أطلق وزير الدفاع التركي خلوصي أكار اسم "درع الربيع" على عملية جيشه في إدلب السورية، وقال إن العملية "التي بدأت عقب الاعتداء الغادر على قواتنا في إدلب مستمرة بنجاح"، ولفت إلى عدم وجود نية لدى أنقرة للتصادم مع روسيا، مضيفاً أن "هدفنا إنهاء مجازر النظام ووضع حد للتطرف والهجرة".
وفي آخر التطورات الميدانية، استهدفت القوات التركية طائرتين تابعتين للحكومة السورية في إدلب، في حين ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن الطيارَين تمكنوا من الخروج بالمظلات وهم بخير. ولم تذكر "سانا" تفاصيل أخرى، علماً أن وسائل إعلام سورية أخرى نفت في وقت سابق إسقاط أي طائرة تابعة للنظام اليوم الأحد، وأفادت بأن قوات النظام السوري أسقطت طائرة تركية مسيّرة فوق مدينة سراقب في إدلب شمالي غربي سوريا.
كما ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية في وقت لاحق اليوم الأحد أن قوات النظام أسقطت ثلاث طائرات تركية مسيرة كانت أنقرة تستخدمها بكثافة لقصف مواقع تابعة لها وقواعد جوية في شمال غربي البلاد.
تحذير روسي
في سياق متصل، نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها اليوم الأحد إن موسكو لا تستطيع ضمان سلامة الطائرات التركية التي تحلق فوق سوريا بعدما أعلنت دمشق إغلاق مجالها الجوي فوق منطقة إدلب.
وأصدرت الوزارة هذا التحذير بعدما أسقطت تركيا الطائرتين الحربيتين السوريتين فوق إدلب اليوم الأحد وقصفت مطاراً عسكرياً يبعد عن خطوط مواجهتها في تصعيد كبير لعملياتها العسكرية بعد مقتل عشرات من جنودها الأسبوع الماضي.
ونقلت تاس عن الأميرال أوليغ جورافليف قوله "في هذه الظروف لا تستطيع قيادة القوة العسكرية الروسية ضمان سلامة الرحلات الجوية التركية في أجواء سوريا".
قتلى... وانتقام
إلى ذلك، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاثنين، مقاطع فيديو، تظهر مجموعة من الجنود الأتراك في شمال سوريا تعتدي بالضرب على عناصر من قوات النظام بعد مقتل العشرات منهم في قصف جوي قبل أيام.
وأظهرت المقاطع المصورة القوات التركية تنهال بالضرب على أسرى في مدينة إدلب، قال المرصد إنهم سوريون من قوات النظام تم أسرهم خلال المعارك الأخيرة.
وذكر المرصد أن 19 جندياً سورياً قُتلوا الأحد في قصف لطائرات مسيرة تركية في محافظة إدلب حيث أعلنت أنقرة هجوماً ضد قوات النظام.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن "الجنود قُتلوا عصراً في قصف طال رتلاً عسكرياً في منطقة جبل الزاوية ومعسكراً قرب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي".
"وقف دائم للنار"
من جهة أخرى، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تركيا وروسيا إلى "وقف دائم لإطلاق النار" في إدلب، وذلك خلال اتّصالين هاتفيّين مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، وفق ما ذكر الإليزيه في بيان.
وأعرب ماكرون لبوتين وأردوغان عن "قلقه الشديد حيال الكارثة الإنسانية" الحالية ومخاطر "تشتت الجماعات الإرهابية بسبب الهجوم العسكري للنظام السوري وحلفائه وتقويض اتفاقات خريف 2018 المتعلقة بمحافظة إدلب".
لاحترام القانون الإنساني
وشدّد ماكرون بحسب البيان على "ضرورة الوقف الفوري للأعمال القتالية"، داعياً "روسيا وتركيا إلى وقف دائم لإطلاق النار يُمكن التحقق منه، وفقاً للالتزامات التي تم التعهد بها أمام فرنسا وألمانيا خلال قمة إسطنبول الرباعية في خريف 2018".
ودعا روسيا إلى "وضع حد فوري للهجوم العسكري في شمال غربي سوريا واحترام القانون الإنساني الدولي وحماية السكان المدنيين والأفراد والمساعدات الإنسانية"، كما عبّر عن تعازيه لتركيا "في أعقاب الهجوم على القوّات التركية في شمال غربي سوريا"، وأشاد ماكرون "بجهود تركيا في مساعدة اللاجئين السوريين، وأكد لها تضامنه الكامل في هذا الصدد"، ودعا الرئيس الفرنسي تركيا إلى "التعاون في إدارة تدفق" المهاجرين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أردوغان يضغط على أوروبا باللاجئين
في هذا الوقت، لوّح الرئيس التركي باستخدام ملف الهجرة ورقة ضغط على الحكومات الأوروبية لدفعها للتحرك بشأن النزاع السوري، وهدد أردوغان بالسماح لآلاف اللاجئين بالتوجه إلى أوروبا، وحذر من أن دمشق "ستدفع ثمن" هجوم أودى بأكثر من 30 جندياً تركياً في سوريا.
