ودعت مصر اليوم الأربعاء 26 فبراير (شباط) الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في مراسم جنازة عسكرية في حضرتها قيادات الدولة المصرية ووفود من دول عدة، بعد وصول الجثمان الملفوف بعلم مصر على متن مروحية إلى مسجد المشير بالتجمع الخامس، وشارك نجلا الرئيس الراحل، جمال وعلاء مبارك، في حمل نعش أبيهما لأداء الصلاة عليه، وحرص المشاركون في الجنازة على الهتاف "لا إلاه إلا الله حسني مبارك حبيب الله".
وتقدم الجنازة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس السابق عدلي منصور، كما شارك مسؤولون عسكريون كبار في تشييع مبارك، على رأسهم الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية، بالإضافة إلى عدد من الوزراء الذين عملوا خلال فترة حكم الرئيس الأسبق مبارك، وعدد من المسؤولين العرب والأجانب.
وحرص السيسي على تقديم واجب العزاء لقرينة الرئيس الأسبق، سوزان مبارك، وتقدم لمصافحتها، وكذا نجليه علاء وجمال.
وحُمل الجثمان الملفوف بعلم مصر فوق عربة تجرها الخيول يتقدمها عسكريون بأطواق من زهور وسط عزف للموسيقى العسكرية، مع حملة النياشين والأوسمة، التي حصل عليها مبارك طوال فترة خدمته في القوات المسلحة. وأطلقت المدفعية العسكرية 21 طلقة تحية عسكرية للرئيس الأسبق.
ووصل جثمان الرئيس الراحل، ظهر الأربعاء، إلى مقابر أسرته بشارع كلية البنات بمصر الجديدة، لتشييعه إلى مثواه الأخير. وتجمع عشرات من أنصار مبارك بالقرب من محيط مقابر الأسرة، وبمجرد هبوط المروحية رددوا هتافات "لا إله إلا الله حسني مبارك حبيب الله، تحيا مصر"، رافعين صورا لمبارك.
وشهد مطار القاهرة الدولي، خلال الساعات الماضية، استعدادات خاصة وطوارئ مكثفة تحسباً لاستقبال عدد من الشخصيات والوفود الدولية والعربية رفيعة المستوى، للمشاركة في الجنازة، ورفعت سلطات مطار القاهرة درجة الاستعداد للحالة القصوى.
وكان الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، توفي أمس الثلاثاء 25 فبراير (شباط) الحالي، عن عمر ناهز الـ92 عاما، عقب صراع مع المرض، وكان أجرى أخيراً جراحة دقيقة في يناير (كانون الثاني) الماضي، في مستشفى المعادي العسكري، وتحسنت حالته الصحية نسبياً، إلا أن حالته تدهورت مجدداً ودخل على إثرها العناية المركزة.
وأعلنت الرئاسة المصرية حالة الحداد العام في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أيام على وفاة الرئيس الأسبق، بدايةً من اليوم الأربعاء.
وكانت الرئاسة أصدرت بياناً رسمياً نعت فيه مبارك "ببالغ الحزن لما قدمه لوطنه كأحد قادة وأبطال حرب أكتوبر (تشرين الأول) المجيدة، حيث تولى قيادة القوات الجوية أثناء الحرب التي أعادت الكرامة والعزة للأمة العربية". وأضاف البيان الرئاسي "تتقدم رئاسة الجمهورية بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد".
وفي بيان رسمي، نعت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية مبارك، والذي وصفته بـ"ابن من أبنائها وقائد من قادة حرب أكتوبر المجيدة"، مضيفة "تتقدم القيادة العامة لأسرة الرئيس الأسبق وضباط القوات المسلحة وجنودها بخالص العزاء، وندعو المولى سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونشر علاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق، تغريدة نعى فيها والده الراحل، وكتب "إنا لله و إنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله والدي الرئيس مبارك. اللهم اعفُ عنه واغفر له وارحمه".
تولى مبارك ابن مدينة كفر مصيلحة بالمنوفية رئاسة مصر قرابة الثلاثين عاما، عقب اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، وأجبرته الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي انطلقت في الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) 2011 واستمرت 18 يوما على التنحي عن الحكم، في الحادي عشر من فبراير (شباط) من العام نفسه.
ولد مبارك في 4 مايو (أيار) عام 1928 في محافظة المنوفية، وعقب انتهائه من تعليمه الثانوي التحق بالكلية الحربية في مصر وحصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1948 ثم حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الجوية عام 1950 من الكلية الجوية.
وتدرج مبارك في سلم القيادة العسكرية فعين عام 1964 قائدا لإحدى القواعد الجوية غرب القاهرة، وتلقى دراسات عليا في الاتحاد السوفيتي السابق، وعام 1967 عين مديرا للكلية الجوية في إطار حملة تجديد قيادات القوات المسلحة المصرية عقب هزيمة يونيو (حزيران) 1967.
ثم عين رئيساً لأركان حرب القوات الجوية المصرية، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تعيينه قائدا للقوات الجوية ونائبا لوزير الدفاع عام 1972.
وفي عام 1973، اشترك في التخطيط لحرب أكتوبر حيث بدأ الهجوم المصري بعبور قناة السويس والتوغل في جزيرة سيناء. بدأ العمليات العسكرية بغارات جوية مكثفة ساعدت في دعم عبور القوات المصرية لقناة السويس، وهو ما كان له أثر كبير في اتساع شعبية مبارك.
وكانت محكمة جنايات القاهرة أسدلت الستار، السبت الماضي، وبعد مرور نحو ثماني سنوات، على القضية المعروفة إعلامياً بـ"التلاعب بالبورصة"، والتي حُبس على ذمتها نجلا الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك لمدة عامين، وذلك بتبرئة كل من علاء وجمال مبارك، و7 آخرين، لتُطوى صفحة آخر القضايا التي واجهتها أسرة مبارك في المحاكم منذ تنحيه عن الحكم في يناير 2011.