أبلغت مجموعة من الخبراء حكومة المملكة المتحدة أنّ تفشي فيروس كورونا لن يصل إلى ذروته في البلاد قبل "أشهر"، في حين وُضعت خطة عمل طارئة للتصدِّي لهذه الأزمة.
ويعمل الوزراء انطلاقاّ من افتراض أنّ الوباء المتفشِّي سيستمر في التفاقم حتى الصيف المقبل، على الرغم من آمال عُقِدَتْ سابقاً على قدرة درجات الحرارة الأكثر دفئاً في لجم انتشاره.
وفي المقابل، لن يُطبّق قانون الطوارئ قبل نهاية مارس (آذار) الحالي، ذلك أنّ الحكومة تعتقد أنّه لن يكون "لازماً" قبل ذلك الحين.
في سياق متصل، نقل مصدر حكومي إلى صحيفة "الاندبندنت"، أنّ "نتحدّث عن أشهر لا أسابيع، قبل أن يصل تفشي الوباء في البلاد إلى ذروته".
خلال الأسبوع المقبل، سيُنشر القانون الذي سيمنح الحكومة صلاحيات إضافيّة ترمي إلى المساعدة في السيطرة على انتشار الفيروس، لكنّه سيستغرق أسابيع عدة أخرى قبل أن ينال موافقة البرلمان.
ومِن المحتمل أن يتضمّن القانون منح الحكومة سلطة إلغاء الفعاليات العامة الكبيرة، وتقييد السفر من وإلى المناطق التي تحتوي حالات كثيرة، وفق تلميحات وزير الصحّة.
وفي سياق مُعاكس، أورد المصدر الحكوميّ نفسه، "لا نريد اتخاذ قرارات قبل أن نكون مضطرين إلى ذلك. يهمّنا أن يواصل الناس حياتهم اليوميّة إلى أقصى حد ممكن".
وتذكيراً، برز الحديث عن فترة الأشهر التي تفصل بريطانيا عن ذروة تفشي كورونا، في وقت سعى بوريس جونسون رئيس الوزراء إلى تهيئة سكان البلاد لتدهور الوضع، مستبقاً خطة العمل التي أعلنها يوم الثلاثاء الماضي تزامناً مع ارتفاع عدد المصابين بفيروس "كورونا" في المملكة المتّحدة إلى 40 شخصاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكذلك تجدر الإشارة إلى أنّ الحالات الأربع الجديدة في بريطانيا، ظهرت لدى أشخاص يقطنون في مقاطعة "هيرتفوردشاير" وجنوب مدينة "ديفون" ومقاطعة "كِنت"، وسافروا جميعهم في الآونة الأخيرة إلى إيطاليا، التي تشهد أكبر انتشار للوباء في أوروبا.
ووفق كلام رئيس الوزراء، "اتفقنا أيضاً على خطة تضع في حسبانها أنّه إذا بدأ وباء كورونا الانتشار في البلاد، وأخشى أنّ ذلك ليس مستبعداً على الأرجح، نكون في وضع يتيح لنا اتخاذ الخطوات اللازمة في سبيل احتواء دائرة تفشي المرض إلى أبعد ما يمكننا، وكذلك حماية الفئات الأكثر ضعفاً".
كذلك أفاد جونسون أنّ قرار إغلاق المدارس وحظر التجمّعات الجماهيريّة في البلاد، لن يُتخذ إلا بناءً على مشورة علميّة، مضيفاً أنّ "الأمر الأكثر أهميّة الذي ينبغي أن يعرفه الناس يتمثّل في أنّ "التدابير" سترتكز على النصائح العلميّة.
وتابع، "تشارك دول المملكة المتحدة الأربعة كلها ورؤساء الخدمات الطبيّة في تلك الخطة، وسيساعدوننا في اتخاذ القرارات الرئيسة بشأن متى وكيف تُتخذ الخطوات الوقائيّة. لا يمكننا أن ننسى أنّ الأمر الوحيد الأكثر فائدة الذي نستطيع فعله جميعاً من أجل التعاون مع هيئة (الخدمات الصحيّة الوطنيّة)، يتمثّل في غسل أيدينا بالماء الساخن مردّدين أغنية (عيد ميلاد سعيد) مرتين".
في وقت سابق، حذّر البروفيسور بول كوسفورد، المدير الطبيّ للصحة العامة في إنجلترا، من أنّ احتمال تفشي عدوى "كورونا" على نطاق واسع في المملكة المتحدة قد أصبح أقوى بكثير، ذلك أنّه ثمة حالات عدة التقطت الفيروس خارج البلاد، ولا يمكن تتبّعها.
وأضاف، "في الوقت الحالي، لا تزال الغالبيّة العظمى من الحالات التي نراها في المملكة المتحدة مرتبطة ببلدان تكابد انتشاراً واسعاً للعدوى، سواء إيطاليا أو جنوب شرقي آسيا. يصحّ القول إنّ ثمة حالات قليلة الآن، لأنه من الصعب جداً العثور على ذلك الرابط مع تلك البلاد، ما يقودنا إلى الاعتقاد بأنّنا ربما سنشهد إصابات إضافيّة في المملكة المتحدة في وقت قريب. نتوقّع أن تحمل الأيام القليلة المقبلة مزيداً من الحالات، أو ربما يستغرق الأمر وقتاً أطول".
واستطراداً، أشار البروفيسور كوسفورد إلى أنّ معظم الناس لن يعانوا إلا عدوى خفيفة، إضافة إلى أن الأطفال والراشدين الأصحاء سيكونون أقل عرضة لخطر مواجهة مضاعفات خطيرة.
© The Independent