قائلاً إن "هذا الجهد سيدعم أيضاً برنامجاً بديلاً لرؤوس حربية في المملكة المتّحدة، يلعب الردع النووي من خلالها دوراً حيوياً للغاية في الموقف الدفاعي الشامل لـ”ناتو“ (حلف شمال الأطلسي)".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد صدور الإفادات في جلسة الاستماع تلك، أكّدت وزارة الدفاع البريطانية أنها تعمل على استبدال الرؤوس الحربية المذكورة. وتبيّن أن حكومة المملكة المتحدة لم تتمكّن من إيجاد الوقت لإبلاغ البرلمان الذي هو في عطلة، لكن سيتمّ إصدار إعلان رسمي عند عودة النوّاب إلى مقرّ عملهم في "ويستمنستر".
الأدميرال تشارلز ريتشارد لم يكن المسؤول الأميركي الوحيد الذي تحدّث عن الاتفاقية، قبل أن تؤكّدها حكومة المملكة المتّحدة علنا. فقد أبلغ ألن شافر نائب وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستحواذ والاكتفاء مؤتمراً في وقت سابق من هذا الشهر بأنه يعتقد "أنه لمن الرائع أن تعمل المملكة المتّحدة على رأس حربية جديدة في الوقت نفسه". وقال: "أتوقّع أننا سنجري مناقشاتٍ في هذا الشأن وسنكون قادرين على تبادل التقنيات".
تعليقات شافر جاءت في النشرة التجارية لـ Defense Daily، الصحيفة التي تتابع خبراء الأعمال والمعلومات في مجال الدفاع.
وقال متحدّث باسم وزارة الدفاع البريطانية: "كما تمّ ذكره سابقاً في مراجعة الدفاع للعام 2015، يمكننا أن نؤكّد أننا نعمل على استبدال الرأس الحربية. لدينا علاقة دفاعية قوية مع الولايات المتحدة وسنواصل الحفاظ على التطابق مع صاروخ "ترايدنت" الأميركي. وسيتمّ الإعلان عن “برنامج المملكة المتّحدة لاستبدال الرأس الحربية” في الوقت المناسب".
ولم يؤكّد التحديث الذي كانت قد بعثت به وزارة الدفاع البريطانية إلى البرلمان والذي نشر قبل وقت قصير من عيد الميلاد، مشروع الحكومة لترقية الرأس الحربية. وقيل في حينه إن "العمل مستمر أيضاً على تطوير الأدلّة لدعم قرار الحكومة عند استبدال الرأس الحربية".
معلوم أن رئيس الوزراء بوريس جونسون كان قد أيّد منذ فترة طويلة البديل المقترح، والتزم "المحافظون" قبل الانتخابات تجديد قوة الردع هذه. أما الكلفة فقُدّرت بنحو واحدٍ وثلاثين مليار جنيه استرليني (40 مليار دولار أميركي).
© The Independent