Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اختبار دم بسيط يكشف عن "ألزهايمر" قبل سنوات من ظهور أعراضه

يمكن للاختبارات أن توفر نتائج في وقت أسرع بكثير من ثم الإسراع في تقديم أدوية جديدة لهذا المرض

أكثر من 944 ألف شخص في المملكة المتحدة يعانون من الخرف (غيتي)

ملخص

اختبارات الدم هذه سريعة وبسيطة وتعد أرخص من حيث الكلفة مقارنة بالاختبارات الراهنة الأكثر تعقيداً

يمكن لمجموعة جديدة من الاختبارات أن تحدث ثورة في تشخيص آلاف الأشخاص الذين لديهم مخاوف في شأن فقدان الذاكرة.

ويمكن لاختبارات دم ذات صلة أن تصبح معتمدة من جانب مرافق هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" (أن أتش أس) NHS في السنوات الخمس المقبلة، كجزء من الجهود المبذولة لمكافحة معدل التشخيص المنخفض على مستوى البلاد.

ويمكن للتجربة أن تسهل بصورة كبيرة على الأفراد التشخيص بمرض "ألزهايمر"، خصوصاً أنه في الوقت الراهن، لا يتمكن سوى اثنين في المئة من الأشخاص من الوصول إلى اختبارات كفحصي "التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني" Positron emission tomography (PET) (الذي يساعد في الكشف عن الوظيفة الأيضية أو الكيماوية الحيوية لأنسجة الجسم وأعضائه) أو "البزل القطني" Lumbar Punctures (الذي يجرى بإدخال إبرة بين فقرتين أسفل الظهر، لأخذ عينة من السائل النخاعي). وهذان الفحصان يتوافران في عيادة واحدة فقط لعلاج الذاكرة، من بين 20 عيادة تابعة لهيئة "الخدمات الصحية الوطنية".

التجارب ستقودها كل من "كلية لندن الجامعية" UCL و"جامعة أكسفورد"، وذلك من خلال اختبارات غير باهظة الكلفة، تستهدف البروتينات لدى الأفراد الذين يعانون الخرف في مرحلة مبكرة، أو أولئك الذين لديهم ضعف خفيف أو متقدم في الذاكرة.

فيونا كاراغر مديرة الأبحاث والتأثير في "جمعية ألزهايمر" Alzheimer’s Society (مؤسسة خيرية تعنى برعاية مرضى الخرف وبمقدمي الرعاية لهم، وتجري أبحاثاً في هذا المجال) رأت أنه "على رغم أن الخرف يمثل أحد الأسباب الرئيسة للوفيات في المملكة المتحدة، فإن ثلث عدد الأفراد المصابين بهذا الاضطراب لا يتم تشخيصهم، مما يحرمهم من الوصول إلى الرعاية والدعم".

رأينا الإمكانات الهائلة التي تظهرها اختبارات الدم لتحسين عملية التشخيص بالنسبة إلى الأشخاص وأحبائهم في مجالات الأمراض الأخرى. والآن نحن في حاجة إلى رؤية هذا التغيير الجوهري يحدث مع مرض الخرف، وهو التحدي الصحي الأكبر الذي يواجه المملكة المتحدة

الدكتورة شيونا سكيلز من "مركز أبحاث مرض ألزهايمر في المملكة المتحدة"

 

وأوضحت أنه "في الوقت الراهن، لا يتمكن سوى اثنين في المئة من الأفراد المصابين بالخرف من الوصول إلى الاختبارات المتخصصة اللازمة لتحديد أهليتهم للعلاجات الجديدة من المرض، مما يتسبب بتأخيرات غير مبررة، وبحالات من القلق وعدم اليقين".

وتضيف كاراغر: "إن اختبارات الدم تقدم حلاً لهذا المأزق - فهي سريعة وبسيطة وتعد أرخص من حيث الكلفة مقارنة بالاختبارات الراهنة الأكثر تعقيداً. وبعد قضاء عقود من الزمن في مجال الأبحاث والعمل داخل هيئة ’الخدمات الصحية الوطنية‘، يمكنني القول إننا على حافة حقبة جديدة في طريقة معالجة الخرف في هذه البلاد، بعد أعوام من التقدم البطيء في هذا المجال".

