اتهُّم مايكل أوليري، الرئيس التنفيذي لشركة رايناير بـ "التشجيع على العنصرية" بعدما قال ينبغي إخضاع المسلمين للتصنيف في المطارات بحيث توثّق كل المعلومات المتعلقة بكل منهم لأنهم يشكلون "تهديدا".
وأضاف أوليري أن العائلات التي تسافر برفقة أطفال يجب أن تستثنى، لعدم وجود أي احتمال "واقعي" أن تكون إرهابية.
وفي مقابلة له مع صحيفة "ذا تايمز" تساءل "من هم الذين يفجرون الطائرات؟ إنهم أولئك الذكور الذين يسافرون بمفردهم. إذا كنت تسافر مع عائلة تضم أطفالاً، فإن احتمال أن تفجر الطائرة يصل إلى الصفر.. أنت لا تستطيع قول ذلك لأنه كلام عنصري، لكن الانتحاريين سيكونون دائما ذكورا من أتباع الدين الإسلامي. قبل ثلاثين سنة، كانوا آيرلنديين. وإذا كان ذلك هو مصدر التهديد، فيجب التعامل معه".
وردا على ذلك، أصدر "المجلس الإسلامي في بريطانيا" بيانا جاء فيه أن "هذه التعليقات عنصرية بشكل فاضح. هو ينادي صراحة باتخاذ إجراءات ضد ‘الذكور من أتباع الدين الإسلامي‘ ومن المفترض أن هذه الإجراءات لا تستند إلى معلومات استخباراتية محددة بل ترتكز فقط على كون شخص ما ‘يبدو أو يتصرف كمسلم‘.. وهذا هو التعريف الدقيق للاسلاموفوبيا (كراهية الإسلام). التمييز المؤسساتي ضد المسلمين رسخ؛ سواء كان في القدرة على الحصول على عمل، أو شراء بيت أو حتى التأمين على سيارة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف المجلس في بيانه أن "تحديات السفر جواً بالنسبة للمسلم موثقة بشكل جيد في أنحاء العالم. ومن المؤسف أن يجري التعبير عن هذه العنصرية علنا، وأن يريد رئيس شركة طيران كبيرة التمييز ضد زبائنه بهذا الشكل الوقح".
من جانبه أشار النائب العمالي المسلم، خالد محمود، إلى أن ملاحظات أوليري تعني أن أي شخص يبدو مسلما سيكون "فريسة". وتابع"هو عملياً يقول إن ‘كل شخص فريسة، إذا كان يشبه المسلمين، عند ذلك فهو يجب أن يكون إرهابياً‘، وهذا لن يحسّن العلاقات بين الكيانات المجتمعية، وتقدم عونا للعقليات الفاشية".
وأضاف محمود "قتل رجل أبيض في ألمانيا هذا الأسبوع ثمانية أشخاص. هل يجب علينا أن ندقّق بالمعلومات المتعلقة بجميع الأشخاص البيض لمعرفة ما إذا كانوا فاشيين؟ إن (أوليري) يبدو ضيق الأفق للغاية، وهو في الواقع يشجع على العنصرية".
من المعلوم، أن تصنيف الركاب بقصد التدقيق في خلفياتهم شائع في كل مطارات العالم، بما فيها بريطانيا، وينفذه موظفون في المطار ممن تلقوا تدريبات لتمييز أنماط سلوكية محددة يمكنها أن تساعد على تشخيص المسافرين ذوي النوايا الإجرامية أو الإرهابية. لكن كثيراً ما نجم عن هذه الإجراء تنميط إثنيات أو جماعات دينية محددة واستهدافها، وأيضاً إلى وضع تصنيفات عنصرية للمعلومات المتعلقة بخلفية الأفراد.
من جانبه قال وقاص طفيل، وهو كبير المحاضرين في علم الجريمة في "جامعة لييدز بيكيت"، لصحيفة "اندبندنت" موضحاً "أظن أن التعليقات مثيرة للغضب وستشجع على ممارسة العنصرية بشكل أكبر تجاه المسلمين. وقد أكدت دراسات عديدة أن المسلمين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأماكن أخرى يواجهون معاملة عنصرية على يد عناصر أمن المطار وشرطته، وأحيانا من قبل ركاب مثلهم".
وأضاف طفيل "نحن نعرف من البحث أن المسلمين غالبا ما يتعرضون إلى التدقيق على أساس عنصري في المطارات، لكن الطبيعة الوقحة لتعليقات مايكل أوليري تثير القلق. كذلك فإن التعليقات هي حقاً لا مسؤولة حين نأخذ في الاعتبار أن المسلمين يتعرضون للنسبة الأعلى من الجرائم ذات الدوافع المتعلقة بالعقيدة.. ستساعد هذه التعليقات فقط على التشجيع على رهاب الإسلام ( الإسلاموفوبيا) ، ولن تكون فعّالة على الإطلاق في منع الإرهاب".
وتجدر الإشارة إلى أن أوليري أثر الجدل مراراً في الماضي، إذ سبق أن قال "أطلقوا النار عليهم" بالإشارة إلى الناشطين البيئيين ومكاتب السفر، وسمى الأشخاص البدينين بـ "الوحوش".
كذلك فقد أثار الغضب على الصعيد الوطني بعد اقتراحه فرض رسوم إضافية على الركاب عند استخدام المرافق الصحية خلال الرحلات الجوية، بل وقدم مقترحات لإزالة اثنين من المراحيض الثلاثة في كل طائرة وتعويضها بمقاعد لركاب إضافيين.
© The Independent