Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل "تخنق" المساعدات وقائمة المنع حسب "الهوى"

ترفض إدخال الأدوات الطبية والفواكه تحت بند "الاستخدام المزدوج" وتلقي باللائمة على المنظمات الإغاثية

مجموعة الصحة الإنجابية ليست ضمن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

منذ بدء الحرب تواجه غزة مشكلة رفض إسرائيل قائمة طويلة من البضائع المسموح بدخولها إلى القطاع حتى وإن كانت معونات غذائية وإمدادات أساسية أخرى، وأثار ذلك غضب منظمات الإغاثة واستياء دول العالم من ذلك.

بعد أن انتهى طبيب النساء والولادة سعيد الحديدي من عملية توليد، طلب من مساعديه إحضار خيط طبي من مجموعة الصحة الإنجابية لقطب الأم، وبعد جهد كبير قام به الممرضون لم يجد أحد منهم خيطاً واحداً لإتمام الجراحة.

يقول الطبيب سعيد "بحث الفريق في جميع المستشفى وتعذر عليهم إيجاد خيط قطب، فمنذ أشهر لم يتم توريد هذه الأدوات البسيطة، لقد نفد مخزونها من المستودعات، إنه أمر كارثي ولا يمكن تصديق أن مرفقاً طبياً في العالم نفد لديه شيء كهذا".

مشبك السرة ممنوع 

ويضيف الحديدي "طلبنا أن يتم إدراج مجموعة الصحة الإنجابية ضمن المساعدات التي تدخل إلى غزة، لكن منظمات الإغاثة أبلغتنا أن إسرائيل ترفض السماح لخيط القطب بدخول القطاع، بل وترجع أي شاحنة يكون على متنها هذه الأدوات".

انتقل الطبيب إلى المولود الجديد لمتابعة حالته، لكنه لم يجد أيضاً المشابك التوليدية ليضع واحدة منها على سرة الرضيع، واستعاض عن ذلك بملقط غير طبي وهو يدرك أن ذلك غير صحي، ويرجع السبب في عدم توفر هذه الأدوات إلى أن إسرائيل ترفض السماح بدخول الملاقط إلى القطاع ضمن المساعدات الإنسانية التي تتدفق إلى غزة.

منذ بدء الحرب تواجه غزة مشكلة رفض إسرائيل قائمة طويلة من البضائع المسموح بدخولها إلى القطاع حتى وإن كانت معونات غذائية وإمدادات أساسية أخرى، وأثار ذلك غضب منظمات الإغاثة واستياء دول العالم، حتى إن الأمر دفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بلهجة حادة طالباً منه تسهيل تدفق المساعدات إلى القطاع.

أساس القصة

في الواقع، تتحكم إسرائيل في جميع منافذ غزة، وبصورة تلقائية فإنها تشرف على مراقبة وتفتيش البضائع التي تدخل إلى القطاع، ومنذ 2007 عندما فرضت حصاراً على غزة، اتبعت سياسة تنظيم البضائع المسموح بدخولها إلى القطاع.

وابتكرت إسرائيل ما يسمى "بضائع ذات الاستخدام المزدوج"، وبواسطة هذا النظام يمكنها رفض تدفق أي سلعة يمكن أن تستخدم في أغراض عسكرية، حتى إن كانت تلك المادة ذات طبيعة مدنية، وتبرر تل أبيب ذلك بخنق تطور حركة "حماس" عسكرياً.

عندما بدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أوقفت إسرائيل حركة التجارة، وبات القطاع يعتمد بصورة كاملة على المساعدات الإنسانية التي تبرعت بها دول العالم، والتي أرسلتها بناءً على قائمة الحاجات المحلية.

 

 

وعلى رغم أن أكثر ما يدخل غزة معونات، فإن إسرائيل فرضت عليها التفتيش ونظام "الاستخدام المزدوج"، وشددت قيود متابعة البضائع ورفضها، وطلبت من منظمات الإغاثة الدولية إرسال قائمة محتويات الشاحنات قبل وصولها نقاط التفتيش لأجل دراسة إذا ما كان مسموحاً تدفق هذه البضائع إلى القطاع من عدمه، ويشمل ذلك حتى الماء والغذاء والأغطية والدواء.

حتى الماء يحتاج إلى إذن

واجهت منظمات الإغاثة أزمة في وصول المساعدات إلى القطاع، إذ أصبحت إسرائيل ترفض أصنافاً كثيرة تحملها القوافل وترجع الشاحنة بأكملها إذا تضمنت عنصراً خارج قائمة المسموح بدخوله إلى غزة.

ويقول المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" كاظم أبو خلف "تضع إسرائيل قائمة للمواد ذات الاستخدام المزدوج تتجاوز المعايير المعترف بها دولياً، وشددت هذه القائمة كثيراً في فترة الحرب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف أبو خلف "المساعدات التي تحاول الأمم المتحدة إلى جانب منظمات الإغاثة والدول المتبرعة إدخالها إلى غزة تشهد إجراءات غير مسبوقة على الإطلاق، ولم تشهده وكالات الإغاثة من قبل على مستوى العالم".

وبحسب أبو خلف فإن الغذاء والدواء والماء والأغطية وخيام الإيواء من المفترض أنها لا تحتاج إلى تقديم طلبات لإسرائيل للموافقة على دخولها إلى غزة، لكن ذلك ممنوع إلا بإرسال إخطار رسمي لجهات التنسيق في تل أبيب ويجب الحصول على إذن قبل تحرك القوافل.

قائمة الأصناف الممنوعة

لا يوجد معايير واضحة لرفض إسرائيل صنفاً معيناً ضمن الإمدادات، وعلى مدى الأشهر الستة الماضية للحرب منعت إسرائيل مئات الإمدادات من الوصول إلى غزة، وشملت أصنافاً بسيطة جداً كمقص الأظافر.

وفقاً للأمم المتحدة، فإن من بين المواد التي رفضت إسرائيل وصولها إلى غزة كرواسون الشوكولاتة والخيام ووسادات النوم وأدوات ما بعد الإنجاب، وكذلك الخيط الطبي اللازم لعمليات الإنجاب والعكاكيز لذوي البتر والمقص الطبي اللازم للأطفال.

وتضمنت قائمة المنع مقصات الأظافر والمراوح وألعاب الأطفال وصنابير المياه، إضافة إلى أعمدة الخيام والفاكهة ذات النواة وألواح الطاقة الشمسية والمصابيح الكهربائية ومعدات إمدادات الكهرباء.

وكانت قوائم المنع المتعلقة بالقطاع الصحي هي الأكثر، وشملت العقاقير المخدرة والقسطرة القلبية وصناديق المستشفى الميداني، وكذلك أنابيب وأسطوانات الأوكسجين وثلاجات طبية تعمل بالطاقة الشمسية ومولدات للمستشفيات، إلى جانب الأدوات الجراحية للأطباء والكراسي المتحركة وأجهزة قياس الجلوكوز والمحاقن وغيرها من المعدات الطبية.

وإضافة إلى ذلك منعت إسرائيل إدخال مجموعات اختبار جودة المياه الكيماوية والأعلاف الحيوانية وسترات واقية من الرصاص، وكذلك خوذات لعمال الإغاثة وتجهيزات لإصلاح أنابيب المياه، فضلاً عن مجموعات اختبار المياه الميكروبيولوجية ووحدات تحلية مياه، ومعدات الموجات فوق الصوتية وفلاتر المياه وأقراص التنقية.

استياء عمال الإغاثة

بدوره، يقول منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية "أوتشا" جيمي ماكغولدريك إن عملية مراجعة البضائع لدخول غزة تعسفية تماماً عندما تقوم إسرائيل بإعادة أدوات الأمومة وأقراص تنقية المياه، فهذا لخنق غزة.

 

 

ويضيف ماكغولدريك "إذا رفض عنصر واحد أثناء التفتيش، فسيتم إرجاع الشاحنة بأكملها، عمليات التفتيش ليست متسقة، إذ تم رفض عدد من العناصر في بعض الحالات لكن تمت الموافقة عليها في حالات أخرى".

استمع ماكغولدريك لشكوى عمال إغاثة وعبروا له عن إحباطهم الشديد بسبب تعسف إسرائيل الواضح في رفض المواد، وتابع القول "تم رفض أغذية لأنها معبأة بطريقة ما"، لافتاً إلى أن منع المساعدات الإنسانية يمثل انتهاكاً خطراً للقانون الإنساني الدولي.

ادعاء إسرائيلي

من إسرائيل يقول منسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية غسان عليان "هذه ادعاءات كاذبة، نحن نسمح إلى حد كبير بدخول الإمدادات الإنسانية الخاضعة للتفتيش الأمني، ووكالات الأمم المتحدة هي التي تتأخر في تسليم المساعدات".

ويضيف عليان "أقل من 1.5 في المئة من إجمالي الشاحنات منعت من الدخول عبر المعابر، وذلك لاعتبارات أمنية، وعملنا أخيراً على زيادة عدد شاحنات الغذاء والمساعدات التي تدخل القطاع".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات