Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قاعدة تارانتنو لـ"الأفلام الـ10" لا مغزى لها وستضر بإرثه الفني

من المقرر أن يتقاعد المخرج السينمائي بعد مشروعه النهائي الغامض. من الجيد أن تحمي إرثك الفني، لكن تبرير تارانتينو لا يبدو منطقياً

ذات مرة في جنوب فرنسا: كوينتن تارانتينو في مهرجان كان السينمائي عام 2023 (غيتي)

ملخص

موقف تارانتينو حول التقاعد بعد إخراج 10 أفلام عبثي نوعاً ما ولا شك أنه سينتهي به الأمر بالرغبة في عمل مزيد أيضاً

فيلم "الناقد السينمائي" The Movie Critic لم يعد موجوداً. جرى التخلي عن الفيلم الأخير الذي طال انتظاره للمخرج كوينتين تارانتينو، وفقاً لموقع "ديدلاين" Deadline.

وقيل إن الفيلم يدور حول مراجع للأفلام الإباحية خلال السبعينيات، وترددت إشاعات عن مشاركة النجم براد بيت وكذلك بول والتر هاوزر، البطل اللامع في فيلم "ريتشارد جيويل" Richard Jewell للمخرج كلينت إيستوود. الآن، يبدو أن فيلم "الناقد السينمائي" للمخرج تارانتينو ينضم إلى فيلمه "ستار تريك" Star Trek المصنف للكبار فقط في قائمة المشاريع غير المكتملة. ربما كان فيلم "الناقد السينمائي" ليكون كارثياً، ولكن ألم يكن من الجميل أن نتمكن من معرفة ذلك؟

لسنوات عديدة، أصر تارانتينو على أنه سيتقاعد بعد إصداره فيلمه العاشر، أو عندما يبلغ من العمر 60 سنة. ويبلغ حالياً 61 سنة، وأخرج حتى الآن تسعة أفلام، إذا اعتبرنا فيلمي "اقتل بيل" Kill Bill فيلماً واحداً (وهذا ما يفعله تارانتينو على ما يبدو). ويبدو أنه قام بهذا التعهد كمحاولة للحفاظ على مستوى أعماله.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي عام 2010 وفي حديث مع مجلة "بلاي بوي" قال "لا يتحسن المخرجون مع تقدمهم في السن. عادة ما تكون أسوأ الأفلام في إصداراتهم السينمائية هي الأفلام الأربعة الأخيرة التي يصدرونها في النهاية. لا أريد هذا الأمر في حصاد إصداراتي السينمائية".

الآن، وبغض النظر عما إذا كان سيتقاعد بالفعل - يبدو احتمال تغيير رأيه في نهاية المطاف أمراً وارداً مثل الاحتمال البديل (نهاية مهنية مريحة ومذيع بودكاست) - هناك شيء محبط في شأن الحد من الإبداع الذي فرضه تارانتينو على نفسه. خلال محاولته للحفاظ على إرثه الخاص، ربما ينتهي به الأمر بإفساده.

المشكلة الأولى والأكثر وضوحاً في مغامرة تارانتينو: ببساطة أن صناع الأفلام لا يصبحون أسوأ مع تقدمهم في السن. في حين أن هذا الأمر قد يكون صحيحاً نوعاً ما بالنسبة إلى الموسيقيين العظماء، وأحياناً كثيرة بالنسبة إلى الروائيين، فإن مشهد صناعة الأفلام الحالي يعج بالمخرجين الذين يقدمون بعضاً من أفضل أعمالهم في عقودهم الثامنة والتاسعة وحتى العاشرة، كما في حالة المخرج الوثائقي الأميركي فريدريك وايزمان.

