قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال اليوم السبت إن 15 مطاراً مدنياً في البلاد تضررت منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة ضد ببلاده خلال فبراير (شباط) 2022.
وتستكشف أوكرانيا إمكانية فتح مجالها الجوي جزئياً بعد أن أغلقته تماماً منذ بداية الحرب. وتقول هيئة الطيران الحكومية إن أوكرانيا لديها 20 مطاراً مدنياً.
ويتعين على الأوكرانيين الذين يرغبون في السفر إلى الخارج حالياً الانتقال براً إلى الدول المجاورة لاستقلال الرحلات الجوية. وبالنسبة إلى أولئك الذين يعيشون في الشرق، فإن الرحلة خارج أوكرانيا قد تستغرق يوماً.
ونقلت وكالة أنباء يوكرينفورم المحلية عن شميهال قوله في مؤتمر عن النقل "أجرينا تقييماً للأخطار وحددنا حاجات قوات الدفاع الجوي لفتح المجال الجوي جزئياً". وأضاف "تظل القضايا الأمنية والوضع العسكري من الأهمية بمكان في هذا القرار".
وأوضح شميهال أن روسيا هاجمت البنية التحتية للموانئ في أوكرانيا ما يقارب 60 مرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مما أدى إلى إلحاق أضرار كلية أو جزئية بما يقارب 300 منشأة و22 سفينة مدنية.
وقال شريك كبير في شركة "مارش ماكلينان" للوساطة التأمينية خلال وقت سابق من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري إن أوكرانيا قد تعيد فتح المطار في مدينة لفيف الغربية خلال عام 2025، إذا عدت الجهات التنظيمية أنه آمن وجرى اتخاذ قرار سياسي.
دعوة زيلينسكي
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الجمعة حلف شمال الأطلسي إلى تقديم ضمانات حماية لأراضي أوكرانيا التي تسيطر عليها كييف من أجل "وقف المرحلة الساخنة من الحرب".
كما ألمح زيلينسكي إلى أنه سيكون مستعداً للانتظار من أجل استعادة ما يقرب من خُمس مساحة بلاده التي سيطر عليها الجيش الروسي، إذا ما كان مثل هذا الاتفاق قادراً على توفير الأمن لبقية أوكرانيا وإنهاء القتال.
وجاءت هذه التعليقات وسط تصاعد التوترات في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
وهددت روسيا هذا الأسبوع بضرب مبان حكومية في كييف وشنت هجوماً جوياً ضخماً على قطاع الطاقة في أوكرانيا، في ما وصفته بأنه رد على إطلاق أوكرانيا صواريخ مصدرها الولايات المتحدة وبريطانيا على الأراضي الروسية.
وقال زيلينسكي لقناة "سكاي نيوز" البريطانية "إذا أردنا وقف المرحلة الساخنة من الحرب يجب أن نضع تحت مظلة حلف شمال الأطلسي أراضي أوكرانيا التي نسيطر عليها". وأضاف "هذا ما نحتاج إلى فعله سريعاً، وبعد ذلك يمكن لأوكرانيا استعادة الجزء الآخر من أراضيها دبلوماسياً".
وتصاعد الحديث عن وقف محتمل لإطلاق النار أو التوصل إلى اتفاق سلام منذ فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في وقت سابق هذا الشهر. وانتقد الجمهوري المساعدات الأميركية لكييف، وقال إنه قادر على وقف الصراع في غضون ساعات، من دون أن يحدد السبيل لتحقيق ذلك.
وقال زيلينسكي باللغة الإنجليزية "إذا تحدثنا عن وقف لإطلاق النار، فإننا (نحتاج) إلى ضمانات بأن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لن يعود".
وتسيطر روسيا على نحو 18 في المئة من أراضي أوكرانيا المعترف بها دولياً، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
وضمت روسيا مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا، على رغم أنها لا تسيطر عليها بالكامل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستبعدت كييف حتى الآن التنازل عن أراض مقابل السلام، في حين يطالب بوتين الجيش الأوكراني بالانسحاب من مزيد من الأراضي ويرفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو.
وكان بوتين قد دعا كييف في وقت سابق إلى التخلي عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي إذا كانت تريد التوصل إلى اتفاق سلام.
ومع تصاعد الصراع على أرض المعركة، أجرى زيلينسكي سلسلة مكالمات هاتفية مع زعماء غربيين في الأيام الأخيرة، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز.
كما تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الأوكراني الجمعة لإطلاعه على "أهداف الولايات المتحدة" لتوفير "دعم مستدام لأوكرانيا"، حسب ما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر.
وكثفت إدارة الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته جو بايدن دعمها لكييف منذ فوز ترمب في الانتخابات، ونقلت مزيداً من الأسلحة ومنحت أوكرانيا الإذن بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على الأراضي الروسية.
وأثارت هذه الخطوة رد فعل غاضباً في موسكو، إذ أعلن بوتين الخميس أن روسيا قد تضرب العاصمة الأوكرانية بصاروخها الجديد "أوريشنيك" الفرط صوتي، بعد ساعات على قصف روسي استهدف شبكة الطاقة الأوكرانية وأدى إلى انقطاع الكهرباء عن مليون شخص.
وعين زيلينسكي الجمعة قائداً جديداً للقوات البرية هو ميخايلو دراباتي، في خطوة لتعزيز قيادة الجيش.
وقاد دراباتي سابقاً القوات في قطاع خاركيف الشمالي الشرقي، وواجه هجوماً روسياً جديداً مباغتاً في وقت سابق من هذا العام.
وقال وزير الدفاع رستم عمروف إن "هذه القرارات المتعلقة بالأفراد تهدف إلى تعزيز جيشنا وتحسين جاهزيته القتالية".