Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اكتشاف عن الربو يغير مفهومه العلمي ويعد بعلاجات جديدة

أكثر من 5 ملايين بريطاني يعانون ذلك المرض التنفسي

صورة أشعة لرئتي طفل لديه مشكلات في التنفس (أ ف ب عبر غيتي)

ملخص

ركز بحاثة بريطانيون على دراسة المعدات التي ترافق تقلص القصيبات الهوائية أثناء نوبة الربو، ووجدوا أن مادة كيماوية غير مكلفة قد تمكنهم من تقليل الأضرار التي تعقب النوبات وتخفف تكرارها وحدتها

اكتشف العلماء سبباً جديداً لمرض الربو مما يمنح الأمل بعلاجات تقي من هذا المرض التنفسي الذي يهدد حياة المصابين به.

وحاضراً، تستند غالبية علاجات الربو إلى فكرة أنه مرض التهابي. [الالتهاب يمثل رد فعل الجسم ضد مسبب معين كالجراثيم أو الرضات أو قطع المعادن أو طلع الزهور أو حتى الروائح. ويتولى جهاز المناعة المسؤولية عنه].

ويتمثل الملمح المهدد للحياة في الربو بالنوبة، أو التضيق الانقباضي في الممرات التنفسية، التي تصعب التنفس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وللمرة الأولى، تشير دراسة جديدة على الفئران إلى أن سمات عديدة لنوبة الربو - الالتهاب والإفرازات المخاطية وتضرر الحواجز التي تحمي الممرات التنفسية من العدوى - قد تكون نتيجة هذا التضيق اللاإرادي أو الآلي.

وكذلك تقترح نتائج الدراسة أنه من المستطاع الوقاية من الضرر والالتهاب والإفرازات المخاطية التي ترافق نوبة الربو، عبر وقف عملية [التضيق اللاإرادي للقصبة الهوائية] تتسبب عادة في موت خلايا الأغشية المخاطية التي تغطي الأسطح الداخلية والخارجية لأعضاء الجسم.

وقالت البروفيسورة في جامعة "كينغ كوليدج"، جودي روزنبلات، "اكتشافنا يتوج 10 أعوام وأكثر من العمل. وبصفتنا اختصاصيين في بيولوجيا الخلايا يراقبون تلك العمليات [نوبات الربو]، فقد استطعنا ملاحظة أن التضييق اللاإرادي أثناء نوبة الربو يتسبب في دمار واسع للحواجز الواقية في الممرات الهوائية. وفي غيبة تلك الحواجز، يتزايد تعرض مصابي الربو للالتهابات الطويلة الأمد والتئام الجروح [الذي يرافقه تكون ندوب] وأنواع من العدوى الجرثومية. وتتسبب تلك الأشياء في حدوث مزيد من النوبات. ومع تفهمنا لما يحدث، أصبحت لدينا مقدرة أفضل لمنع كل تلك الحوادث".

ويعاني 5.4 مليون شخص من الربو في بريطانيا، وقد يكابدون أعراضاً كصدور صفير مع التنفس، والسعال، والإحساس بالاختناق وضيق الصدر.

وتشمل العناصر المحفزة لنوبة الربو طلع الزهور والغبار، وكلها قد تفاقم الأعراض مع إمكانية كامنة لحدوث نوبة مميتة.

وحتى الآن، تبقى أسباب الربو غير واضحة، فيما تعالج الأدوية المستخدمة حاضراً التداعيات المترتبة على النوبة، لكنها لا تحول دون حدوثها.

وكذلك يقترح البحاثة الذين نهضوا بتلك الدراسة أن مفتاح وقف أعراض الربو قد يكمن في عملية تنقية الخلايا التي اكتشفوا أنها تقود عمليات الموت لمعظم الخلايا النسيجية. [كي يحتفظ الغشاء بحيويته، تذوي بعض الخلايا وتموت طبيعياً، ثم يتخلص الغشاء منها بإزالتها من دون تغيير تركيبته].

وفي ذلك السياق، استخدم علماء في جامعة "كينغز كوليدج لندن"، نماذج مأخوذة من رئات فئران مع أنسجة من الممرات الهوائية البشرية، كي يكتشفوا أنه مع تقلص الممرات الهوائية في عملية انقباض القصيبات، تعتصر خلايا الأغشية التي تبطن تلك الممرات الهوائية، ثم تموت لاحقاً.

ولأن عملية انقباض القصيبات الرئوية تؤدي إلى موت وتنقية خلايا كثيرة، فإنها تضر بالحواجز في الممرات الهوائية، مما يتسبب في التهابات وإفرازات مخاطية كثيرة.

وقد أوضحت دراسات سابقة أن مركباً كيماوياً يسمى "غادولينيوم" gadolinium يستطيع وقف عملية تنقية خلايا الأغشية.

وفي الدراسة الحالية، تبين للبحاثة أن ذلك المركب يفيد في خفض عمليات تنقية الخلايا لدى الفئران، التي تتسبب في الضرر والالتهابات التي تعقب نوبة الربو.

وفي المقابل، لم يختبر ذلك المركب على البشر، ولم تثبت مأمونيته وفاعليته.

وأوردت البروفيسورة روزنبلات أن "عملية انقباض القصيبات وتدمير الممرات الهوائية تتسبب في ما يعقب النوبة من التهاب وزيادة إفراز المخاط، مما يصعب التنفس لدى من يعانون الربو. ولا تمنع العلاجات المستخدمة حاضراً ذلك الدمار. إن استنشاق دواء كـ"ألبوترول" يفتح الممرات الهوائية، وذلك أمر محوري للتنفس. ولكن، للأسف، وجدنا أنه لا يمنع الضرر والأعراض التي تلي حدوث النوبة. ولحسن الحظ، اكتشفنا أننا نستطيع استعمال مركب غير مكلف، هو غادولينيوم الشائع الاستخدام في التصوير بالرنين المغناطيسي، كي نمنع الضرر عن الممرات الهوائية في النماذج المأخوذة من الفئران، ومن ثم منع ما يعقبها من التهاب وإفرازات مخاطية. ومن شأن منع ذلك الضرر أن يحول دون تراكم أنسجة متماسكة قد تتسبب في نوبات مستقبلية".

واستكمالاً، أفادت مديرة البحث والابتكار في مؤسسة "الربو والرئة بالمملكة المتحدة"، البروفيسورة سامانتا ووكر، بأن "لا يخصص سوى اثنين في المئة من تمويل قطاع الصحة العامة، لتطوير علاجات جديدة لمصلحة 12 مليون بريطاني لديهم أمراض في الرئة. ومن ثم فإن ظهور بحث جديد قد يساعد في علاج الربو أو الوقاية منه، يعتبر أخباراً طيبة".

وأضافت، "يفتح هذا الاكتشاف أبواباً مهمة وجديدة لتقصي خيارات ممكنة جديدة في العلاجات التي يلتمسها مصابو الربو بشدة، بدل الاكتفاء بالتركيز على الالتهاب وحده".

واستطراداً، يقترح البحاثة أن ما توصلوا إليه قد يمثل السبب في أمراض التهابية أخرى التي يظهر فيها ملمح التضيق كالتقلصات في البطن والأمراض الالتهابية في الأمعاء.

ونشرت مجلة "ساينس" هذه ورقة الدراسة التي جرت بالتعاون مع "جامعة ليستر" ومولتها شركة "ويلكوم" Wellcome للأدوية، و"معهد هوارد هاغز الطبي" Howard Hughes Medical Institute و"المؤسسة الأميركية للربو".

اقرأ المزيد

المزيد من صحة