المخرجون مارتن سكورسيزي وستيفن سبيلبرغ وهاياو ميازاكي وكلير دينيس وبيدرو ألمودوبار وديفيد لينش – هناك كثير من الأمثلة التي لا يمكن ذكرها كلها. لو كان المخرج ستانلي كوبريك قرر التقاعد في سن الـ60، لما كنا حصلنا على فيلم "عيون مغلقة على اتساعها" Eyes Wide Shut، لو أن أكيرا كوروساوا فعل ذلك، فلما كان هناك فيلم "ران" Ran.

ويعتبر تارانتينو دليلاً حياً على أن صانعي الأفلام لا ينزلقون ببساطة إلى التراجع الإبداعي بمجرد أن يتقدموا في السن: يمكن القول إن فيلم "ذات مرة في هوليوود" Once Upon a Time... in Hollywood الذي صدر عام 2019 هو أفضل فيلم صنعه على الإطلاق وأكثرهم إنجازاً. (ومن المفارقات أنه كان سيشكل أفضل ختام لمسيرته المهنية، فكل ما يصدره بعده سيكون له حتماً نفحة من تأثيره).

لكي نكون واضحين: لا ينبغي لأحد أن يكون مضطراً أبداً إلى صنع فن لا يريد صنعه. إذا أراد أن يتوقف، يمكنه التوقف! لكن إرث تارانتينو سيكون أقل أهمية إذا قرر التوقف - وعلى رغم أن حساسيته العنيفة والاستفزازية أكسبته عدداً لا يحصى من المنتقدين على مر السنين، فمن الصعب الاعتراض على فكرة أن السينما ستكون أسوأ حالاً عندما تتوقف أخيراً أعمال كوينتن تارانتينو.

لا يوجد تقريباً أي صانع أفلام قادر على إنتاج أفلام مصنفة للبالغين بموازنات بحجم تارانتينو (في حدود 100 مليون دولار/ 80 مليون جنيه استرليني)، ومع نوع الممثلين المميزين الذي يجذبهم تارانتينو، كل ذلك مع الحفاظ على هذا النوع من الإبداع. عندما يتقاعد، ليس الأمر أن الفرص ستنتقل ببساطة إلى خليفته. ستذهب الأموال إلى مكان آخر، إلى مراهنات أكثر أماناً، أو إلى مشاريع أصغر.

يعد ميازاكي، عبقري الرسوم المتحركة الذي أصدر فيلمي "المخطوفة" Spirited Away و"الأميرة مونونوكي" Princess Mononoke، بمثابة مثال مواز مثير للاهتمام - فالمخرج تعهد بالتقاعد مرات عدة، إلا أنه أغري بالعودة مراراً وتكراراً. في كل مرة، كان القرار مبرراً بالكامل: آخر فيلمين له "مهب الرياح" The Wind Rises و"الفتى ومالك الحزين" The Boy and the Heron هما من بين أفضل ما قام بإخراجه.

ربما تخبرنا الأنباء عن توقف إنتاج فيلم "الناقد السينمائي" بشيء حيث تزامنت مع تقارير تفيد بأن سبيلبرغ، البالغ من العمر 77 سنة، استقر على مشروع جديد - فيلم حول الأجسام الطائرة المجهولة، فيلمه الطويل الـ36. ويتابع سكورسيزي، البالغ من العمر 81 سنة، العمل بعد نجاحه فيلمه "قتلة زهرة القمر" Killers of the Flower Moon الصادر العام الماضي بمشروعين متتاليين: أحدهما عن حياة المسيح، والآخر عن سيرة النجم فرانك سيناترا من بطولة ليوناردو دي كابريو. إذا صدر كلا الفيلمين، فسيرتفع رصيد سكورسيزي إلى 28 فيلماً روائياً إضافة إلى 17 فيلماً وثائقياً طويلاً.

في ظل هذه الأعمال، يبدو موقف تارانتينو حول التقاعد بعد إخراج 10 أفلام عبثياً نوعاً ما. صحيح أنه يجب عليك دائماً أن تترك الآخرين متشوقين للمزيد. لكن من الطبيعي الشك بأن تارانتينو سينتهي به الأمر بالرغبة في المزيد أيضاً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سينما