Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا وقضايا المناخ تهيمنان على معرض لندن للكتاب

طوفان واضح للثقافة الآسيوية والصين تستعرض قدراتها الهائلة في الطباعة ليبقى المشهد الأقوى للناشر الغربي

جاء معرض لندن للكتاب في هذه السنة 2023 أكثر حيوية وشهد أنشطة مختلفة (خدمة المعرض) 

ملخص

يعتبر #معرض_لندن الذي بدأ عام 1971 الثاني من حيث الأهمية بعد #معرض_فرانكفورت للكتاب

بعد أن توقف عامين خلال فترة كورونا، عاد معرض لندن للكتاب العام الماضي كاسراً حاجز الغياب ليبرز في هذه السنة 2023 عبر دورة ثانية بعد الوباء جاءت أكثر حيوية، بيد أنها انطلت بطابع الأزمة العالمية المترتبة على الحرب الروسية – الأوكرانية التي ألقت بظلالها على الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة، وكان قطاع الكتاب والنشر ضمن المتأثرين بالأزمة.

ويعتبر معرض لندن الذي بدأ عام 1971 الثاني من حيث الأهمية بعد معرض فرانكفورت للكتاب، إذ يشكل تجمعاً مهماً للناشرين وصناع الكتب والمؤلفين من مختلف بلدان العالم، إذ انطلق أمس الثلاثاء الـ18 من أبريل (نيسان) الجاري ليختتم غداً الخميس ويستمر ثلاثة أيام.

الحضور الأوكراني

بدا مشهد أوكرانيا التي يناصرها الغرب وتقف بريطانيا داعمة قوية لها جلياً في معرض هذه السنة من خلال استضافة السيدة الأولى في أوكرانيا أولينا زيلينسكا في محادثة، وإفساح اليوم الأول ضمن فعالياته المتعددة لإلقاء الضوء على المشهد الأوكراني سياسة وأدباً بمشاركة وزير الثقافة الأوكرانية أولكسندر تكاتشينكو، وكان من نجوم الافتتاح دوقة يورك سارة فيرجسون.

وناقشت جلسة متخصصة كيف سيكون تطور أوكرانيا الأدبي، وكيف يستعيد بلد ما هويته الفكرية والثقافية عندما يتعرض إلى الهجوم، وكيف يمكن أن تكون الكتابة شكلاً من أشكال المقاومة، بمشاركة المدير التنفيذي لمؤسسة القلم الأوكرانية ومؤلفين وصحافيين.

وفي اليوم الثاني أقيمت ندوة حوارية شارك فيها عمدة لندن صادق خان دارت حول لندن بوصفها مركزاً للاقتصاد الإبداعي في المملكة المتحدة، مع التطرق إلى قضايا المناخ وتحولاته وانعكاس ذلك على دور المدن في إيجاد مستقبل أكثر استدامة.

ملتقى لصناعة النشر

ومن المعلوم أن معرض لندن للكتاب يحتفظ بتقليده كملتقى لصناعة النشر من مختلف دول العالم، إذ إن موقعه في أوليمبيا غرب لندن، فهو ليس مكاناً لبيع الكتب كما جرت التقاليد في معارضنا العربية وإنما يقوم على إثراء النقاش والحوار حول الكتاب ويعمل على تجسير المسافات بين المؤلفين والناشرين عبر الوكلاء الأدبيين، كما يهتم بقضايا النشر والتسويق والتقنيات الجديدة في المجال بشكل عام، في مشهد يجمع آلاف العارضين والزوار من المملكة المتحدة وحول العالم للقيام بأنشطة عدة من الأعمال التجارية إلى تبادل الخبرات والتواصل، إضافة إلى حضور الجلسات التي تغطي مواضيع تراوح بين قضايا أوكرانيا والاستدامة البيئية ونصائح تتعلق بالكتّاب ومواضيع وسائل التواصل الاجتماعي والواقع المعزز في التعليم.

وعلق مدير المعرض غاريث رابلي على تنوع وحجم فعاليات المعرض بقوله، "كان الضجيج مذهلاً"، مشيراً إلى الحدث المهم الذي يتعلق بإعلان القائمة المختصرة لـ "جائزة البوكر الدولية" في اليوم الأول من المعرض. وأضاف، "كان من الرائع رؤية أولمبيا تعج بالمؤلفين والوكلاء والمحررين والناشرين والصحافيين والمؤثرين".

