فيضانات الخليج تمنح السيارات الكهربائية تميزا

شهدت الإمارات خلال الأيام الماضية منخفضاً جوياً متقلباً، أسفر عن أمطار غزيرة أطلق عليها "منخفض الهدير"، ووفقاً للمركز الوطني للأرصاد بلغ مستوى الأمطار حداً قياسياً بمنسوب 254 مليمتراً في مدينة العين خلال أقل من 24 ساعة، وكان هذا أعلى معدل منذ بدء تسجيل البيانات في 1949 أي قبل تأسيس الدولة عام 1971.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات توضح كمية المياه التي غمرت الطرق نتيجة الأمطار الغزيرة، مما تسبب في تعطل كثير من السيارات التقليدية، ومن بين المقاطع المصورة التي لاقت رواجاً تداول النشطاء فيديو يوضح تعطل السيارات التقليدية على جنبات الطرق، بينما السيارات ذات المحركات الكهربائية تطفو في المياه وتتجول في الشوارع، مما يعطيها تفوقاً على السيارات ذات المحركات الميكانيكية.

ولم يكن إيلون ماسك في 2016 يوصي باستخدام سيارات "تيسلا" من طراز (S) كقوارب، لكنه قال يبدو ذلك ممكناً إلى فترات قصيرة عن طريق دفع العجلات، مما شهدته شوارع دبي خلال الأيام الماضية حين هطلت الأمطار التي لم تشهدها البلاد منذ نحو 75 عاماً.

العزل الجيد

وحول سبب طفو السيارات الكهربائية في الفيضانات التي شهدتها دبي، قال المتخصص في السيارات فوزي نزال لـ"اندبندنت عربية" إن "السيارات الكهربائية لا يوجد فيها محرك يعمل بنظام الوقود أو نظام سحب هواء، وتعتمد على محرك كهربائي كامل، إذ إن البطاريات هي محور الدفع ومعزولة بصورة سليمة ولم تتأثر بدخول المياه ووصولها إلى المستشعرات ولعل ذلك ما تسبب في طفوها، مما يمنحها تفوقاً على السيارات ذات المحركات الميكانيكية في مواجهة المستنقعات المائية لأن الأخيرة تعتمد على الدوائر غير المعزولة".

وأشار نزال إلى أن السيارات الميكانيكية تعمل وفق نظام سحب الهواء الذي يكون موضوعاً في مستوى الإطار أو أعلى منه بقليل لدى كثير من السيارات، وهذا يساعد على زيادة دخول الهواء أثناء المنعطفات، مما يعزز قوة المحرك، إلا أنه يشكل تحدياً في الظروف المائية عندما ترتفع المياه بصورة ملحوظة، إذ يعمل النظام على شفط الهواء، وقد يصاحبه دخول مياه إلى المحرك مباشرة، مما يتسبب في فصل الزيت عن الدائرة الميكانيكية ومن ثم تعطل السيارة.

وأضاف أن "السيارات الفارهة تعمل بتقنيات معقدة تكون أنظمة سحب الهواء فيها موجهة نحو الأسفل، إلى جانب أن نظام سحب الهواء في المحركات الأخرى الأقل يكون موجهاً للأعلى، مما يجعل من الصعب وصول المياه إلى محركاتها، وهذا يقلل من فرص تعطلها، إضافة إلى عدم وجود تعقيدات إلكترونية كهربائية كثيرة"، لافتاً إلى أن السيارات الفارهة لديها مستشعرات حساسة تطفئ المحرك تلقائياً عند اكتشاف المياه أو أي سائل غير مألوف لمنع الأعطال.

صناعة المحركات الكهربائية

ويرى المتخصص في السيارات الأوروبية بندر البليهي أن العزل أحد أهم العوامل التي تحدد جودة المحركات في عالم السيارات الكهربائية، وتواجه الشركات المصنعة لمحركاتها تحديات جديدة لتحسين قوة العزل، مؤكداً أن العزل الجيد يحمي المحركات من التلف نتيجة للتماسات الكهربائية التي يمكن أن تحدث عندما تتعرض البطاريات للماء عند دخولها المستنقعات وبرك المياه التي تسببها الأمطار.

وأشار إلى أن السائق يتحمل جزءاً كبيراً في تعطل السيارة، منوهاً بأهمية وعي السائق بأن القيادة بسرعة عالية في المستنقعات أو الشوارع المغمورة بالمياه تتسبب في دخول الماء إلى المحرك، مما يعرضه للتعطل ويزيد من احتمالية تلفه، ودعا إلى القيادة بحذر وبطء في المناطق التي تشهد أمطاراً.

ولعل مشاهد السيارات التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تلفت الانتباه إلى المزايا النسبية التي تمتلكها السيارات الكهربائية في مناطق الفيضانات مقارنة بنظيرتها التقليدية التي تعمل بالوقود والدوائر الميكانيكية، وتفتح آفاق المستقبل للشركات المصنعة لترويج منتجاتها وزيادة مبيعاتها.

ووفقاً لتقديرات منصة "بلومبيرغ" يتوقع أن تشكل السيارات الكهربائية 75 في المئة من مبيعات المركبات الجديدة ونحو 44 في المئة من سيارات الركاب على الطرق بحلول 2040.