Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حق عرب"... حكاية البطل الشعبي

 مسلسل مصري من تأليف محمود حمدان وإخراج إسماعيل فاروق وبطولة أحمد العوضي

أحمد العوضي في مشهد من المسلسل (مواقع التواصل)

ملخص

ثمة إصرار عفوي من قبل العوضي على تثبيت فكرة واحدة، أنه نجم يشبه الجمهور الذي ينتمي إليه، فلا يترفع ولا يتكبر خلال اللقاءات التلفزيونية أو العامة، بل يتواضع قدر الإمكان، ويعترف بأن الفضل في نجاحه، يعود إلى الجمهور الذي يمثله.

يقدم المسلسل المصري "حق عرب" قصة الحارة الشعبية وبطلها وما فيها من خفايا وخير وشر وانتقام ومحبة ورحمة وحب وغرام وثأر. الحارة التي تجمع تناقضات المجتمع المصري البسيط في وجه الكبار.

والكبار هنا في العمل، من يحكمون الحي أولاً، وتالياً من يحكمون الحي والمنطقة والمدينة.

والبطل في الحارة الشعبية هو من يحمي أصغر القوم ويعطف عليهم، ويدافع عن حقوقهم ويستردها، ويساعد في تأمين حاجاتهم الصغيرة والكبيرة، ويرعى مصالحهم من دون غايات، فقط حباً في أهل حارته.

 

 

قصة تناولتها الدرامية المصرية كثيراً في السابق، ولا جديد فيها إلا في كيفية تقديم الشخصيات، وشكلت هذه القصة في السنوات الأخيرة محوراً أساسياً لأعمال رمضان، ومن الأمثلة الحديثة على ذلك "ضل راجل" لياسر جلال، و"ملوك الجدعنة" للثنائي مصطفى شعبان وعمرو سعد، و"لحم غزال" لغادة عبدالرازق.

اختلاف

يختلف الأمر قليلاً في "حق عرب"، إذ ينطلق العمل من الحارة الشعبية، ليغوص في شخصية بطل الحكاية، ومن هناك تتفرع قصص الحب والقوة والسيطرة.

في إطار من الإثارة والتشويق تدور قصة المسلسل، وهو من بطولة أحمد العوضي الذي يجسد شخصية عرب السويركي عن رحلة بحثه عن قاتل والده الذي لا يعرفه، فيحتضنه القاتل ويربيه من دون أن يعرف الحقيقة. وتنشأ بينهما علاقة قوية، ويصبح عرب "ذراع المعلم اليمين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشارك في العمل كل من دينا فؤاد ورياض الخولي ووفاء عامر ووليد فواز ودنيا المصري وكارولين عزمي، وهو من تأليف محمود حمدان، وإخراج إسماعيل فاروق.

هي البطولة المطلقة الأولى للعوضي في الدراما. قدم في الموسم الرمضاني الماضي "ضرب نار"، مع زوجته السابقة ياسمين عبدالعزيز، ويوماً بعد يوم، يثبت أنه نجم أكشن لما يتمتع به من قوة بدنية وعدم الاستعانة بدوبلير في المشاهد العنيفة.

في المقابل، ثمة إصرار عفوي من قبل العوضي على تثبيت فكرة واحدة، أنه نجم يشبه الجمهور الذي ينتمي إليه، فلا يترفع ولا يتكبر خلال اللقاءات التلفزيونية أو العامة، بل يتواضع قدر الإمكان، ويعترف بأن الفضل في نجاحه، يعود إلى الجمهور الذي يمثله. وما ساعد في نجاحه البساطة والانتماء إلى هذه الطبقة الفقيرة التي نشأ فيها ولم ينكرها بعد النجاح، بل تمسك بها وقدمها وتبناها.

تكرار

لكن نجاح الشخصية والدور لا يكفي لنجاح عمل متكامل، فالقصة مثلاً مكررة، والزخم الذي كان في الحلقات الأولى بدأ يتقلص، إذ باتت الأحداث رتيبة وبطيئةـ وهذه مشكلة تعانيها غالبية الأعمال من فئة 30 حلقة.

 

 

هذا الكم من الحلقات، يحتاج إلى كتابة عميقة وأحداث متواترة ومنطقيةـ أما الإطالة فتفقد العمل جاذبيته، حتى وإن كان البطل يقدم أداءً جيداً، فالأداء الجيد مرتبط بحبكة درامية، والبعد من ذلك، يوقع بهفوات كثيرة وملل.

وعلى رغم مشاركة عدد من النجوم في العمل، فإن الأحداث الأساسية تتمحور حول العوضي، وهذه نقطة ضعف أيضاً، إذ إن توزيع المشاهد المهمة على النجوم، يمنحه بعداً آخر، ويفتح المجال أمام المشاهد للاستمتاع بأحداث جديدة موازية لأحداث المسلسل.

يظهر في العمل، تركيز المخرج إسماعيل فاروق عبر الكادرات القريبة على إظهار مشاعر التحدي والشك والصراع، بخاصة في المشاهد التي جمعت العوضي برياض الخولي. يشعر المشاهد أن ثمة قتالاً يحصل بين العينين. الغضب وحب الانتقام واضحان بين النجمين.

في المقابل يمنح العوضي القتال في الحارة الشعبية بعداً جديداً، يعتمد على الضرب بحركات حديثة معاصرة، فيها من فنون القتال، بعدما كانت مشاهد الأكشن التقليدية تعتمد على العصا والسكين والضرب بالرأس.

من جهة ثانية، بات واجباً القول إن محاكاة الحارة الشعبية باتت مكررة، فالتركيز على الجدعنة والفتوة والأصالة والعادات والتقاليد باتت مستهلكة، فيما يجب البحث في زوايا جديدة في هذا النسق الدرامي. ثمة كثير من قصص النجاح التي خرجت من حارات بسيطة، وهناك مواضيع لم يتم التطرق إليها كالدعارة مثلاً في هذه الحارات، أو الحركات الأصولية التي تنشأ فيها.

وما يبدو واضحاً أن كاتب المسلسل اعتمد على الشخصية الرئيسة فيه للترويج لبعض الجمل التي ستصبح لازمة وتريند على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو أسلوب بات متبعاً لدى عديد من الكتاب.

يذكر أنه وفي تصريح سابق، قال الممثل أحمد العوضي إن فكرة العمل مستوحاة من مسرحية "أوديب ملكاً"، وهي تراجيديا من الأدب الكلاسيكي اليوناني القديم للكاتب سوفوكليس، مثلت لأول مرة في 429 قبل الميلاد. وأضاف أنها "تدور حول أب يضحي بابنه، ولا يعلم أنه موجود معه في كنفه".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون