حذّر غوردون براون من هيمنة "القومية الشعبوية" المفرطة على الاستجابة لأزمة فيروس كورونا.
ووجّه رئيس الوزراء السابق "العمّالي" سهام النقد إلى سياسات الحكومات باسم "أميركا أولاً والهند أولاً والصين أولاً"، داعياً إلى تدخّل دولي لمكافحة الجائحة.
وقال براون الذي كان في سدة الحكم أثناء الأزمة المالية عام 2008 إنّ حجم الأزمة التي تواجهها البلاد حالياً "غير مسبوق"، وحثّ وزير المالية ريشي سوناك على بذل "جهد أكبر بكثير" لحماية الأفراد من الإفلاس المالي.
وتأتي مداخلته فيما تتحضّر المدارس ودور الحضانة للإغلاق ويدخل الجيش البريطاني في حال التأهّب ويلوح في الأفق احتمال فرض قيود أكبر في لندن لكبح انتشار الفيروس.
وصرّح براون لبرنامج "توداي" على إذاعة "بي بي سي الرابعة"، "هذه مشكلة عالمية وليست مشكلة وطنية فحسب".
"لقد رأينا ما يكفي ويزيد من أميركا أولاً والهند أولاً والصين أولاً. وشهدنا فائضاً من هذه القومية الشعبوية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"ها نحن نكتشف أننا مرتبطون ببعض سواء أعجبنا ذلك أو لم يعجبنا. ونكتشف أننا نعتمد على بعضنا البعض سواء أعجبنا ذلك أو لم يعجبنا".
"أعتقد أنّه على الجميع وضع خلافاتهم جانباً لأنّ التعاون الدولي حيوي في هذه المسألة".
وأضاف رئيس الوزراء السابق أنّ الوباء يمثّل "حالة طوارئ اقتصادية عالمية" بقدر ما يمثّل كارثة على صعيد الصحة العامة، ممّا "يضاعف خوف" الناس.
واعتبر أنهم "يخشون الإصابة بالفيروس أو إصابة أحد أفراد أسرتهم به، كما يخافون على تأمين لقمة العيش وخسارة مداخيلهم كعائلة".
"وعلينا التحرّك على الجبهتين، كما علينا أن نتحرك على الصعيدين الداخلي والدولي".
وحثّ براون الوزراء على بذل المزيد لحماية العمال "إذا طلب بوريس جونسون من الناس أن يتوجهوا إلى منازلهم ويلازموها، عليه أن يبلغهم كيف سيستطيعون اجتياز المرحلة على الصعيد المالي".
وأضاف "أظن أنه على (ريشي سوناك) أن يفعل أكثر بكثير للتعامل مع قضايا حماية العمالة".
"هو يقول إنه سيبادر إلى خطوات أكبر، لكن يجب الإعلان عن الحزمة الآن لتفادي فرض حالات فصل العمال على الشركات بعد يوم أو يومين".
"أعتقد أنّ عدداً كبيراً من مدراء الشركات يبحثون حالياً في عدد الموظفين الذين عليهم الاستغناء عن خدماتهم خلال الأيام والأسابيع المقبلة".
"وعلينا التدخل الآن برأيي لبناء الثقة بأننا قادرون على إبقاء الموظفين في أعمالهم أو إبقاء الموظفين الذين يعملون بعقود قصيرة الأجل في عملهم والتوصل إلى بعض التدابير مع الأفراد، بحيث يأخذون إجازاتهم ويحصلون في الوقت ذاته على حماية لمداخيلهم".
وقال إنّ على العمال أن يعودوا إلى وظائفهم بعد انتهاء الجائحة، مضيفاً "ما أخشاه هو أننا لم نبذل ما يكفي لضمان ذلك".
كما اعتبر أنّ المقاربة الأميركية بتقديم المال "عشوائية"، لأنّ أصحاب الملايين مثل دونالد ترمب "لا يحتاجون إلى شيك مصرفي".
وعلى وقع كلام عن احتمال إغلاق لندن، رأى براون أنه كان على الحكومة "التصرف بشكل أسرع"، لكنه اعترف بأنّه ليس مطّلعاً على التفاصيل كافة.
"أظن على الناس القبول بأنه في بعض المسائل، علينا استدعاء الجيش لمساعدتنا في بعض الجوانب، كما فعلنا سابقاً".
"أنا لا أدعم التوسّع في فرض العقوبات القانونية، لكنني أؤيّد استخدام كل الموارد الموجودة في هذا البلد".
© The Independent