عصف فيروس كورونا بأسعار تذاكر الطيران، حيث خفّضت شركات عالمية أسعارها لملء مقصوراتها الفارغة، وشهدت درجة رجال الأعمال انخفاضاً بنسبة تصل إلى 60 في المئة وتراجعت حجوزات السفر بمقدار الثلث.
وأحدثت أزمة فيروس كورونا أوقاتاً قاتمة للمسافرين، مع تقييد أو إلغاء الرحلات الجوية إلى العديد من الوجهات في العالم. وفي الوقت الذي تكافح فيه شركات الطيران لملء المقصورات، فإن أسعار الرحلات الجوية في انخفاض مع تراجع أسعار عروض العطلات أيضاً.
ورصد موقع "ترافيلسوبر ماركت دوت كوم"، المتخصص في الحجوزات والسفر، انخفاضات كبيرة في أسعار التذاكر، ويقول إنه بناءً على البيانات المرتبطة بالأسعار الحية المتاحة في الفترة ما بين الجمعة 28 فبراير (شباط) والاثنين 2 مارس (آذار) من هذا العام، فقد شهدت انخفاضات كبيرة في أسعار الحجوزات، ففي اليونان كانت أرخص بنحو 33 في المئة، وتايلاند 25 في المئة، وسانت لوسيا 24 في المئة، وتركيا 21 في المئة، وإسبانيا 13 في المئة، عند النظر إلى التكاليف السنوية.
ومع تزايد موجة القلق من السفر وركوب الطائرات تجنباً للإصابة بفيروس كورونا، عمد الكثير من شركات الطيران إلى تقديم صفقات سفر بأسعار مغرية جداً، كما فعلت الخطوط الجوية البريطانية، وتشمل صفقات الطيران الاقتصادية ميلان وثلاث ليالٍ في فندق أربع نجوم مقابل 190.305دولار (147.50 جنيه إسترليني) للشخص، وسورينتو لمدة أسبوع في فندق أربعة نجوم مقابل نحو 386.97 دولار (300 جنيه إسترليني).
وخفضت الخطوط الجوية البريطانية أسعار رحلاتها على درجة رجال الأعمال إلى كل من أمستردام وكولونيا والبندقية وفيينا وغيرها من المدن، مقابل 139.4 دولار (150 جنيها إسترلينياً). حتى في عملية البيع التي تتوقع أن تدفع حوالي 322 دولاراً (250 جنيه إسترليني) لهذا الغرض. الأسعار العادية حوالي 387 دولاراً (300 جنيه إسترليني)، وتتضمن التكلفة وجبة مجانية، إضافة إلى إمكانية كسب المسافر عدداً كبيراً من النقاط.
ومنذ الأزمة المالية قبل عقد من الزمان، قامت شركات الطيران في الولايات المتحدة بتوحيد وتشديد العمليات، والاستفادة من تغيير عادات السفر وخلق عروض جديدة للمسافرين، وهندسة نطاق واسع من الربحية.
كورونا يهدد الوظائف في قطاع الطيران
جاء أحدث مثال على الخسائر التي اندلعت في الصناعة أمس الأربعاء، مع إعلان الخطوط الجوية المتحدة، أول شركة طيران أميركية، عن قطع واسع النطاق للخدمة المحلية، مما يشير إلى أن الخوف من الفيروس بدأ يأكل مبيعات التذاكر بعيداً عن المناطق الساخنة بوباء كورونا.
وفي خطاب موجّه إلى الموظفين، أعلن أكبر قائدين في شركة الطيران عن خطط لخفض الخدمة الدولية في أبريل (نيسان) بحوالي 20 في المئة والخدمة المحلية بنسبة 10 في المئة، مع إمكانية إجراء تخفيضات مماثلة في شهر مايو (أيار). وأعلنا أيضاً تجميد التوظيف خلال شهر يونيو (حزيران)، وقالا إن العمال في الولايات المتحدة يمكنهم التقدم للحصول على إجازة طوعية غير مدفوعة الأجر.
أوسكار مونوز، الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد للطيران، و وج. سكوت كيربي، الذي سيتولى هذا المنصب في مايو المقبل، بعثا برسالة للموظفين قالا فيها "نأمل مخلصين أن تكون هذه الإجراءات الأخيرة كافية، ولكن الطبيعة الديناميكية لهذا الفيروس تتطلب منا أن نتحلى بالمرونة للمضي قدماً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما شهدت الرحلات الجوية عبر المحيط الهادئ انخفاضاً في الطلب عليها بشدة مع تفشي الفيروس في آسيا، مع التوقعات بأن تتراجع أعداد تلك الرحلات إلي النصف في أبريل المقبل، في حين سيتم قطع الخدمة عبر المحيط الأطلسي بنحو 10 في المئة وسيتم تخفيض خدمة أميركا اللاتينية 5 في المئة.
وفي بيان رداً على إعلان يونايتد، قالت سارة نيلسون، رئيسة جمعية مضيفات الطيران، إن الشركة تتبع "نهجاً مسؤولاً" في الاستجابة لتفشي فيروس كورونا.
وقال توماس ج. دونوهو، الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة الأميركية، في مؤتمر صحافي أمس الأربعاء، إن صناعة الخطوط الجوية لا تحتاج إلى "عمليات إنقاذ"، على الرغم من أنه قال إنه إذا واجهت شركات الطيران الإقليمية صعوبات، "سنكتشف طريقة لجمع الأصول لضمان تحليق الطائرات".
ولمعالجة حالة عدم اليقين بين عامة الناس، قال كل من يونايتد ودلتا وأميركان في الأيام الأخيرة إنهم سيتنازلون عن رسوم تغيير الرحلات التي تم حجزها في الأسابيع المقبلة.
لكن نيكولاس كاليو، الرئيس التنفيذي لاتحاد الخطوط الجوية الأميركية، قال في اجتماع البيت الأبيض الأربعاء، إن ما قد يحتاجه المسافرون حقاً هو التأكيد على أن الطيران آمن في ظل تفشي كورونا، فالخوف الآن أسوأ من الفيروس بحد ذاته".