تستخدم الشرطة الإسبانية طائرات من دون طيّار لإبقاء السكان في منازلهم، في وقتٍ تحاول السلطات معالجة تفشّي فيروس كورونا في البلاد. وإسبانيا التي شهدت وفاة نحو297 شخصاً وإصابة قرابة 9000 آخرين حتى يوم الاثنين الماضي، تُعتبر الدولة الأكثر تضرّراً بالوباء في أوروبا بعد إيطاليا.
وقد أعلنت الحكومة حال الطوارئ في جميع أنحاء البلاد في 14 مارس (آذار)، فبات من الممنوع على السكان مغادرة منازلهم، إلاّ في حالات الضرورة لشراء اللوازم أو الأدوية الأساسية، أو للعمل على مساعدة المسنّين وغيرهم من الذين يحتاجون إلى العون.
وصدرت الأوامر لكل المدارس والمطاعم والحانات والأماكن الرياضية والمراكز الثقافية بالإغلاق الفوري، ما أدى إلى توسيع نطاق الإجراءات التي اعتمدتها السلطات الإقليمية المختلفة في الأيام الأخيرة، في حين حُظّرت أيضاً التجمّعات لأغراض اجتماعية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي إطار الجهود المبذولة للحفاظ على القيود المفروضة، استعملت شرطة العاصمة مدريد طائرات مسيّرة في المناطق العامّة، مثل متنزه "بوين ريتيرو"، لحضّ الناس على العودة إلى منازلهم.
وسُجّلت في منطقة مدريد وحدها نحو نصف حالات الإصابة بالفيروس في البلاد، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الإسبانية. ونشرت إدارة الشرطة في المدينة تغريدات عبر حسابها على "تويتر" قالت فيها "لن نتردّد في اتخاذ كل الإجراءات المتاحة لنا من أجل تأمين سلامتكم وسلامة الجميع، على الرغم من أنّ البعض منكم قد يجعل مهمّتنا صعبة".
وأعلنت إدارة الملاحة الجوية الإسبانية أنها تنسّق مع شرطة مدريد في عمليّات المراقبة بواسطة الطائرات المسيّرة، وكذلك مع القوى الجوية في البلاد. وبذلك تتّبع السلطات الإسبانية الأسلوب ذاته الذي تبنّته السلطات الصينية، التي استخدمت أيضاً طائراتٍ بلا طيّار لإبقاء الأفراد في بيوتهم، بعيداً من المواقع العامّة، كجزءٍ من جهود الحجر الصحي الحادّة في البلاد.
وخلال الإعلان عن الإجراءات الجديدة في 14 من الشهر الحالي، دعا رئيس الوزراء بيدرو سانشيز المواطنين الإسبان الذين يبلغ عددهم 46.7 مليون نسمة إلى الوحدة والتعاون. وقال "أريد أن أتوجّه إلى العمّال وأصحاب المهن الحرّة والشركات، لأؤكّد لهم أن الحكومة الإسبانية ستفعل كلّ ما في وسعها لتخفيف وطأة هذه الأزمة".
وأضاف "تثبت إسبانيا في هذه الساعات الحرجة أنها قادرة على التغلّب على الشدائد... إننا في مواجهة أسابيع صعبة للغاية من الجهود والتضحيات. وإذا أردنا التغلّب على الفيروس يجب تقييد بعض الحقوق المهمّة".
ويمكن تغريم الأشخاص الذين يخالفون إجراءات الحجر الصحي في إسبانيا بما يصل إلى 600 ألف يورو، وقد يواجه هؤلاء عقوبة السجن. ومن المتوقّع أن تستمر حال الطوارئ في البلاد لمدة أسبوعين، على الرغم من احتمال تمديدها إذا رأت الحكومة أن ذلك ضرورياً.
وكانت فرنسا قد انضمّت إلى إسبانيا في وضع سكّانها في حال حظر، في حين أعلنت كلٌّ من ألمانيا والبرتغال أنهما ستغلقان حدودهما.
© The Independent