مع ظهور حالات مصابة بفيروس كورونا المستجد في محافظة القطيف (شرقي السعودية)، واتخاذ السلطات في البلاد قراراً بإغلاق المدينة احترازياً، أُطلقت مبادرات توعوية مجتمعية وصحية إلكترونياً في عددٍ من مناطق المحافظة للتعامل مع الفيروس وتسهيل حياة الناس ومساعدتهم على حماية أنفسهم من المرض.
وفي جزيرة تاروت، قام 40 شاباً وشابة من مختلف التخصصات الطبية في اللجنة الصحية بجمعية تاروت الخيرية بالتفاعل بنشاط وفق تخصصاتهم لتوعية المواطنين بشأن فيروس كورونا، وذلك بالتوازي مع ما تنظمه سلطات البلد الخليجي من جهود رسمية ورسائل توعوية تصدرها وزارة الصحة، حيث يقوم الشباب بتشجيع الأهالي على نشر التوعية في مدن وقرى المحافظة، وبخاصة فئة الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
إدارة الأزمات
وقالت مريم الماء، رئيسة اللجنة الصحية لـ"اندبندنت عربية" إن "المبادرة التوعوية الإلكترونية تعمل على تأطير عملها ضمن جهود جماعية لطواقم طبية وصحية من سكان القطيف لمساندة أفراد المجتمع، حيث تستدعي الحاجة توظيف تخصصاتهم ليصبحوا جزءاً من إدارة الأزمات والحد من تفشي الفيروس عبر توعيتهم ومشاركتهم ومؤازرتهم من داخل المجتمع المحيط بهم، خصوصاً في ظل تداول مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي آخر الأخبار والمستجدات المتعلقة بالوباء، منها ما هو موثق، ومنها ما هو يصنف تحت خانة الأخبار الكاذبة".
الإجراءات الوقائية... والهلع
وتتنامى أهمية التوعية الإلكترونية في ظل إجراءات مشددة في المحافظة، حيث توضح مريم "لا شك أن كورونا فيروس فتاك، لكن الكثيرين يحذرون من تحول الإجراءات الوقائية إلى حالة من الهستيريا والهلع، ومن هنا أصبح واجباً علينا كمتخصصين صياغة مفهوم تستوعبه الأهالي، حيث يلعب حسن تصرفهم واستجابتهم الواعية دوراً مفصلياً في خفض الكلفة البشرية خلال فترة الحجر والعزل".
وتابعت "قمنا بالتأكيد على أهمية نشر الوعي الصحي بين أبناء المحافظة، وضرورة الوقاية من مخاطر كورونا عبر اتباع عادات يومية صحية وقائية، وتمثلت التوعية في التعريف بالفيروس وكيفية الوقاية منه، وطرق انتشاره ومضاعفاته والأعراض التي تستدعي زيارة المستشفى، وحث الأهالي على الإفصاح عن حالاتهم الصحية للجهات المختصة، وهو ما حدث بالفعل حين أبدوا قدراً من التماسك والمبادرة بالإفصاح للحفاظ على أهلهم ووطنهم".
إجراءات صارمة
وتظافرت تحركات اللجنة الصحية مع الجهود الاستثنائية للجهات الرسمية الرامية إلى الحد من انتشار الفيروس في القطيف بعد أن اتخذت السعودية إجراءات صارمة في المطارات والمستشفيات للحد من انتشار كورونا بين سكانها، وفرضت إغلاقاً مؤقتاً لمحافظة القطيف، حيث يقيم غالبية المواطنين الذين تم تشخيصهم بالمرض، ولم يكشف البعض عن معلومات سفره إلى إيران التي لم تقم سلطاتها بختم جوازات سفرهم لدى دخولهم ومغادرتهم البلاد، أثناء تواجدهم في مزارات يقصدها الشيعة من مختلف البلدان.
أبرز الأنشطة التطوعية
في شأن متصل، أكد كامل الخُطي، المستشار الإداري لدائرة الأوقاف والمواريث في القطيف، أن "هذه المحافظة تشهد أنشطة تطوعية تفاعلاً مع بدء تطبيق خطة الحجر الصحي عليها، وقد تجلى ذلك في استمرار قيام رجال دين وأكاديميين وشخصيات مؤثرة مجتمعياً بحث السكان على الالتزام بقواعد الحجر الصحي، وحث العائدين من الدول المصنفة كمناطق انتشار للفيروس، على الإفصاح بذلك إلى السلطات الصحية المنوط بها مسؤولية مكافحة انتشار الفيروس".
وتابع "من مظاهر العمل التطوعي أيضاً حث الناس على تجنب التجمعات في الأماكن المغلقة، وعدم التكالب على تكديس المواد الغذائية، حيث إن حركة المركبات التجارية التي تحمل الغذاء والدواء وباقي المستلزمات الضرورية إلى المحافظة، تسير بانسيابية تامة".