وتعد فرق البحث جزءاً من مشروع "تحدي العلامات الحيوية للدم" Blood Biomarker Challenge وهو جهد تعاوني برعاية "مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة" Alzheimer’s Research UK و"جمعية ألزهايمر"، وبدعم تمويلي مقداره خمسة ملايين جنيه استرليني (ستة ملايين و350 ألف دولار أميركي) من "يانصيب الرمز البريدي الشعبي" People’s Postcode Lottery.

وتكمن أهمية اختبارات الدم هذه في قدرتها على تقديم نتائج تشخيصية للمرضى بسرعة أكبر من الطرق الراهنة، من ثم تسريع وصف أدوية جديدة للمصابين بداء "ألزهايمر" تعتمد على التشخيص المبكر.

الدكتورة شيونا سكيلز، مديرة الأبحاث في "مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة"، قالت "رأينا الإمكانات الهائلة لاختبارات الدم في تعزيز إجراءات التشخيص للأفراد وأسرهم في مجالات طبية أخرى. والآن، من الضروري أن نرى هذا التحول الجوهري يحدث في تشخيص مرض الخرف، وهو التحدي الصحي الأكثر أهمية في المملكة المتحدة".

وتابعت: "إنه لأمر رائع أنه من خلال التعاون مع كبار الخبراء في مجال الخرف، يمكننا أن نتطلع إلى تقديم أحدث اختبارات الدم لتشخيص المرض ضمن مرافق هيئة ’الخدمات الصحية الوطنية‘، وهذا الجهد ضروري لتوسيع نطاق الوصول إلى العلاجات الرائدة التي تلوح في الأفق".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذا وسيتولى جوناثان شوت، كبير المسؤولين الطبيين في "مركز أبحاث مرض ألزهايمر في المملكة المتحدة"، قيادة تجربة على أكثر المؤشرات الحيوية الواعدة في الدم، مع إجراء اختبارات على نحو 1100 شخص في مختلف أنحاء المملكة المتحدة. وسيركز فريقه في "كلية لندن الجامعية" على المؤشر الحيوي الواعد لمرض "ألزهايمر" المعروف باسم "بروتين تاو 217 المفسفر" Phosphorylated Tau (P-Tau217)، الذي يمكن أن يشير إلى مستويات الـ"أميلويد" وبروتين "تاو" في الدماغ.

تهدف التجربة إلى تقييم ما إذا كان قياس "بروتين تاو 217 المفسفر" في الدم، يمكن أن يزيد من معدل تشخيص داء "ألزهايمر" لدى الأفراد الذين يعانون خرفاً مبكراً، وكذلك أولئك الذين يعانون مشكلات خفيفة لكن تدريجية في الذاكرة.

أما التجربة الثانية التي تقودها الدكتورة فانيسا ريمونت من "جامعة أكسفورد"، فستشمل اختبارات الدم الجديدة والراهنة التي أجريت على نحو أربعة آلاف فرد، وأشكالاً مختلفة من الخرف، بما فيها مرض "ألزهايمر" و"الخرف الوعائي" Vascular Dementia (اضطراب يصيب التفكير المنطقي، والتنظيم، وإصدار الأحكام، والذاكرة) و"الخرف الجبهي الصدغي" Frontotemporal Dementia (الذي يؤثر في شخصية المريض وسلوكياته كالقيام بتصرفات أو إظهار مشاعر غير مناسبة) والخرف المصحوب بـ"أجسام ليوي" Lewy Bodies (ضعف في الوظيفة الذهنية).

يشار أخيراً إلى أن أكثر من 944 ألف شخص في المملكة المتحدة يعانون في الوقت الراهن من الخرف، ومن المتوقع أن يتجاوز هذا العدد المليون بحلول السنة 2030.

© The Independent

المزيد من صحة