رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء، استقالة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، قائلاً إنها تتنافى مع مصالح إيران.
وقال روحاني، في خطاب نشرته وكالة "إرنا" الرسمية، "لأنك كما وصفك قائد الثورة الإيرانية الأمين والشجاع والأبي والمتدين، وفي طليعة المواجهة أمام الضغوط الأميركية الشاملة، فإنني لا أوافق على استقالتك لأنها تتنافى مع مصالح البلاد".
وأضاف الرئيس الإيراني مدركٌ تماماً للضغوط التي يتعرض لها الجهاز الدبلوماسي في البلاد، والحكومة وحتى رئيس الجمهورية المنتخب من قبل الشعب".
وتابع "على السلطات والمؤسسات الحكومية كافة أن تنسق مع وزارة الخارجية في ما يتعلق بالعلاقات الدولية، كما تم الايعاز عدة مرات".
ودعا روحاني ظريف إلى مواصلة مسيرته "بقوة وشجاعة ودراية".
من جهته، شكر ظريف، عبر حسابه على "انستغرام"، الأربعاء، المسؤولين والشعب على دعمهما، قائلاً إنه ملتزم دائماً بخدمة البلاد. أضاف "بصفتي خادماً متواضعاً، لم أهتم قط إلا بإعلاء السياسة الخارجية ومكانة وزارة الخارجية".
وقالت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء إن ظريف شارك في مراسم استقبال رئيس وزراء أرمينيا في طهران، الأربعاء، بعد وقت قصير من رفض روحاني استقالته.
وكانت وكالة أنباء فارس الإيرانية نسبت إلى قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، وهو فرع في الحرس الثوري يتولى العمليات خارج إيران، قوله إن "ظريف مسؤول عن السياسة الخارجية للجمهورية الإيرانية ويحظى دوماً بدعم كبار المسؤولين".
وكان ظريف قدم استقالته، عبر حسابه الشخصي على "انستغرام"، قبل يومين من دون أن يذكر أسباباً محددة لخطوته المفاجئة هذه. لكن تقارير إعلامية إيرانية أشارت إلى أنها ترجع إلى عدم دعوته إلى اجتماع بين روحاني ورئيس النظام السوري بشار الأسد في طهران، الاثنين، وهي الزيارة الأولى المعلنة للأسد إلى إيران منذ نشوب الصراع السوري عام 2011.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال سليماني، الذي حضر اجتماعين للأسد مع روحاني والمرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي، إن غياب ظريف كان نتيجة خطأ بيروقراطي.
وأضاف سليماني "تُظهر الدلائل عدم وجود نية لاستبعاد ظريف من هذا الاجتماع، وينبغي أن أؤكد أنه المسؤول الرئيس عن السياسة الخارجية للبلاد".
وساعد ظريف، الدبلوماسي المخضرم الذي درس في الولايات المتحدة، في صياغة الاتفاق النووي الذي أُبرم مع القوى العالمية عام 2015، وفرض قيوداً على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات.
ويتعرض ظريف لضغوط من المحافظين في إيران منذ عام 2018، عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات على طهران.