Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخاوف ألمانية من خطاب سياسي يتبنى الكراهية ويضطهد النساء

"حزب البديل" اليميني يروج لأفكار متطرفة ضد المرأة واتهامها بالتسبب في التغيير الديموغرافي فيما تواجه نائبات البرلمان الازدراء العنصري

عندما تلقي نائبة برلمانية خطابها قد يرتفع الضجيج والثرثرة وأحياناً يقلل حزب "البديل" من احترام مداخلاتهن (أ ف ب)

ملخص

بحسب صحيفة "ديرشبيغل" فإن 69 في المئة من السياسيات في ألمانيا تعرضن لخطاب الكراهية، بينما تلقت 64 في المئة منهن رسائل ازدراء عنصري عبر بريدهن الإلكتروني، ومنهن من وصفت بالعاهرة أو القذرة.

يتخوف مراقبون في ألمانيا من فقدان النساء لحقوقهن بسبب تزايد شعبية حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الذي يروج لعودة "النظام الأبوي"، معتبرين أن الحزب يخوض معركة ليست فقط ضد المهاجرين بل أيضاً ضد النساء، إذ يرى أنه عوضاً عن الاعتماد على مهاجرين من الخارج فلا بد من تغيير نظام الأسرة الحالي في البلاد والعودة لنظام الأسرة التقليدي وإنجاب الأطفال لتحقيق التوازن الديموغرافي.

معركة ضد الأسرة

وأشار الباحث في علم الاجتماع أندرياس كمبر خلال لقاء نظمته صحيفة "TAZ" الألمانية إلى الوضع السياسي والقانوني في الحركة النسوية في البلاد، لافتاً إلى أن أيديولوجية حزب "البديل من أجل ألمانيا" تهتم في المقام الأول بسياسة الأسرة والهجرة، وأنه يكرس معركته ضد الإنجازات الخاصة بحقوق المرأة.

وأضاف كمبر أن "معركة الحزب اليميني ضد الحركة النسوية تقودها وتمولها الشبكة الأرستقراطية المكونة من النبلاء الموجودين في ألمانيا والنمسا"، مؤكداً أن البلدين شهدا إلغاء قوانين تمنح أحفاد النبلاء امتيازات قانونية.

النسويات هن السبب

من جهتها ترى الباحثة في العلوم السياسية جوديث جويتز أن "تركيز الجماعات والأحزاب اليمينية المتطرفة حالياً بشكل كبير على قضية مناهضة الحركة النسائية، بسبب أنهم يمكنهم استخدام هذا الخطاب لدغدغة المشاعر واستعادة ما يطلقون عليه النظام الاجتماعي الطبيعي".

وتضيف الباحثة، "عندما يتعلق الأمر بالتغيير الديموغرافي فإنه يقال إن النسويات هن السبب في تراجعه وأن هناك حاجة إلى المهاجرين من بلدان أخرى"، مشددة على ضرورة "مواجهة تحديات الهجرة من خلال إبراز قضية حقوق المرأة وتحميل النساء مسؤولية تراجع الولادات بدلاً من الدعوة إلى مجتمع هجرة متنوع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتدعو جويتز إلى "ضرورة إجراء تدابير مضادة لأنها مهمة للغاية بالنسبة للضحايا، إذ يجب عدم تجاهل النسوة اللواتي يتلقين رسائل تتضمن خطاب الكراهية، وأنه من المهم أن نرسل لهن رسائل تضامن وأن نتعاطف معهن".

وتختلف تدابير إجراء عمليات الإجهاض بحسب كل ولاية فيدرالية في ألمانيا، ووفقاً للمحامية أرماغان ناجيبور فإنه "إذا وصل ’حزب البديل‘ إلى السلطة فسيصبح من الصعب على النساء إجراء عمليات الإجهاض".

وفي برنامجه الانتخابي لعام 2017 أشار حزب "البديل من أجل ألمانيا" إلى رغبته في تعديل شكل الأسرة، ووضع عقبات أمام الإجهاض وزيادة عدد الأطفال في الأسر الألمانية.

خوف الرجال

بدوره قال الباحث في العلوم السياسية فولفغانغ ميركل في تصريح إلى صحيفة "ديرشبيغل" إن "هناك خوفاً لدى الرجال من فقدان المكانة والمهنة، وتستغل الأحزاب اليمينية ذلك من خلال استهداف الشباب الذين يفتقرون إلى الإحساس بالأمان عبر منحهم الصورة العائلية التقليدية وهو ما يشعرهم بالثقة، وأن وجودهم له معنى، وهذا ما يهدد حقوق النساء".

وكشفت دراسة جديدة أجراها البروفيسور كارستن ويبرمان في معهد "دلتا للبحوث الاجتماعية والبيئية" في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عن "أن الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة هم الأقل اقتناعاً بالمساواة بين الرجل والمرأة في ألمانيا".

وبحسب صحيفة "ديرشبيغل" فإن "كثيراً من النائبات في البرلمان الألماني يعانين خطاب الكراهية، كما أن معظمهن وجهن اتهامات إلى حزب ’البديل من أجل ألمانيا‘"، مشيرة إلى "أنه عندما تلقي برلمانية خطابها داخل البرلمان يرتفع الضجيج والثرثرة ويتحدث أعضاء الحزب بصوت مرتفع، وأحياناً يقلل من احترام مداخلاتهن".

معاداة النساء في البرلمان

وزادت حدة التمييز الجنسي ومعاداة النساء منذ وصول حزب "البديل من أجل ألمانيا"، إذ إن "هناك تعليقات غير لائقة حول ملابس البرلمانيات"، ووفق صحيفة "ديرشبيغل" التي ترى في استطلاعها أنه "يُشككك في الجودة المهنية للمرأة في مجال السياسة، واستخدام نكات تهين المرأة وتسخر منها".

وبحسب الصحيفة أيضاً فإن "69 في المئة من السياسيات قلن إنهن تعرضن لخطاب الكراهية، بينما تلقت 64 في المئة منهن رسائل محرضة على الكراهية عبر بريدهن الإلكتروني".

وتلقت إحدى عضوات حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" رسالة تصفها بالعاهرة وشتائم مثل تعرضها  للاغتصاب من قبل اللاجئين، بسبب دعمها للاجئين، بحسب "ديرشبيغل" التي أكدت أن البرلمانيات من أصول مهاجرة يتعرضن بشكل أكثر لخطاب الكراهية، مثل شاكلين ناستيتش التي أشارت إلى رسائل عنصرية وصلت إليها ووصفتها بالقذرة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير