Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أمهات الروائع الأدبية بقلم صدام حسين

له أربعة كتب: "زبيبة والملك" و"القلعة الحصينة" و"رجال ومدينة" أما الأخير فعنوانه لافت "أخرج منها يا ملعون"

أعدم صدام حسين في 30 ديسمبر 2006 (أ ف ب)

ملخص

كتابة المذكرات عادة متأصلة في الغرب، لكأنه من واجب كل رئيس أو وزير أن يكتب تجربته ويعرض خلفيات قراراته، خصوصاً تلك التي طرحت إشكالات وأثارت ردود أفعال عارمة. لكن في العالم العربي، الأمر مختلف.

تجتذب الأسرار السياسية كل قارئ نهم، وفي المعتاد وسائل الإعلام لا تشفي الغليل إلا في ما ندر. ولكن القارئ الصبور يمكن أن يجد كثيراً من الخبايا والخفايا إذا اصطاد كتب المذكرات للزعماء والمسؤولين السياسيين الذين تولوا ملفات داخلية أو دولية. ثمة قاعدة تقول إن 80 في المئة من المعلومات تأتي من مصادر مفتوحة، و20 في المئة فقط نسبة الأسرار. ونسبة الأسرار تعود وتنكشف أغلبها بعد سنوات في كتب المذكرات، لتحل محلها أسرار جديدة بفعل الزمن وتتابع الأحداث. وكتابة المذكرات عادة متأصلة في الغرب، لكأنه من واجب كل رئيس أو وزير أن يكتب تجربته ويعرض خلفيات قراراته، خصوصاً تلك التي طرحت إشكالات وأثارت ردود أفعال عارمة.

في منطقتنا يحاول من حكم بالحديد والنار أن يأخذ أسراره معه إلى القبر، ولكن الحقائق تجد لها طرقاً لتخرج إلى العلن، وفي المعتاد كتب المنشقين تحمل بعضاً منها، والزعماء الدوليون الذين عاصروا هذا الدكتاتور أو ذاك يكملون فصول الرواية. وعندما تكون عادة القراءة غير متأصلة في عامة الشعب، وتقتصر على الباحثين والمهتمين في شأن من الشؤون، يضطر الحاكم إلى فرض القراءة القسرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رأفة بشعوب العالم ألف معمر القذافي "الكتاب الأخضر"، وهو كتاب في الفلسفة والاشتراكية، فإذا قرأته لا حاجة لك بالكتب الأخرى. وعندما كان يجد صدام حسين متسعاً في حربه على شعبه وعلى أميركا والاستعمار، كان يلجأ إلى الكتابة الثقافية. هل يمكن أن تصدق أن صداماً كتب أربعة كتب؟ هي: "زبيبة والملك" و"القلعة الحصينة"، و"رجال ومدينة"، أما الكتاب الرابع فعنوانه لافت "اخرج منها يا ملعون". وحده كيم جونغ أون الذي يملك دولة اسمها كوريا الشمالية، تخطى بثقافته الثنائي "صدام - معمر"، وباستثناء تأسيسه فرقة موسيقية من البنات، انصرف كيم إلى العلوم التطبيقية، واخترع دواء يشفي من مرض "الإيدز". صحيح أن لكل دواء أعراضاً جانبية، ولكن دواء الدكتور كيم بز كل ما توصلت إليه المكتشفات الطبية، فهو يشفي أيضاً أنواعاً من السرطان. كيم متواضع ويقر بأن دواءه لا يشفي كل أنواع المرض الخبيث، ولكن ثبت لاحقاً أنه يكافح عوامل التقدم بالسن والأنفلونزا. هذه العبقرية لم يحصلها كيم في سويسرا حيث درس لفترة، بل في بلده المحبوب، حيث، وفي مرة من المرات وعلى ذمة الصحافة الحرة في العاصمة بيونغ يانغ، صعد إلى الجبل في عاصفة ثلجية، وبمجرد وصوله إلى القمة عادت السماء زرقاء. أكثر ما حصله في سويسرا كان التهام الجبنة السويسرية الشهيرة التي لا تفارق موائده.

وفي معرض المثقفين الأفذاذ، هذه النادرة عن حسين كامل، صهر صدام ووزيره للتصنيع الحربي، الذي لم يصل بتحصيله العلمي إلى الجامعة. في جولة على أحد المصانع لاحظ آلة متوقفة، فسأل عن أسباب توقف هذه الآلة، فأجابه المهندس المسؤول، "هي قديمة وتدور على الـsteam" (البخار بالإنجليزية)، فرد "إذا كانت هذه القطعة غير موجودة عندكم اطلبوها من البلد المنشأ". لاحقاً أعدم صدام صهره، بعدما احتال عليه وأعاده من الأردن حيث كان هارباً. من يهرب من صدام ثم يعود له كم تكون درجة ذكائه؟

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل