إتُّهم الديمقراطي الطامح للرئاسة، مايكل بلومبيرغ، بالكذب بشأن مدى المراقبة ( السرية ) المثيرة للجدل التي فرضها على المسلمين في أعقاب اعتداءات 11 سبتمبر الإرهابية، والتي اضطرت الشرطة إلى إلغائها بموجب تسوية تاريخية.
فبعد الاعتداءات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة على نيويورك وواشنطن، أطلقت السلطات برنامج مراقبة (سرية) على نطاق واسع يستهدف المسلمين في نيويورك سيتي ونيو جيرسي.
غير أن تلك الرقابة أوقفت بعد رفع سلسلة من الدعاوى، وإجراء تسوية قضائية استثنائية، اشتملت على موافقة أكبر قوة شرطة على المستوى الوطني بالكفّ عن تنفيذ عمليات مراقبة (سرية) على أساس ديني أو إثني.
وفي مقابلة أجرتها معه محطة "بي بي أس"، دافع رجل الأعمال الملياردير بلومبيرغ، 78 سنة، عن إجراءاته تلك. ويُذكر أن السياسي الثري الذي شغل منصب محافظ نيويورك ثلاث مرات بين عامي 2002 و2013، يخوض حالياً المنافسة للفوز بالترشيح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية هذا العام.
وحين سئل عن عملية المراقبة غير المشروعة كما هو مزعوم، والتي كشفت سلسلة مقالات نشرتها وكالة أسوشيتد بريس عام 2011 عن المدى الذي ذهبت إليه، قال بلومبيرغ "أرسلنا بعض عناصر الشرطة إلى عدد من المساجد للاستماع إلى الخطبة التي ألقاها الإمام. وقد اعتبرت المحاكم أن ذلك كان ضمن حدود القانون تماماً وأنه كان الشيء الذي توجب علينا أن نقوم به".
وأضاف "جميع الأشخاص (المتورطين بهجمات 11 سبتمبر) جاؤوا من المكان نفسه، وكل ما أتانا كان من مكان يسود فيه دين واحد. ولو كانوا من ديانة أخرى، لفعلنا الشيء نفسه... هذا لا يعني تلقائياً أن كل المسلمين إرهابيون أو أن كل الإرهابيين مسلمون. لكن الأشخاص الذين قادوا الطائرات جاؤوا من الشرق الأوسط، وبعض الأئمة كانوا يحثون على أعمال مماثلة أخرى".
واستنكر ناشطون صدور هذه التعليقات عن محافظ نيويورك السابق، الذي أُجبِر أخيراً على تقديم اعتذار عن سياسة لحفظ النظام أثارت جدلاً وأُطلِق عليها اسم "الإيقاف والتفتيش" سبق لبلومبيرغ أن روّج لها.
وفي هذا الصدد قالت فرحانة خيرة، المديرة التنفيذية لمجموعة "المدافعون عن المسلمين" إن الادعاء القائل بإن دائرة شرطة نيويورك فرضت إجراءات المراقبة (السرية) بإذن من المحكمة على بضعة مساجد، هو مجرد وهم... ففي حقيقة الأمر صورت دائرة شرطة نيويورك المسلمين في المساجد والمطاعم والمدارس وتعقبتهم كما راقبتهم، كما نفذ عناصر شرطة بملابس مدنية المزيد من أعمال المتابعة التي استُعملت فيها كاميرات؛ وكل ذلك من دون علم المسلمين الذي خضعوا للمراقبة في نيويورك ونيوجيرسي".
وأضافت خيرة أن "محكمة الاستئناف الفيدرالية انتقدت بشدة وبالإجماع هذا البرنامج في حكم تاريخي شبّه المراقبة تلك بمعاملة كل من الأميركيين اليهود خلال "الذعر الأحمر"، وحركة الحقوق المدنية للأميركيين الأفارقة، وأيضاً الأميركيين اليابانيين أثناء الحرب العالمية الثانية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد سلسلة من المقالات التي نشرتها وكالة أسوشيتد بريس، رفع ناشطون دعوى قضائية عرفت باسم "حسن ضد مدينة نيويورك"، اتهموا فيها دائرة شرطة نيويورك بالتصرف بشكل غير دستوري. ووافقت المدينة في عام 2018 على إيقاف البرنامج ودفع مبلغ 75 ألف دولار تعويضاً عن الأضرار إضافة إلى مليون دولار كأجور للدعوى. كذلك وافقت على إجراء لقاءات مع أبناء المجتمع الإسلامي في المدينة لمناقشة القضايا المتعلقة بتلك العملية.
وجاءت ملاحظات محافظ نيويورك السابق قبل يوم واحد فقط على انتخابات ساوث كارولاينا التمهيدية للحزب الديمقراطي، التي لن يشارك بلومبيرغ فيها، وقبل حلول موعد "الثلاثاء الكبير" (3 مارس) حين يصوت الناخبون (الديمقراطيون) في أكثر من عشر ولايات (أميركية) في آن واحد.
ولم يُجب أي من المعنيين بحملة بلومبيرغ على الاستفسارات (التي طرحتها صحيفة "اندبندنت").
© The Independent