تسارع دول العالم إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة فيروس كورونا الذي يضعها في حالة تأهب مستمر. وفي أحدث الإحصائيات، سجلت الصين 30 وفاة جديدة ليرتفع عدد الوفيات الإجمالي إلى 3042.
وفيما أظهرت الأرقام في الأيام الماضية تراجعاً في الصين حيث يبدو أن تدابير الحجر الصحي التي تفرضها السلطات بدأت تؤتي ثمارها، كشفت لجنة الصحة في العاصمة الصينية بكين أن المدينة رصدت أربع حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا يوم 5 مارس (آذار)، كلها قادمة من إيطاليا.
وبهذا يصل العدد الإجمالي للإصابات في المدينة إلى 422. وينتشر الفيروس الآن في جميع أنحاء العالم بوتيرة أسرع مقارنة بالصين..
وفي كوريا الجنوبية ارتفع عدد حالات الإصابة، الجمعة، إلى 6284، بزيادة 196 حالة عن وقت متأخر من يوم الخميس.
وقال المركز الكوري للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها إنه تم الإبلاغ عن سبع وفيات أخرى بالفيروس القاتل، ليصل العدد الإجمالي إلى 42 حالة وفاة.
وارتفعت حالات الإصابة في إيطاليا وفرنسا واليونان وإيران، فيما يخضع ركاب سفينة سياحية قبالة سواحل كاليفورنيا إلى اختبارات معملية بعدما بدت على بعضهم أعراض المرض.
حرب بالمليارات
وفي إطار الإجراءات التي تتخذها الدول لمواجهة كوفيد-19، قال نائب وزير المالية الصيني، شو هونغ تساي، إن بلاده خصصت 110.48 مليار يوان (حوالى 15.93 مليار دولار) لتمويل الجهود المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا، اعتباراً من الرابع من مارس الجاري.
أضاف المسؤول، في تصريح صحافي، إن الصين ستضمن سلاسة عمل الحكومات المحلية في ظل تفشي الفيروس، وأن وزارة المالية ستؤمن الاحتياجات المالية لإقليم هوبي، بؤرة تفشي المرض.
ووافق مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قانون حول تخصيص 8.3 مليار دولار، لمواجهة فيروس كورونا، وتم إحالة الوثيقة إلى الرئيس دونالد ترمب للتوقيع.
وأيد أغلب أعضاء مجلس الشيوخ فكرة تخصيص مبالغ إضافية لمواجهة أزمة كورونا، حيث حظي بتأييد 96 سيناتوراً ومعارضة سيناتور واحد.
ثلاث إصابات في ميريلاند
وأعلنت ولاية ميريلاند الأميركية، مساء الخميس، حالة الطوارئ بعد تسجيل ثلاث إصابات بفيروس كورونا، فيما ارتفعت حالات الوفاة في الولايات المتحدة إلى 12 حالة.
وارتفع عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا إلى 12 عندما أبلغت مقاطعة كينغ في واشنطن عن أحدث الوفيات، ومن بين الوفيات، شهدت واشنطن 11 حالة بينما وقعت حالة في كاليفورنيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حجر "سري" في إيران
وفي إيران، أعلن ناشطون وصحافيون، الخميس، خبر وفاة سفيرها السابق في سوريا ومساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين شيخ الإسلام، وذلك بعد إصابته بفيروس كورونا.
ومن جانب آخر، قال مغردون على تويتر إن السلطات الإيرانية فرضت حجراً صحياً في السر على عدد من الأماكن العامة.
ونشرت مقاطع مصورة أظهرت أسواقاً فارغة، من دون إعلان رسمي عن فرض أي حجر صحي، في خطوة قال ناشطون إنها تعمد إلى التخفيف من واقع الأزمة، مع تكتم السلطات عن العدد الحقيقي لحجم الإصابات بالفيروس في البلاد.
وكشفت منظمة الصحة العالمية، أن فيروس كورونا بات متفشياً بشكل كبير في إيران، محذرة من قلة التجهيزات الوقائية لعمال الرعاية الصحية في البلد.
وتحتل إيران المرتبة الرابعة، بعد الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا، في ترتيب الدول الأكثر إصابة بالفيروس، والمرتبة الثانية من حيث عدد الوفيات.
الجزائر... 16 فرداً من عائلة واحدة
وأصيب 16 فرداً من عائلة جزائرية واحدة في ولاية البليدة قرب العاصمة الجزائر بفيروس كورونا المستجد بعد تواصلهم مع جزائريين يقيمان في فرنسا، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الجزائرية الخميس.
وأوضح المدير العام للوقاية في وزارة الصحة الجزائرية جمال فورار في تصريح إعلامي، أنّ "العدد الإجمالي للأشخاص المصابين ارتفع إلى 17 بينهم 16 حالة من عائلة واحدة".
وأتاح الفحص الوبائي تقفي مسار العدوى، ليتبيّن أنّها انتقلت من جزائري يبلغ 83 سنة وابنته، يقيمان في فرنسا ولم يدرجا بين الإصابات البالغة 16.
وزار هذا الرجل وابنته عائلتهما في مدينة البليدة، 50 كلم جنوبي العاصمة، بين 14 و21 فبراير (شباط)، بحسب وزارة الصحة.
وثبتت إصابتهما بالفيروس إثر عودتهما إلى فرنسا في 21 فبراير.
إصابات جديدة في العراق
وأعلنت السلطات العراقية الخميس تسجيل ثلاث حالات إصابة جديدة بالفيروس ليرتفع بذلك عدد الحالات الإجمالية في البلاد إلى 38 إصابة بينها ثلاث حالات وفاة، فيما أثير جدل بشأن قرار إغلاق عدد من الأضرحة المقدسة.
وقالت وزارة الصحة العراقية في بيان "تمت متابعة الحالات والملامسين من قبل ملاكات وزارة الصحة والبيئة وهم الآن يتلقون الرعاية الصحية المطلوبة في مؤسسات الوزارة".
وأمهلت السلطات العراقية المواطنين المقيمين في إيران لغاية 15 مارس للعودة إلى البلاد، حيث سيتم غلق جميع المنافذ الحدودية باستثناء مطاري بغداد والبصرة.
حال الطوارئ في الأراضي الفلسطينية
وسجلت إصابة سبعة أشخاص بفيروس كورونا في الضفة الغربية بحسب السلطات الفلسطينية التي أعلنت حال الطوارئ بعد فترة وجيزة من إعلان إغلاق كنيسة المهد في بيت لحم ومنع دخول السياح لفترة أسبوعين.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الخميس حال الطوارئ في الأراضي الفلسطينية لمدة 30 يوماً في مواجهة الفيروس، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وقال رئيس الوزراء محمد اشتيه عبر التلفزيون إنه سيتم إغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية، مشيراً إلى أن الحركة بين المحافظات ستكون في حالات الضرورة القصوى.
نقص "مزعج"
إلى ذلك، حذر مسؤولو منظمة الصحة العالمية من أن الدول لا تأخذ أزمة الفيروس على محمل الجد، مع تفشي المرض في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، حيث حذر العاملون الطبيون من نقص "مزعج" في الاستعدادات بالمستشفيات.
وقالت المنظمة إن "قائمة طويلة" من البلدان لا تظهر "مستوى الالتزام السياسي" اللازم "لمواءمة مستوى التهديد الذي نواجهه جميعاً".
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس للصحافيين "هذه ليست تدريبات... هذا الوباء يشكل تهديداً لكل بلد، غنياً كان أم فقيراً. نحن بحاجة إلى استعدادات صارمة".