Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الخيامية" فن تشكيلي مادته قصاصات القماش

معرض لنماذج من الصياغات القديمة والمعاصرة لهذه الحرفة التراثية التي استوطنت مصر منذ قرون

من معرض القاهرة لفنون الخيامية (خدمة المعرض)

ملخص

"الخيامية" فن مصري وعربي يجمع بين البعد الحرفي التراثي والتشكيل البصري، وعماده قصاصات القماش. يزدهر هذا الفن في شهر رمضان خصوصاً لما يحمل من جماليات فريدة.

يستضيف غاليري ببليوتك في القاهرة حتى الثامن من إبريل (نيسان) المقبل معرضاً بعنوان "على كل لون" ، وهو معرض يحتفي بإحدى الحرف التراثية القليلة التي  لا تزال رائجة في مصر، وهي حرفة الخيامية. لا يقتصر وجود هذه الحرفة على مصر وحدها، إذ أن التشكيل بقصاصات القماش هو أحد الممارسات التراثية المنتشرة في أماكن مختلفة من العالم، وإن اختلفت تسمياتها وأساليبها من مكان لآخر. يضم المعرض مجموعة من القطع المميزة والمصنوعة بمهارة للخيامية.

خلال شهر رمضان يلجأ كثير من المصريين إلى إضفاء طابع تراثي مميز على بيوتهم، كما يتزين العديد من المحال والمساحات الحضرية بالزينة الرمضانية، التي تعد الخيامية واحدة من أهم عناصرها. ولعل هذه المرونة التي تتمتع بها حرفة الخيامية هي أحد الأسباب المهمة لبقائها. فقد استطاع فنانو الخيامية عبر العصور المختلفة تطويع هذا الفن ليناسب المتغيرات العديدة التي طرأت على المجتمع. يُسلط معرض "على كل لون" الضوء على هذا الجانب المرن لفن الخيامية، بتقديمه نماذج من الصياغات القديمة والمعاصرة لهذه الحرفة التراثية التي استوطنت مصر منذ قرون.

تعتمد صناعة الخيامية على تشكيل الزخارف والرسوم باستخدام قصاصات من القماش الملون، فلا يستخدم الحرفي في تشكيل قطعة الخيامية أي خامة أخرى سوى خيوط الحياكة والقماش. تكمن المهارة هنا في دقة التوليف والحياكة وتنسيق الألوان، حتى أن بعض قطع الخيامية المصنوعة بمهارة قد تبدو منسوجة لمن يراها وليست مضافة. وغالباً ما يكون القماش المستخدم في صناعة الخيامية من نوع الأقمشة الثقيلة التي تتم معالجتها لمقاومة نفاذ الماء أو الحريق. غير أن هذه المواصفات قد تغيرت مع الوقت، بإضافة أنواع أخرى من المنسوجات كالأقمشة القطنية والكتان أو حتى الصوف أحياناً.

اعتمدت صناعة الخيامية طوال قرون على الزخارف النباتية والهندسية، وأضيف إليها في عصور لاحقة مزيج من الصور الحيوانية والآدمية المستلهم أغلبها من رسوم المنمنمات الإسلامية. وربما لهذا اكتسبت هذه الحرفة طابعها الديني أو الإسلامي. وخلال العقود القليلة الماضية شق صانعو الخيامية لأنفسهم مسارات مختلفة عن أسلافهم، فقد أضافوا إلى هذه الزخارف والرسوم الإسلامية أشكالاً أخرى مستلهمة من الفنون المصرية القديمة، وابتكروا صياغات من الزخارف والأشكال أكثر ارتباطاً بالحياة المعاصرة. يمكننا اليوم أن نرى العديد من قطع الخيامية التي تحمل كتابات طريفة بالعامية المصرية، أو توظيفاً متناغماً للزخارف يجمع بين زهرة اللوتس الفرعونية مثلاً والنجمة الثمانية. ولجأ العديد من الحرفيين أيضاً إلى استنساخ صور من الرسوم الفرعونية الشهيرة، أو الاستعانة بوجه نفرتيتي أو إخناتون مثلاً. 

لا يقتصر الأمر هنا على الأشكال المستخدمة في تشكيل هذه القطع، بل تنوعت وظائفها واستخداماتها أيضاً، فلم تعد قاصرة على ستائر السرادقات أو المعلقات، بل وظفت كذلك على هيئة وسائد ومفارش أو حتى حقائب صغيرة لليد، وغيرها من الأشكال المرتبطة بالاستخدام اليومي.

إذا أردتم التعرف أكثر على هذه الحرفة ومراحل صناعتها، فما عليكم سوى زيارة سوق الخيامية في القاهرة، وهو أحد أشهر الأسواق القديمة في العاصمة المصرية. يقع سوق الخيامية في شارع المُعز لدين الله الفاطمي القريب من الجامع الأزهر، وتنتشر فيه ورش صناعة الخيامية. في هذا السوق يمكنكم مراقبة أحد الحرفيين وهو يجمع قصاصات القماش بعضها إلى جانب بعض، ليشكل بها في النهاية هذه المساحات الملونة التي تصلح لكافة الأغراض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قد يُجادل البعض حول طبيعة هذه الصناعة اليدوية، إذا ما كانت حرفة أم فناً؟ وهو تساؤل قد لا يفضي إلى إجابة قاطعة في الغالب. ولكن، على أي حال، فالخيامية تُعد حرفة متوارثة بطبيعتها، وتتطلب المهارة والخبرة كأي حرفة يدوية أخرى، غير أن اعتمادها على الصورة أو الشكل يضفي عليها بلا شك شيئاً من التفرد.

معرض "على كل لون" من تنسيق إسماعيل فايد وسيف الرشيدي، الأول كاتب وباحث مستقل في الفنون المعاصرة، أما الآخر فهو مؤرخ فني عمل على مشاريع مختلفة لإحياء الاهتمام بحرفة الخيامية على مدى السنوات الخمس الماضية. شارك سيف الرشيدي أيضاً في تأليف كتاب "صناع الخيام في القاهرة: حرفة الزخرفة بالتطريز في مصر من العصور الوسطى إلى العصر الحديث"، الصادر عن دار نشر الجامعة الأميركية في القاهرة عام 2018 .

اقرأ المزيد

المزيد من فنون