Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماهماه.. ضحية مغربية جديدة للنجومية "الهشة" ماليا

النجمة المراكشية البالغة من العمر 84 عاما تعاني مرض القلب وتعيش في شقة مع الفئران

حال عائشة مهماه يعيد الحديث عن غياب الضمانات الصحية والاجتماعية في الوسط الفني (صفحة الممثلة - فيسبوك)

ملخص

من حين إلى آخر تعود قضية الرعاية الاجتماعية في الوسط الفني المغربي، إلى الواجهة. يقضي ممثلون وممثلات عقوداً من حياتهم تحت الأضواء محاطين بالمعجبين، ثم ينتهون مهملين ومنسيين ينتظرون تدخل جهة ما لحل مشكلاتهم المادية والصحية. الممثلة الكبيرة عائشة ماهماه، واحدة من هؤلاء وهي تعيش اليوم في شيخوختها مأساة كبيرة.  

عرفت الحياة الفنية في المغرب خلال السنوات الأخيرة حالات متكررة لأسماء معروفة عاشت ظروفاً صعبة، فخرجت عبر مواقع التوصل لترفع نداءات استغاثة. يتوجه الفنان أو الفنانة منهم بنبرة كسيرة، وأحياناً بالدموع، طلباً للنجدة في مشكلات مادية أو مرضية في الغالب، حيث لا يتمتعون بضمانات صحية واجتماعية، ويصلون في نهاية العمر إلى حالة لا تتلاءم مع ما عاشوه من شهرة وحضور.

يعجز فنانون في مرحلة متقدمة من العمر عن شراء الدواء أو إجراء جراحة ما. كما يستعصي على بعضهم دفع فواتير الماء والكهرباء وأجرة الشقة التي يعيشون فيها. فتبدو مثل هذه الحالات غريبة على الجمهور الذي اعتاد رؤية نجمه أو نجمته في صور مثالية، ثم يصدم عندما يراه أو يراها على حافة الانهيار. 


قبل فترة كتبت الفنانة عائشة ماهماه (84 سنة) على حسابها في أحد مواقع التواصل: "أنا في حرب مع الفئران التي ستطردني من هذا البيت الكارثة. أتمنى أن أجد بيتاً أسكنه رغم غلاء أسعار الإيجار". وختمت تدوينتها على النحو التالي: "يا رب بلغني أمنيتي بكرمك، لأنني لا أنام. المرض والفئران. افرجها يا رب، تعبت، افرجها من عندك".

وعلى رغم من فداحة وضع الفنانة وصدمة متابعيها لم تتدخل أي جهة لتحقيق حلمها في الإقامة بسكن لائق. كما أن مصحة خاصة رفضت علاجها من مرض القلب عندما عجزت عن تقديم "شيك" كضمانة. فناشدت الفنانة المغربية وزير الصحة لإيجاد حل لمشكلتها، وكتبت على وسائل التواصل: "من دون ضمانة لا يوجد علاج، رغم أنك إنسان معروف، هذا قانون المصحة، والإنسان لا يساوي شيئاً".

تحول اسم عائشة ماهماه خلال الفترة الأخيرة إلى وسم متداول عبر موقع "فيسبوك"، ونشرت آلاف التدوينات المطالبة بإنقاذ الفنانة المغربية. حينها فقط تدخلت وزارة الثقافة وتكفلت بعلاج الممثلة، فخضعت لعملية جراحية من أجل تثبيت بطارية خاصة بتنظيم ضربات القلب. ومع نهاية الأسبوع، غادرت ماهماه المصحة لتواصل العلاج في بيتها الذي لا يليق بفنانة أفنت عمرها أمام الكاميرات وعلى خشبات المسارح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولدت عائشة ماهماه في مراكش عام 1943، وهي من الأسماء النسائية الأولى في تاريخ المسرح والسينما والتلفزيون بالمغرب. التحقت في بداية شبابها بالمسرح البلدي في مدينة الدار البيضاء، حيث درست فن الدراما، وشاركت مع عدد من الفرق المسرحية في تقديم أعمال ذات طابع اجتماعي.

ولعل مسرحية "لو كان الخوخ يداوي" هي أشهر عمل قدمته على الركح (المسرح)، فضلاً عن مشاركتها المكثفة في الفن السابع، بحيث قدمت أدواراً مختلفة في عديد من الأفلام لكبار المخرجين المغاربة أمثال فريدة بورقية وعبدالكريم الدرقاوي ومحمد عسلي ولطيف لحلو وداود أولاد السيد ومومن السميحي وغيرهم.

 

من بين الأعمال السينمائية التي شاركت فيها ماهماه: "رحيل البحر"، "الأجنحة المتكسرة"، "سميرة في الضيعة"، "حكاية زروال"، "الطريق المجهول"، "غرام وانتقام"، "صفي تشرب"، "أياد خشنة"، "حرم السيد عصمان"، "خريف العمر"، "عودة عزيزة"، "العباسية". كما شاركت في عدد من المسلسلات التلفزيونية مثل: "خلخال الباتول"، "ناس الحومة"، "المستضعفون"، "كافي تياتر"، "عائلة سي مربوح"، "أولاد الناس"، "نسيب الحاج عزوز".

حال عائشة ماهماه يطرح عدة أسئلة حول جدوى النقابات والتكتلات المهنية والهيئات ذات الاختصاص. كما يعيد فتح النقاش حول الرعاية الاجتماعية للفنانين المغاربة، الذين لا ينضوون ضمن سلك الوظيفة وغير مسجلين في شركات وصناديق التأمين. فكم يبدو قاسياً أن يكون الجمهور الذي عاش مع الفنان نجاحه وتألقه، شاهدا على انهياره.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون