Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا تجاهلت أسعار النفط ومؤشرات الأسهم مخاوف الحرب في الشرق الأوسط؟

المستثمرون تجاوزوا التوتر من اتساع الصراع وسط تفاؤل ببقائه محدوداً

تراجع سعر النفط عن حاجز 90 دولاراً بقليل فاقداً نحو نقطة مئوية ليصبح في العقود الآجلة 89.52 دولار لبرميل خام برنت (أ ف ب)

ملخص

يرى رئيس شركة الاستشارات "رابيدان إنرجي" بوب ماكناللين أن استمرار التوتر يمكن أن يرفع النفط أكثر من 100 دولار للبرميل

فتحت الأسواق تعاملات أول أيام الأسبوع صباح الإثنين، على ارتفاع مؤشرات أغلب الأسواق الكبرى وتراجع في أسعار النفط، على رغم التوتر الشديد في عطلة نهاية الأسبوع بعد هجوم إيران على إسرائيل السبت.

وأقبل المتعاملون في السوق والمستثمرون على التداول، آخذين في الاعتبار عوامل السوق الأساسية والمؤشرات الاقتصادية أكثر من مخاوف اندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، تؤثر في إمدادات الطاقة من المنطقة.

وتراجع سعر النفط في التعاملات الصباحية عن حاجز 90 دولاراً بقليل، فاقداً نحو نقطة مئوية، ليصبح في العقود الآجلة عند 89.52 دولار لبرميل خام برنت القياسي، وانخفض سعر الخام الأميركي الخفيف (مزيج غرب تكساس) إلى 84.63 دولار للبرميل.

ولم تشهد أسواق الأسهم تغييراً كبيراً بعد أن مرت الليلة الماضية من دون هجوم إسرائيلي مضاد على إيران يفتح الباب أمام حرب واسعة في المنطقة.

وتحسن المؤشر الأوروبي العام، "ستوكس 600" بشكل طفيف مرتفعاً بنسبة 0.3 في المئة، بينما هبط مؤشر "فوتسي 100" في بورصة لندن بنصف نقطة مئوية (نسبة 0.5 في المئة)، وفي آسيا، أغلق مؤشر "سي أس أي 300" القياسي للأسهم في شنغهاي وشينغين بالصين مرتفعاً بنسبة 1.9 في المئة، بينما هبط مؤشر "هانغ سنغ" في بورصة هونغ كونغ بنسبة 0.7 في المئة، وانخفض مؤشر "توبكس" في بورصة طوكيو باليابان 0.5 في المئة.

صراع محدود

مما يدل على أن المستثمرين والمتعاملين في الأسواق تجاوزوا مخاوف اندلاع حرب واسعة النطاق أن أسواق المنطقة نفسها شهدت تبايناً مماثلاً لأداء الأسواق الكبرى حول العالم، إذ ارتفع مؤشر البورصة السعودية بشكل طفيف بنسبة 0.2 في المئة، وارتفع مؤشر "بورصة قطر" بنسبة 0.8 في المئة، بينما انخفض مؤشر "بورصة دبي" بنسبة 0.4 المئة، وانخفض مؤشر "بورصة أبوظبي" بنسبة 0.1 في المئة.

أما انخفاض أسعار النفط، فيعود إلى أن الأسواق كانت بالفعل أضافت علاوة أخطار للأسعار في وقت سابق قبل الهجوم الإيراني، وتلك هي التي تبخرت الآن مع زوال المخاوف من حرب واسعة. ووصف وسيط تداول عقود النفط في شركة "بي في أم" جون إيفانز الهجوم الإيراني في مقابلة مع "رويترز" بأنه أشبه بحفلة "ألعاب نارية" ليتذكرها العالم، مشيراً إلى أن رد الفعل الإيراني سبق أن تحسبت له السوق بما يكفي قبل وقوعه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب مدير استراتيجيات السلع في شركة "آي أن جي" وارين باتيرسون، فإن "الهجوم كان ضمن الحسابات لفترة طويلة في الأيام السابقة عليه، ومحدودية الأضرار وعدم وقوع خسائر (في الجانب الإسرائيلي من الهجوم الإيراني) ربما يعني أن رد الفعل الإسرائيلي سيكون محسوباً". وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" يكرر استراتيجي السلع في بنك "أي أن زد" الاستثماري دانييل هاينز الرأي نفسه بأن "أسعار النفط ارتفعت بالفعل قبل عطلة نهاية الأسبوع، بالتالي كانت علاوة الأخطار الجيوسياسية أضيفت بالفعل لسعر النفط قبل الهجوم".

وفي ضوء تصدي إسرائيل للهجوم الإيراني وإعلان طهران أن هذا هو آخر المطاف في رد فعلها، تتوقع الأسواق ألا يكون رد الفعل الإسرائيلي قوياً بما يؤدي إلى صراع واسع في المنطقة، وما ساعد على هدوء المناخ في الأسواق تلك الأنباء عن حث الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل على أن يكون رد فعلها محسوباً بدقة. وبحسب ما يشير إليه مدير الأبحاث في "إنرجي أسبكتس" أمريتا سن، فإنه "إذا لم تتطور الأزمة (بين إسرائيل وإيران) إلى الحد الذي تسبب فيه ضرراً بالإمدادات فلن تكون هناك مخاوف، لكن ذلك يتوقف حالياً على رد فعل إسرائيل محسوب".

رد الفعل

مع ذلك، ترى رئيسة استراتيجيات السلع في شركة "آر بي سي كابيتال ماركتس" والمحللة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) حليمة كروفت، أن "أي رد فعل إسرائيلي حاسم يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من الردود الانتقامية المثيرة للاضطراب في المنطقة مما يعني تصعيد الصراع". وتضيف "على رغم أن إيران ليست لديها القدرة على إغلاق مضيق هرمز فإن لديها القدرة لتكرار ما فعلته عام 2019 من مهاجمة ناقلات النفط، واستهداف خطوط الأنابيب والبنية التحتية الأخرى للطاقة في المنطقة".

هكذا، تأمل الأسواق أن تتمكن واشنطن من "ضبط" رد الفعل الإسرائيلي بما يحول دون توسع الصراع في المنطقة إلى حالة حرب تزيد من الأخطار، ليس فقط على إمدادات الطاقة وإنما على جميع الأسواق والاقتصادات حول العالم، وإن كان بعض المحللين، مثل رئيس شركة الاستشارات "رابيدان إنرجي" بوب ماكناللين يرى أن استمرار التوتر يمكن أن يرفع أسعار النفط "نحو 100 دولار للبرميل وربما أكثر".

ويمكن لارتفاع أسعار النفط أن يزيد الضغوط التضخمية بارتفاع أسعار الوقود في الاقتصادات الكبرى، التي شهدت بالفعل في الشهر الأخير عودة معدلات التضخم للارتفاع قليلاً، ويعني ذلك أن التعافي الاقتصادي الهش يصبح عرضة للارتداد إلى تباطؤ وربما انكماش.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز