عدد الإصابات الجديدة المسجلة بفيروس كورونا تأتي فيها الصين للمرة الأولى في المرتبة الثانية، بينما تصدرت مدينة "سيؤول" القائمة يوم الخميس 27 فبراير (شباط) 2020، حيث تم تسجيل أعلى معدل إصابة يومية بالفيروس وهو 505 إصابات في يوم واحد بجائحة COVID-19 ليرتفع العدد الإجمالي إلى 1766 حالة، بينما وصل عدد الوفيات في كوريا الجنوبية جراء هذا المرض إلى 13 حالة، في وقت بلغت الإصابات الجديدة في الصين 433 حالة.
وفرضت نحو 40 دولة قيوداً على الزوار القادمين إليها من كوريا الجنوبية بسبب انتشار كورونا، وتركزت الإصابات في إحدى دور العبادة، وأظهرت التقارير الصحية أن 1300 شخص تم تأكيد إصابتهم لهم علاقة بهذا الدير الواقع في جنوب شرقي البلاد، حيث إقليم دايجون، ونشرت الصحافة الصينية أن 200 شخص من الذين يرتادون كنيسة شينتشوجي كانوا في مدينة ووهان الصينية خلال الأشهر القليلة الماضية، ما يفسر الارتفاع في عدد الإصابات.
قطاع التكنولوجيا والاقتصاد الكوري
وتشكل الصادرات 45 في المئة من نمو الناتج المحلي الإجمالي لكوريا الجنوبية، تلك الدولة التي تحتل المرتبة الرابعة في آسيا اقتصادياً، وتستحوذ الشركات الكورية على إمداد 70 في المئة من رقائق الذاكرة التي تستخدم في الحواسيب التي تُسمىDRAM وتسيطر الشركات الكورية على 50 في المئة من تصنيع ذاكرة الأقراص المدمجة.
وتعد سيؤول لاعباً رئيساً في سوق أشباه الموصلات Semi conductors التي تقوم عليها صناعة الرقائق، وأعلنت شركة سامسونغ غلق أحد مصانعها بعد تأكيد إصابة عدد من العاملين، وهذه الشركة مهمة جداً بالنسبة إلى اقتصاد كوريا الجنوبية فهي قلب الصناعة التكنولوجية، حيث تشكل إيراداتها 12.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لسيؤول.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشغِّل سامسونغ أكثر من 35 ألف شخص، وتعد الشركة الأكبر في العالم لصناعة الهواتف الذكية، وتُصنِّع الرقائق ومنتجات إلكترونية أخرى، وقد تراجع سهمها بداية هذا الأسبوع بأكثر من 3 في المئة بعد إعلان إغلاق أحد مصانعها.
الانتشار السريع لفيروس كورونا وارتفاع عدد حالات الإصابة الجديدة يثير كثيراً من المخاوف بشأن التأثير السلبي في قدرة إمداد الشركات الكورية في سوق الرقائق الإلكترونية، وأيضاً الارتفاع المتسارع للإصابات الجديدة في البلاد من 13 حالة إلى فوق 1760 حالة خلال أسبوع يؤشر إلى أن الاقتصاد الكوري ربما لن يستطيع تحقيق معدلات النمو التي يتطلع إليها صناع القرار في سيؤول.
وفي تصريحات سابقة لوزير المالية الكوري الجنوبي، توقع أن ينمو الاقتصاد 2.4+ في المئة خلال عام 2020، مقارنة بـ2.7 في المئة عام 2018، ومعدل نمو 3.1 في المئة عام 2017، وتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو اقتصاد كوريا الجنوبية 2.2 في المئة خلال عام 2020، بينما توقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن ينمو الاقتصاد بنسبة 2.3+ في المئة.
تراجع الأسهم الكورية والبنك المركزي يترقب
وأبقى البنك المركزي سعر الفائدة من دون تغيير عند مستوى 1.25 في المئة، مخيباً توقعات الأسواق التي كانت ترجح أن يُقدِم على خفضها، وارتفعت عملة كوريا الجنوبية "الوان" بعد تثبيت سعر الفائدة، ولكنها سرعان ما عادت إلى التراجع مقابل الدولار الأميركي (1.212.00 وان لكل دولار).
وقام البنك بتخفيض توقعاته لنمو الاقتصاد في 2020 إلى 2.1 في المئة حيث كانت توقعاته السابقة عند 2.3 في المئة، وكان قد خفَّض سعر الفائدة مرتين العام الماضي في يوليو (تموز) وأكتوبر (تشرين الأول)، إذ يبدو أنه أراد أن يحتفظ بأدواته ليتحرك مستقبلاً، وكذلك ليجابه تخارج رؤوس الأموال مع ارتفاع مخاوف استمرار تأثير كورونا على الأوضاع الاقتصادية للبلد الذي يجاور الصين.
وبشكل عام فإن تراجع الإصابات في الصين مؤشر إيجابي، لكن في الوقت ذاته فإن انتشار فيروس كورونا خارج حدودها يثير القلق في الأسواق المالية، وهناك تصريحات متكررة من السلطات الأميركية بجاهزية واشنطن للتصدي لتفشي الوباء تثير قلق الأسواق، حيث هبط مؤشر "الداو جونز" بأكثر من 600 نقطة عند افتتاح جلسة الخميس 27 فبراير (شباط) 2020.
ومن المبكر توقع تأثير انتشار كورونا على اقتصاد كوريا الجنوبية، فالأمر سيعتمد على قدرة السلطات الكورية على السيطرة على الوباء، وأيضاً يصعب تحديد تأثير الوضع الحالي على صناعة الرقائق، فقد تتعثر عملية الإمداد لبعض قطع الغيار التي يتم تصنيعها في كوريا.