Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

علامة تحذيرية تسبق ظهور أعراض ألزهايمر بسنوات

خلصت دراسة جديدة إلى نتائج من شأنها أن تساعد الخدمات الصحية البريطانية في تطوير أداة تشخيصية جديدة لهذا الداء

أحد العلماء يتفحص أنماطاً تظهر في الدماغ لدى مريض ألزهايمر (رويترز)

ملخص

نبه عدد من الأطباء إلى أن علامة تحذيرية تؤشر إلى الإصابة بألزهايمر ربما تظهر على المرء قبل سنوات، إن لم يكن عقوداً، من تكشف الأعراض الأخرى لهذا الداء

نبه عدد من الأطباء إلى أن علامة تحذيرية تؤشر إلى الإصابة بألزهايمر ربما تظهر على المرء قبل سنوات، إن لم يكن عقوداً، من تكشف الأعراض الأخرى لهذا الداء.

ويشير البحث الجديد إلى أن قدرة المرء على التنقل في الاتجاهات الصحيحة من شأنها أن تساعد في توقع الإصابة بالمرض قبل سنوات من ظهور أعراضه.

وفق الدراسة، يعاني الأشخاص الذين يتهددهم خطر الإصابة بهذا الداء ضعفاً في التنقلات المكانية، بمعنى تحديد الموقع والإحساس بالاتجاهات والاستعانة بالإشارات لتحديد المسار إلى الهدف، ثم المضي في هذا الطريق، قبل حدوث مشكلات في الوظائف العقلية الأخرى، من بينها الذاكرة.

ويأمل العلماء في أن تقود هذه النتائج إلى ابتكار أداة تشخيصية جديدة تدعم "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" NHS في عملية الكشف عن الإصابة بالمرض، في السنوات المقبلة.

البحث الذي نهض به باحثون من "كلية لندن الجامعية" UCL استخدم تكنولوجيا "الواقع الافتراضي" virtual reality كي يختبر القدرة على تحديد مسار محدد من مكان إلى آخر والحفاظ عليه لدى 100 شخص بالغ من دون أعراض، تراوح أعمارهم ما بين 43 و66 سنة، أي أصغر بنحو 25 سنة من العمر المقدر لبداية الخرف.

في النتيجة تبين أن الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بألزهايمر، بصرف النظر عن السبب، كانوا يفتقدون الكفاءة في إنجاز مهمة التنقل في الواقع الافتراضي، من دون أن يبدو أي قصور مماثل في الاختبارات المعرفية الأخرى.

كذلك وجد الباحثون اختلافاً قوياً بين الجنسين في طريقة أداء المهمة، إذ تبين أن القصور في الكفاءة موجود لدى الرجال وليس النساء.

ويقول الخبراء إن النتائج تشير إلى أن الضعف في التنقلات المكانية وإدراك الاتجاهات ربما يبدأ في التطور على مدى سنوات، أو حتى عقود من الزمن، قبل ظهور أي أعراض أخرى للداء.

تحدثت في هذا الشأن الباحثة الأولى في الدراسة، الدكتور كوكو نيوتن، من "معهد علم الأعصاب الإدراكي" في "كلية لندن الجامعية"، علماً أنها اضطلعت بهذا العمل في أثناء وجودها في "جامعة كامبريدج"، فقالت: "تشير نتائجنا إلى أن هذا النوع من التغير في سلوك التنقل ربما يمثل الإشارة التشخيصية الأولى في مراحل ألزهايمر المتواصلة"، أي عندما ينتقل الناس من كونهم سليمين إلى ظهور أحد مظاهر المرض عليهم.

الأعراض الأولى لألزهايمر

وفق "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في بريطانيا يتمثل العارض الرئيس لداء ألزهايمر في مراحله المبكرة في حدوث هفوات في القدرة على التذكر.

مثلاً، ربما يواجه المصاب بألزهايمر في مراحله الأولى ما يلي:

نسيان المحادثات أو الأحداث الأخيرة.

وضع الأغراض والأدوات في المكان الخطأ.

نسيان أسماء الأماكن والأشياء.

مواجهة صعوبة في التوصل إلى الكلمة الصحيحة المطلوبة.

