يعتقد البعض أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) هو المرض (X)، بينما هناك بالفعل مرض غامض ينتشر شرقي إثيوبيا ويمتد إلى بعض قرى الصومال.
ووفقاً لتقارير صحافية تداولت خلال الأيام القليلة الماضية، يعاني بعض السكان أعراضاً مرضية لا تفسير لها، تتمثل في اصفرار العينين، وتورم ونزيف من الأنف والفم، قبل أن يصاب المريض بالحمى حيث لقي البعض مصرعه.
لم يتم التعرف بعد على المرض "X"، وهو الوصف الذي تطلقه منظمة الصحة العالمية على أي مرض جديد غير معروف، من شأنه أن يتسبب في حدوث وباء. وبينما نفى مسئولون إثيوبيون وجود مثل هذه الحالات المرضية، أفاد مصدر مطلع في أديس أبابا لـ"اندبندنت عربية"، طلب عدم ذكر اسمه، إنه على الرغم من تسجيل حالات مرضية في بعض القرى شرقي البلاد لكن لم يتأكد بعد سقوط وفيات جراء المرض. فيما أكدت وزارة الصحة الإثيوبية إرسال فريق تقصي حقائق للمنطقة المعنية.
وبينما نفت السلطات الرسمية انتشار مثل هذه الأعراض وتأكيد أطباء سقوط العديد من المرضى بها، يذهب البعض إلى الاعتقاد بأن المرض نتيجة لتسريب كيماوي، ما تسبب في تلويث مياه الشرب، نتيجة عمليات التنقيب عن الغاز في هذه المنطقة، حيث تقوم شركة Poly-GCL الصينية المملوكة جزئياً للحكومة بأعمال تنقيب عن النفط والغاز في حوض أوغادين منذ 2014.
بحسب ما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية، قبل أيام، استناداً إلى ما وصفته بمستشار للحكومة الإقليمية الصومالية، "فإن هناك أمراضاً جديدة لم تشهدها هذه المنطقة من قبل"، مضيفاً "إنه بدون أي اعتبارات لحماية للصحة العامة، فإنه من الواضح أن الشركة الصينية تستخدم موادَ كيماوية تضر بصحة البشر". واستشهدت الصحيفة بحالات عديدة سقطت جراء المرض الغامض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
غير أن الأعراض التي ذكرها التقرير تتشابه مع أعراض مرض "حمى القرم- الكونغو النزفية"، التي بحسب منظمة الصحة العالمية تنتج عن فيروس تحمله حشرة القراد يتوطن في بلدان أفريقيا والبلقان والشرق الأوسط وآسيا الواقعة جنوب خط العرض 50 درجة شمالاً، وهي الحدود الجغرافية للقراد، الناقل الرئيس للعدوى. المرض، الذي يطلق عليه اسم "حمى العين النازفة"، وبشكل غير رسمي، يسجل معدل وفيات أعلى من الطاعون، مما حير الأطباء على مدار العامين الماضيين.
وبحسب صحيفة ديلي ستار، فإنه تم الإبلاغ عن حالات إصابة بحمي القرم جنوبي السودان وأوغندا عام 2018، مع إصابة العشرات ووفاة أربعة على الأقل. وبحسب تقرير الغارديان حول المرض الغامض في إثيوبيا فإن شاباً يبلغ من العمر 23 عاماً عاني أولا اصفرار لون العين، قبل أن يبدأ في النزف من أنفه وفمه وتورم جسده، ثم توفي في وقت لاحق بعد إصابته بارتفاع شديد في درجة الحرارة، وهى نفس الأعراض التي أصيب بها الكثير من جيرانه ما أدى إلى وفاة البعض.
وبعيداً عما يوصف بالمرض الغامض، واجهت الدولة الواقعة شرقي أفريقيا العديد من الأمراض التي تفشت عام 2019. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، أكدت إثيوبيا توسيع نطاق المخاطر الصحية لحمى شيكونغونيا والكوليرا والحصبة وفيروس شلل الأطفال.
وبحسب موقع "فاكس بيفور ترافيل"، المعني بإرشادات تلقي المصل واللقاحات، فإن تفشي هذه الأمراض يؤثر في الحياة اليومية لـ110 ملايين إثيوبي وتتمدد آثاره لصناعة السياحة التي استقبلت 800 ألف زائر دولي عام 2018.
وفي 31 أغسطس (آب) 2019، كشف المعهد الإثيوبي للصحة العامة (EPHI) عن 15192 إثيوبياً أصيبوا بالشيكونغونيا خلال عام 2019. وحتى 18 أغسطس من العام نفسه، تم الإبلاغ عن 1097 حالة مشتبه فيها بالكوليرا، بما في ذلك 11 حالة وفاة، من 8 مناطق إثيوبية. وتم الإبلاغ عن حالات مشتبه في إصابتها بالحصبة، التي بلغ مجموعها 7951 حالة من 4 مناطق خلال عام 2019. كما حذرت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في نفس العام من تفشي مرض شلل الأطفال في إثيوبيا.
وأصدرت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية في أغسطس الماضي، توصيات للمسافرين إلى إثيوبيا بضرورة تلقي تطعيمات الروتا والكوليرا والحمى الصفراء وشلل الأطفال والالتهاب الكبدي الوبائي (A) والتيفويد والحصبة. كما وسعت وزارة الخارجية الأميركية استشارات السفر إلى إثيوبيا من المستوى 2 لتشمل تحذيرات المستوى 3 و4.