لم تنزع شركة أمازون كتباً دعائية نازية "دنيئة وعنصرية" من متجرها الإلكتروني بعد أكثر من شهر من تلقي شكاوى حولها.
ولم تستجب شركة التجارة الإلكترونية للانتقاد الذي وجهته جمعية "صندوق الهولوكوست التعليمي" الخيرية حول الكتب المعادية للسامية المعروضة للبيع، ومنها كتاب "دير غيفتبيلز" (أي الفطر السام"، الذي نشره في عام 1938 يوليوس شتراير، وهو نازي أُعدم في أعقاب محاكمات نورمبرغ لارتكابه جرائم ضد الإنسانية.
يستخدم الكتاب المخصص للأطفال تعبيراً مجازياً مسيئاً يقارن اليهود بالفطر السام، الذي يقول إنه خطير ولكن يصعب التمييز بينه وبين الفطر غير الضار. يذكر أن شتراير كان أيضاً محرر صحيفة الدعاية النازية المعادية للسامية بشدة "دير شتورمر".
وفي ردود الفعل، دعا وزير المالية السابق ساجد جاويد أمازون إلى الكفّ عن بيع الكتاب، إلى جانب كتابين صادرين عن دار النشر نفسها، وكتب أخرى عدة صُنّفت على أنها معادية للسامية.
وأعرب جاويد عن شكره لجمعية "صندوق الهولوكوست التعليمي" على تسليط الضوء على المشكلة، قائلاً "ستحتاج أمازون إلى إثبات أنها شركة مسؤولة من خلال التصرف بسرعة ووقف بيع هذه المادة العنصرية الدنيئة".
ويشير تصنيف "دير غيفتبيلز" على موقع آمازون الإلكتروني إلى أنه كتاب مصور نادر، عليه "طلب كبير من قبل جامعي الكتب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تذكر بعض المراجعات المنشورة على موقع أمازون أن الكتاب قد يكون ذا قيمة تعليمية كوثيقة تاريخية للنظام النازي. بينما تتضمن تعليقات أخرى تصريحات معادية للسامية أُبلغت أمازون بوجودها، لكن لم يجرِ حذفها. يُشار إلى أن كتاب "دير غيفتبيلز" متوفر للبيع على مواقع إلكترونية عدة، بينها إي باي وإيب بوكس و بوك ديبوزيتري.
بدورها قالت كارين بولوك، وهي الرئيسة التنفيذية لجمعية "صندوق الهولوكوست التعليمي"، التي كتبت إلى أمازون مطالبة بإزالة الكتاب، إن "هذا الكتاب سفيه. من المقلق أن يوفر ناشر معروف مثل أمازون منتجات تروّج لخطاب عنصري أو خطاب كراهية من أي نوع، ناهيك عن تلك الآتية من أحلك فترة من التاريخ الأوروبي.. أعربنا عن مخاوفنا من قضايا مماثلة خلال العقد المنصرم.. وبينما تتحول المحرقة النازية من كونها تاريخاً مُعاشاً إلى تاريخ عادي، يثير الناجون منا بشكل دائم المخاوف من أن إنكار المحرقة ومعاداة السامية ما زالا مستمرين.. نحن نحثّ أمازون على التصرف بشكل سليم وإزالة هذه المادة من البيع فوراً، والتدقيق في مواد أخرى قد تكون معروضة للبيع، ومراجعة سياساتها لمنع تكرار حدوث ذلك".
يشار إلى أن الكتاب معروض للبيع في سوق أمازون منذ يوليو(تموز ) عام 2017 ، إلى جانب كتب أخرى معادية للسامية ، مثل "الهجين" و "المسألة اليهودية في الفصل الدراسي".
إلى ذلك، قال متحدث باسم أمازون "باعتبارنا نبيع الكتب، فنحن على معرفة بالرقابة التي تخضع لها الكتب عبر التاريخ، ولا نستهين بهذا الأمر. نعتقد أن إتاحة الوصول إلى الكلام المكتوب أمر مهم، بما في ذلك الكتب التي قد يجد البعض أنها جديرة بالشجب. ومع هذا، إننا نأخذ مخاوف صندوق الهولوكوست التعليمي على محمل الجدّ ونستمع إلى ملاحظاته.. لدى أمازون سياسات ناظمة تحدد ماهي الكتب التي يمكن عرضها للبيع. نستثمر الكثير من الوقت والموارد لضمان اتباع توجيهاتنا، وإزالة المنتجات التي لا تلتزم بإرشاداتنا. بالإضافة إلى ذلك، وإلى جانب تدابيرنا الاستباقية، فنحن نتحرى كذلك وبصورة فورية جميع المخاوف التي أثيرت".
© The Independent