البوكر الدولية

جاءت الروايات في الجائزة المخصصة للأعمال المترجمة إلى الإنجليزية ونشرت في المملكة المتحدة أو إيرلندا، لتضم رواية "بولدر" للكاتبة إيفا بالتاسار وترجمة جوليا سانشيز عن الكتالونية، ورواية "الحوت" من لتشون ميونغ كوان من ترجمة تشي يونغ كيم عن الكورية، ورواية "الإنجيل" وفقاً لعالم جديد للكاتب ماريز كوندي وترجمة ريتشارد فيلكوكس عن الفرنسية، ورواية "الوقوف الثقيل" للكاتب باتريك أرماند من ترجمة فرانك وين عن الفرنسية، ورواية "مأوى زمني" من تأليف جورجي جوسبودينوف وترجمة أنجيلا روديل عن البلغارية، ورواية "لا يزال مولوداً" من تأليف غوادالوبي نيتل وترجمة روزاليند هارفي عن الإسبانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتترأس الجائزة الروائية الفرنسية المغربية ليلى سليماني، بينما تضم اللجنة أيضاً وليام بلاكر، أحد المترجمين الأدبيين الرائدين في بريطانيا من الأوكرانية، وتان توان إنج وهو روائي ماليزي وصلت إحدى رواياته من قبل إلى القائمة القصيرة في جائزة البوكر من قبل، وبارول سيجال الكاتب والناقد في نيويوركر، والمحرر الأدبي في "فايننشال تايمز" فريدريك ستودمان.

كما أعلنت كذلك جوائز 2023 BookBrunch Selfie Awards في الفئات الثلاث، وهي أفضل كتب التخييل الأدبي وأفضل كتاب للأطفال وأفضل مذكرات سيرة ذاتية.

قضايا مشهد متغير

وضمن الفعاليات التي نظمت خلال المعرض نلمح مشهداً يربط بين قضايا العالم المعاصر اليوم في المحور السياسي وعلاقتها مع البيئة والمناخ، إذ يعمل المعرض كمنصة لتحريك مثل هذه المواضيع، فقد ناقشت جلسة بعنوان "الاستعداد للنمو في مشهد متغير"، فيما ناقشت أخرى "نصائح حول كيفية إبراز العمل التجاري"، وفي جلسة مختلفة تم التطرق إلى موضوع حيوي عن رحلة تعزيز محو الأمية والوصول إلى الكتب ولغات السكان الأصليين وترميم المكتبات في أفريقيا، بمشاركة رئيس جمعية الناشرين بجنوب أفريقيا.

 

وفي إطار وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت سمة العصر في التسويق، تطرقت جلسة إلى أكثر الطرق فعالية للوصول إلى القراء من قبل المؤلفين وصناع النصوص، إذ كيف يمكن الاستفادة بدرجة قصوى من هذه الوسائل العصرية.

كما ألقي الضوء على أحدث الاتجاهات في وسائل القراءة التي تربط بين القراءة التقليدية والواقع المعزز وأدوار الآباء والمعلمين، بمشاركة مديرة أكسفورد للأطفال.

ومن ضمن القضايا الشاغلة أيضاً كيفية تطور تجارة الكتب التي أصبحت علماً معقداً، وهو ما تم طرحه عبر جميعة بائعي الكتب التي قدمت وجهات نظر وأساليب جديدة في هذا الباب.

وفي جلسة للمؤلفين خلال اليوم الأول حاور مؤلف كتاب "أنا أسود لذا يجب ألا أكون"، كولين غرانت، الكاتب الأميركي الأكثر مبيعاً بالولايات المتحدة الأميركية كولسون وايتهيد، كما قدم مؤلفون آخرون نظراتهم حول كيفية تأليفهم كتبهم.

تفاوت الحضور

الملمح العربي في المعرض اقتصر على مشاركة اتحاد الناشرين العرب والمؤسسات الحكومية المهتمة بقطاع النشر والكتاب في كل من السعودية ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة والإمارات وقطر، إضافة إلى دار سعاد الصباح في الكويت التي تشارك للمرة الثانية، مما يشير إلى غياب الدور العربية التي مثلها الاتحاد بشكل عام.

وفي المقابل يظهر طوفان واضح للثقافة الآسيوية من خلال الناشر الصيني والكوري والهندي، لا سيما الصين التي استعرضت قدرات هائلة في إمكانات الطباعة للكتب الملونة، وتراهن على التطور التكنولوجي.

لكن يبقى المشهد الأقوى لبروز الثقافة الغربية والناشر الغربي سواء في المملكة المتحدة التي تأخذ نصيب الأسد، وأميركا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من الدول الأوروبية، إذ يجرى العرض سواء لدور الكتاب التقليدي الورقي أو المنصات الأكثر حداثة في عالم النشر التي تكتفي بالكتب الإلكترونية.

المزيد من فعاليات