ملخص
"وحدات حماية الشعب" الكردية هي المكون الرئيس في تحالف تدعمه الولايات المتحدة في شمال سوريا، لكن تركيا تعتبر الجماعة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، الذي قاتل الدولة التركية لفترة طويلة وتصنفه أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن أنقرة تتوقع أن تسحب الدول الأجنبية دعمها للمسلحين الأكراد في سوريا بعد إطاحة نظام بشار الأسد، وذلك في وقت تسعى أنقرة إلى عزل الأكراد الذين قاتلوا لفترة طويلة إلى جانب القوات الأميركية.
وفي حديث للصحافيين خلال رحلة العودة من اجتماع منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي الذي استضافته مصر، قال أردوغان إنه لم يعد هناك أي سبب يدعو القوى الأجنبية لدعم مسلحي "وحدات حماية الشعب" الكردية. ونشرت الرئاسة التركية هذه التعليقات اليوم الجمعة.
و"وحدات حماية الشعب" الكردية هي المكون الرئيس في تحالف تدعمه الولايات المتحدة في شمال سوريا، لكن تركيا تعتبر الجماعة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، الذي قاتل الدولة التركية لفترة طويلة وتصنفه أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي "منظمة إرهابية".
وفي تعليقاته، قارن أردوغان "وحدات حماية الشعب" المدعومة من الولايات المتحدة بتنظيم "داعش" الإرهابي، وقال إن الجماعتين ليس لهما أي مستقبل في سوريا.
وأضاف، "لا نعتقد أن أي قوة ستواصل التعاون مع المنظمات الإرهابية خلال الفترة المقبلة. سيتم القضاء على قادة المنظمات الإرهابية مثل تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني/ وحدات حماية الشعب في أقرب وقت ممكن".
وللولايات المتحدة 2000 جندي على الأرض في سوريا يعملون جنباً إلى جنب مع التحالف الذي تقوده "وحدات حماية الشعب" الكردية والمعروف باسم "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). ولعبت "قوات سوريا الديمقراطية" دوراً مهماً في إلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش" خلال الفترة من 2014 إلى 2017 بدعم جوي أميركي، ولا تزال تتولى حراسة السجناء من المسلحين المتشددين في مقار الاحتجاز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الخميس إن لديها 2000 جندي في سوريا وليس 900 كمان كان معلناً في السابق. وأوضحت أن هذا العدد موجود في سوريا قبل إطاحة الأسد.
وشنت أنقرة، بمساعدة جماعات سورية متحالفة معها، عدة هجمات عبر الحدود ضد "قوات سوريا الديمقراطية" التي تقودها "وحدات حماية الشعب" في شمال البلاد، بينما طالبت مراراً واشنطن، العضو مثلها في حلف شمال الأطلسي، بوقف دعمها للمسلحين الأكراد.
وتصاعدت الأعمال القتالية منذ إطاحة الأسد قبل أقل من أسبوعين، واستولت تركيا والجماعات السورية المدعومة منها على مدينة منبج من "قوات سوريا الديمقراطية" في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، مما دفع الولايات المتحدة إلى التوسط في وقف هش لإطلاق النار.
وقال أردوغان للصحافيين إن تركيا تريد رؤية سوريا جديدة يمكن لجميع المجموعات العرقية والطوائف الدينية أن تعيش فيها في وئام. ولتحقيق ذلك يرى الرئيس التركي أنه "يتعين القضاء على تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني ومن على شاكلته من الجماعات التي تهدد بقاء سوريا".
وأضاف "منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية وامتداداتها على وجه الخصوص وصلت إلى نهاية عمرها الافتراضي".
وأمس قال القائد لعام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي لـ"رويترز" إن المسلحين الأكراد من خارج سوريا الذين انضموا إلى صفوف التحالف سيعودون لبلدانهم إذا تم التوصل إلى "هدنة كلية" مع تركيا، وهو أحد مطالب أنقرة الرئيسة منذ فترة طويلة.
وفي تصريحاته، اعترف عبدي للمرة الأولى بأن مسلحين أكراداً من دول أخرى، بما في ذلك أعضاء حزب العمال الكردستاني، كانوا يساعدون "قوات سوريا الديمقراطية"، لكنه قال إنه لن تكون هناك حاجة إليهم بعد التوصل إلى هذه الهدنة.
وذكر مسؤول في وزارة الدفاع التركية، أنه لا يوجد حديث عن وقف إطلاق النار بين تركيا و"قوات سوريا الديمقراطية"، مضيفاً أن أنقرة ستواصل اتخاذ تدابير لمكافحة الإرهاب حتى "يلقي حزب العمال الكردستاني/ وحدات حماية الشعب سلاحه ويغادر مقاتلوه الأجانب سوريا".