كشفت "ناسا" وكالة الفضاء الأميركيّة عن صورة لحفرة "غير عادية"، بحسب وصفها، على المريخ، يُحتمل أن تكون موطناً لكائنات حيّة يحتضنها الكوكب الأحمر.
على ما يبدو، تشكِّل تلك الفوّهة مدخلاً إلى كهف كبير في باطن الكوكب، من الممكن رؤيته إلى حد ما في الصورة، وقد يُستخدم للاحتماء.
واُكتشفت الصورة في عام 2011، من طريق المصادفة، إذ رُصدت بصفتها عملاً فنيّاً ضمن سلسلة أوسع من صور مأخوذة من منحدرات بركان المريخ "بافونيس مارس"، عبر استخدام "مارس ريكونيسانس أوربيتر" المركبة المداريّة لاستكشاف الكوكب الأحمر، التي ما زالت تدور حوله حتى يومنا هذا.
وعندما اكتشفت الحفرة، أجرت "ناسا" تحليلات إضافيّة أشارت إلى أنّ الكهف يمتدّ عميقاً إلى مسافة 20 متراً تقريباً تحت السطح. بيد أنّها في المقابل لم تتمكّن من التوصّل إلى تفسير للحفرة الصدميّة الدائريّة التي تحيط بتلك الفوّهة، أو تحديد تقدير دقيق لمدى امتداد الكهف الأساسيّ.
في تطوّر متصل، تطرّقت "ناسا" إلى الاكتشاف على "أسترونومي بيكتشر أوف ذا داي" (صورة اليوم الفلكيّة) الموقع الإلكترونيّ الذي تشرف عليه حيث نشرت الصورة الأسبوع الجاري، وكتبت إنّ "مثل هذه الحفر تحظى باهتمام خاص لأنّ كهوفها الداخليّة محميّة نسبياً من سطح المريخ القاسي، ما يجعلها مرشّحة جيدة نوعاً ما لاحتواء حياة مريخيّة".
أضافت، "تمثِّل تلك الحفر تالياً أهدافاً رئيسة للمركبات الفضائيّة المحتمل إرسالها إلى الكوكب الأحمر في المستقبل، والروبوتات، وحتى لمستكشفي الحياة الفضائيّة من البشر".
ومنذ التقاط تلك الصورة، واصلت "ناسا" سبر سطح المريخ بحثاً عن فتحات محتملة إضافيّة لكهوف على سطح الكوكب.
وتشكِّل عملية البحث ضمناً مهمّة للتفتيش عن موائل جوفيّة محتملة لأشكال حيّة على المريخ، إذ إنّ الباحثين يتوقّعون أنّه على الرغم من غياب دليل على وجود حياة فضائيّة هناك، ربما تكون الكائنات الفضائيّة الحيّة قابعة تحت سطح الكوكب الأحمر.
ويمكن للمستكشفين البشر في المستقبل أن يستفيدوا من كهوف الكوكب أيضاً كملاذات يحتمون فيها من البيئة القاسية على سطح المريخ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد يدرس المستكشفون أيضاً المواد الموجودة في تلك الكهوف. ونظراً إلى أنّها ربما تحتوي على مواد تركت هناك من عصور سابقة، ربما تشكِّل وسيلة ناجعة للنظر في ماضي المريخ.
يبقى أنّ "ناسا" شرعت في الآونة الأخيرة سبر العالم الكبير غير المُستكشف تحت سطح المريخ. ففي الأسبوع الماضي، عرضت النتائج الأولى التي رصدتها المركبة الفضائيّة "إنسايت"، التي كشفت حقائق عدة من بينها أنّ المريخ كان كوكباً عرضة للزلازل في سياق نتائج يمكن أن تساعد في إيضاح كيفية تكوّن الكوكب الأحمر.
© The Independent