طرح الأسئلة بصورة متكررة.

الحكم على الأمور بطريقة غير صائبة أو وجود صعوبة في اتخاذ القرارات.

انخفاض في القدرة على التكيف مع المواقف أو الأفكار الجديدة ويكونون أقل استعداداً لاستكشاف أنشطة أو مفاهيم غير مألوفة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جميع المشاركين في الدراسة، علماً أنهم كانوا سابقاً انضموا إلى الدراسة الاستباقية "يريفنت" PREVENT للوقاية من الخرف، ظهر لديهم خطر وراثي أو فسيولوجي للإصابة بألزهايمر.

وكان مرد ذلك إلى جين وراثي يعرضهم لخطر هذه الحالة، أو إلى وجود تاريخ عائلي من الإصابة بألزهايمر، أو عوامل خطر مرتبطة بأسلوب العيش مثل مستويات النشاط البدني المتدنية.

استخدمت الدراسة، بقيادة البروفيسور دينيس تشان، اختباراً صممه كل من الدكتورة أندريا كاستينارو والبروفيسور نيل بيرغيس، وفيه طلب من المشاركين التنقل داخل بيئة افتراضية وقد ارتدوا على رؤوسهم أجهزة الواقع الافتراضي VR headsets.

تقول الدكتورة نيوتن: "الآن، نمضي قدماً بهذه النتائج كي نطور أداة تدعم ’هيئة الخدمات الصحية الوطنية’ في السنوات المقبلة في اتخاذ القرار الطبي المناسب في شأن تشخيص الإصابة بالداء، وهي طريقة جديدة تماماً في التوصل إلى التشخيص، ويحدونا أمل في أن تساعد الناس في الحصول على تشخيص أكثر دقة وفي الوقت المناسب". وتضيف: "تكتسي هذه الخطوة أهمية كبيرة مع ظهور العلاجات المضادة لبروتين ’الأميلويد’ [الذي يؤدي دوراً محورياً في الإصابة] بداء ألزهايمر، والتي تعتبر أكثر فاعلية في المراحل المبكرة من المرض... كذلك يسلط هذا الإنجاز الضوء على الحاجة إلى الاضطلاع بمزيد من الدراسة في شأن التباين بين الرجال والنساء في إمكان الإصابة بألزهايمر، وضرورة أخذ الجنس في عين الاعتبار عند التشخيص وإعطاء العلاج في المستقبل."

أجري بهذا البحث بالتعاون مع "جامعة كامبريدج"، وبتمويل مشترك من "جمعية ألزهايمر"Alzheimer’s Society ومنحة بحثية من شركة "أم أس دي"MSD لصناعة الأدوية.

ونشرت الدراسة في مجلة "ألزهايمر والخرف: مجلة جمعية ألزهايمر" Alzheimer’s and Dementia: The Journal of the Alzheimer’s Association.

أما الدكتور ريتشارد أوكلي، المدير المساعد في قسم "البحوث والابتكار" في "جمعية ألزهايمر" فقال إن "شخصاً واحداً من كل ثلاثة أشخاص يولدون اليوم سيصاب بالخرف في سنوات حياته المتأخرة، والتشخيص المبكر والدقيق للأمراض التي تسبب هذه الحالة يشكل خطوة بالغة الأهمية من أجل الحصول على الدعم المناسب، والتخطيط للمستقبل، وتلقي العلاج المناسب".

"تبقى الأعراض المبكرة جداً للخرف خفية ويصعب اكتشافها، ولكن يعتقد أن ظهور مشكلات في القدرة على القيام بالتنقلات المكانية بصورة صحيحة يشكل بعض التغييرات الأولى الدالة على وجود ألزهايمر"، في رأي الدكتور أوكلي.

وأشار الدكتور أوكلي إلى "ضرورة بذل مجهود أكبر من أجل تطوير هذه التكنولوجيا [الأداة التشخيصية]"، موضحاً أنه "سيكون من المشوق جداً أن نرى كيف يمكن لهذا البحث أن يوفر وسيلة لاكتشاف التغيرات الخاصة بالمرض في وقت مبكر، ومساعدة مرضى الخرف في المستقبل".

المزيد من صحة