أكدت دراسة أجرتها جامعة ساوثهامبتون البريطانية بشأن انتشار فيروس كورونا في الصين، أن الإجراءات المبكرة تساعد على التقليل من تفشي المرض بشكل كبير.
وقام باحثون في مجموعة رسم خرائط السكان WorldPop بدراسة نماذج عن حركة السكان وظهور المرض للمساعدة في محاكاة سيناريوهات تفشي الفيروس المختلفة للمدن في الصين القارية.
وتقدر الدراسة أنه بحلول نهاية فبراير (شباط) 2020 كان هناك ما مجموعه 114.325 إصابة بالفيروس في الصين. ويظهر أنه لولا الكشف المبكر وعزل الحالات والقيود على السفر لكان عدد الحالات المصابة بالفيروس أكبر بـ 67 مرة من العدد الذي أصيب بالفعل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتكشف الدراسة أيضاً أنه كان من الممكن تقليل عدد حالات الإصابة بالفيروس بنسبة 66 في المئة لو تم اتخاذ التدابير الاحترازية قبل أسبوع، أو بنسبة 86 في المئة إذا بدأ العمل قبل أسبوعين، أو 95 في المئة قبل ثلاثة أسابيع.
ووجد البحث أن عزل الحالات المصابة والبعد الاجتماعي، مثل إلغاء الأحداث العامة الكبيرة والعمل من المنزل وإغلاق المدارس، قد يكون له تأثير إيجابي أكبر في احتواء الفيروس من قيود السفر.
ويقترح معدو الدراسة أنه ينبغي مواصلة اجراءات البعد الاجتماعي للأشهر القليلة المقبلة في الصين لمنع ازدياد أعداد الإصابات مرة أخرى.
وقال مدير مجموعة WorldPop في جامعة ساوثهامبتون، أندي تاتم: "لدينا نافذة ضيقة من الفرص على الصعيد العالمي للاستجابة لهذا المرض، ولأن العقاقير واللقاحات الفعالة غير متوقعة قبل أشهر، نحتاج إلى أن نكون أذكياء بشأن كيفية تدخلنا لعلاج الفيروس من دون دواء. تساهم النتائج التي توصلنا إليها بشكل كبير في فهم أفضل السبل لتنفيذ التدابير وتكييفها مع الظروف في مناطق مختلفة من العالم".
تفشي كورونا
منذ البداية، أرادت السلطات الصينية السيطرة على المعلومات حول تفشي الفيروس، وإسكات أي أصوات تختلف عن روايتها.
وكان الطيبب لي وينليانغ، الذي توفي جراء إصابته بكورونا، أول من حذر من انتشار الفيروس في مستشفى ووهان في الصين، وهددته الشرطة حينها ليصمت.
وحاول وينليانغ تحذير زملائه من تفشي فيروس خطير في المستشفى، ليأخذوا الاحتياطات اللازمة، وذلك عبر وسيلة للتواصل الاجتماعي في الصين.
وفي الأول من يناير (كانون الثاني) أعلنت شرطة ووهان أنها "اتخذت تدابير قانونية" ضد 8 أشخاص قاموا "بنشر وتبادل الإشاعات عبر الإنترنت" حول مرض شبيه بالالتهاب الرئوي.
وفي الأسبوعين التاليين، بقيت لجنة صحة بلدية ووهان المصدر الوحيد للحصول على تحديثات حول تطورات تفشي الفيروس.
وبتاريخ 7 يناير حدد العلماء أن المسبب للمرض هو فيروس كورونا المستجد، ولم يتم الإعلان عن أي حالات مؤكدة جديدة لمدة أسبوع تقريباً.
وأكدت السلطات الصحية أنه "لم يكن هناك دليل واضح على انتقال العدوى من إنسان إلى آخر"، ولم يكن هناك أي عدوى بين الممارسين في مجال الرعاية الصحية، وأن تفشي المرض "يمكن الوقاية منه والسيطرة عليه".
ثم جاءت قفزة مفاجئة في عدد المصابين، إذ في 17 يناير أبلغت سلطات ووهان عن 41 حالة إصابة فقط بالفيروس، وبحلول 20 يناير، ارتفع العدد إلى 198 حالة.
وبعد مرور 3 أيام، فرضت السلطات حظراً غير مسبوق على ووهان، ولكن بعد مغادرة 5 ملايين شخص لعطلة رأس السنة القمرية الجديدة.