هذا ويلتقي رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف الرئيس التركي الاثنين لمناقشة تدهور الوضع في إدلب وتدفق المهاجرين على أبواب الاتحاد الأوروبي، على ما أعلنت الحكومة البلغارية الأحد.
وسيجتمع الزعيمان خلال "عشاء عمل" في أنقرة، وفق بيان أصدرته صوفيا.
وسيكون رئيس الوزراء البلغاري أول مسؤول أوروبي يلتقي الرئيس التركي منذ تصاعد الأعمال العدائية خلال الأيام الأخيرة في إدلب شمال غربي سوريا حيث تنفذ تركيا هجوماً عسكرياً ضد قوات النظام السوري.
وتحضيراً لزيارته التي يبدو أنها للقيام بوساطة، قال بوريسوف إنه تحادث الأحد مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والمستشار النمسوي سيباستيان كورتز ورئيس الحكومة اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.
ويريد رئيس الوزراء البلغاري أن يناقش مع الرئيس التركي "الإجراءات التي ستساهم في حل الأزمة في سوريا ووقف ضغوط الهجرة على المنطقة".
وتقيم بلغاريا علاقات دبلوماسية واقتصادية مميزة مع جارتها التركية. وتتشارك الدولتان أكثر من 250 كيلومتراً من الحدود التي أقامت صوفيا عليها سياجاً منذ العام 2016 منعاً لدخول المهاجرين.
أثينا قلقة
وأضرم سكان في جزيرة ليسبوس اليونانية مساء الأحد النار في مركز سابق لإيواء المهاجرين قرب شاطئ سكالا سيكامينياس. وكانت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة تدير هذا المركز قبل أن يغلق نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي. وكان يستقبل المهاجرين موقتاً قبل أن يتم نقلهم إلى مركز آخر في الجزيرة.
وكان رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس عقد خلال نهار الأحد، اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن القومي لمناقشة مسألة الحدود. وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس "أحبطنا أكثر من أربعة آلاف محاولة للدخول بشكل غير شرعي عبر حدودنا البرية".
كما ذكر مصدر رسمي يوناني أن الحكومة تبعث رسائل نصية للمهاجرين الذين يصلون إلى حدودها الشمالية تحذرهم فيها من مغبة محاولة العبور، كما رفعت الإجراءات الأمنية على الحدود مع تركيا إلى أعلى درجة.
Greece placed its borders on maximum security footing after hundreds of migrants used porous crossing points to enter the country from Turkey https://t.co/H3CGaRiJD0 pic.twitter.com/YEcWtQ3lDn
— Reuters (@Reuters) March 1, 2020
13 ألف مهاجر
في هذه الأثناء، احتشد حوالى 13 ألف مهاجر على طول الحدود التركية اليونانية، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة السبت 29 فبراير (شباط)، واندلعت عند الحدود التركية صدامات بين الشرطة اليونانية وآلاف المهاجرين الذين تجمعوا عند نقطة العبور إلى أراضي الاتحاد الأوروبي.
وألقى مهاجرون الحجارة على عناصر الأمن اليونانيين الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع عبر الحدود، لكن عشرات المهاجرين الآخرين وصلوا إلى جزر يونانية على متن قوارب مطاطية بعدما عبروا من الجانب التركي.
وتستضيف تركيا حوالى 3،6 مليون لاجئ سوري.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن حوالى مليون شخص، نصفهم أطفال، نزحوا وسط برد قارس جراء القتال في شمال غربي سوريا منذ ديسمبر( كانون الأول).
مقتل 34 جندياً تركياً
وأتت تصريحات أردوغان بعد مقتل 34 جندياً تركياً منذ الخميس في محافظة إدلب حيث تشن قوات النظام السوري بدعم روسي منذ ديسمبر هجوماً واسعاً ضد مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى وتنتشر فيها قوات تركية، وأحرزت القوات السورية تقدماً ميدانياً كبيراً في الأسابيع الماضية.
كما قتل 26 جندياً سورياً بغارات نفّذتها طائرات تركية مسيرة في شمال غربي سوريا السبت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أعلن أيضاً عن مقتل 10 عناصر من "حزب الله" اللبناني بريف إدلب، وأربعة آخرين من ميليشيات موالية له، أحدهم ضابط في الحرس الثوري الإيراني.