قدّم مايكل ليفيت، أستاذ علم الأحياء في جامعة "ستانفورد"، الحائز جائزة "نوبل" في الكيمياء لعام 2013، قليلاً من الأخبار الجيّدة وسط فيض الكآبة السائدة التي سبّبها فيروس "كورونا". وتوقّع أن تشهد الولايات المتحدة تراجعاً في حالات الإصابة الجديدة في وقتٍ أقرب ممّا توقّعته بعض النماذج.
وأوضح أنّ نماذجه تتوقّع أن يكون من غير المحتمل أن تتلاشى المشكلة في غضون أشهر أو سنوات، لكن الأهم من ذلك أنه من غير المحتمل أن تتسبّب في وفاة ملايين الأشخاص.
وكان ليفيت قد توقّع من قبل بشكل صحيح متى ستختبر الصين أسوأ أزمة فيروس "كورونا" وتعاني بسببه.
وفي حديث أجرته معه صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، أكّد العالِم الأميركي أنه ليس مستعدّاً لتقديم موعد محدّد لانتهاء أزمة فيروس "كوفيد- 19" في أميركا، لكنه قال إنّ "هناك إشاراتٍ واضحة على نموّ متباطىء، وكلّ ما نحتاجه هو السيطرة على الذعر... وسنكون بخير".
وأوضح في مقابلة أجرتها معه نشرة "كالكاليست" الإخبارية المالية الإسرائيلية، سبب عدم موافقته على نماذج النمو الكبير للوباء التي تستخدمها منظّمات عدّة أساساً لتوقّعاتها. وقال إن "في نماذج النمو المتسارع، تفترض أنه يمكن أن يُصاب أشخاص جدد كلّ يوم لأنك تواصل مقابلة أشخاص جدد. لكن إذا كنتَ تفكّر في دائرتك الاجتماعية الخاصّة، فإنك تقابل الأشخاص أنفسهم كلّ يوم".
وأضاف "يمكنك التقاء أشخاص جدد في وسائل النقل العام على سبيل المثال، لكن حتى في الحافلة بعد مرور بعض الوقت، يكون معظم الركّاب إما مصابين أو محصّنين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورأى البروفسور مايكل ليفيت أن إجراءات التباعد الاجتماعي كانت مفيدةً في الحدّ من قدرة الفيروس على الانتشار السريع، مشيراً إلى أنّ ارتفاع النسبة المئوية للكبار في السن في إيطاليا المقترنة بثقافةٍ اجتماعيةٍ نابضة بالحياة في البلاد، أدّيا إلى انفجار حالات الإصابة في ذلك البلد. وقال "يُضاف إلى ذلك أن الثقافة الإيطالية حميمة للغاية، وأن الإيطاليّين لديهم حياة اجتماعية غنية جداً. لهذه الاسباب، من المهمّ إبعاد الأشخاص عن بعضهم بعضاً ومنع المرضى من الاتصال بغير المصابين".
وقد كان هذا قلقه الأوّلي في ما يتعلّق بالولايات المتّحدة. وأضاف في هذا الإطار: "أنا الآن أكثر قلقاً في شأن الولايات المتّحدة. يجب أن يتمّ عزل أكبر عددٍ ممكنٍ من الناس لشراء الوقت من أجل التحضير. وبخلاف ذلك، يمكن أن ينتهي الأمر في وضع يتوجّه فيه نحو عشرون ألف مصاب إلى أقرب مستشفى في الوقت نفسه فينهار نظام الرعاية الصحّية".
وأشار عالم الأحياء إلى أنه في حين أن العزل كان خطوةً مهمّةً لمحاربة انتشار الفيروس، فإنه يعتقد أيضاً أن شريحةً معينة من السكان قد تكون محصّنة بشكل طبيعي ضدّ المرض، مضيفاً "نعلم أن الصين كانت تحت الحجر الصحي شبه الكامل، ولم يغادر الأفراد منازلهم، إلاّ للتسوّق الضروري للغاية وتجنّبوا الاتصال بالآخرين".
وقال إن "في ووهان حيث أكبر عددٍ من حالات الإصابة في مقاطعة هوبي، كان يمكن أن يتعرّض الجميع للإصابة بالعدوى، لكن ثلاثة في المئة فقط التقطوا الفيروس. حتى في "دياموند برينسيس" اليابانية (سفينة الرحلات البحرية المعزولة)، لم يتجاوز معدّل الإصابة بين ركابها الـ20 في المئة". وختم مستنتجاً أن هذه الأرقام توحي بأنّ بعض الأشخاص هم ببساطة محصّنون ضدّ الفيروس أو مقاومون بشكل خاص له.
لكنّ توقعات البروفسور مايكل ليفيت تتناقض تماماً مع تلك التي تشير إلى أنّنا قد نتعامل مع فيروس "كوفيد- 19" لأشهر من الزمن، لا بل لسنوات.
© The Independent