كشف استطلاع أجرته منظمة "يوغوف" أنّ شخصاً من كل عشرين في المملكة المتحدة فقدوا وظائفهم بسبب فيروس كورونا، فيما تراجعت ساعات العمل لواحدٍ من كل عشرة أشخاص نتيجة انتشار وباء "كوفيد-19".
وقد أصاب الفيروس أكثر من ثمانية آلاف شخص في أنحاء بريطانيا وأسفر عن 422 وفاة، وأدى إلى إقفال أبواب عدد من المؤسسات في البلاد وإرسال موظّفين إلى منازلهم.
وفي أحد أول الاستطلاعات التي نُشرت بعد دعوة رئيس الحكومة بوريس جونسون الشعب إلى ملازمة منازلهم، أفاد 5 في المئة بأنّهم خسروا عملهم، فيما اعتبر 9 في المئة أنّ ساعات العمل التي قُدّمت لهم في السابق تراجعت إلى حدّ كبير.
وفي هذه الأثناء، بدأ ما يفوق 4 من أصل 10 أشخاص (أي ما يعادل 42 في المئة) بالعمل بدوامٍ كامل من المنزل بعدما دعا رئيس الوزراء الموظّفين الذين ليسوا بحاجة للسفر، إلى إتمام أعمالهم من منازلهم.
وتزامن ذلك مع إصدار الحكومة أكثر إجراءاتها صرامةً حتّى الساعة في أرجاء البلاد كافة، إذ طلبت من المواطنين ملازمة منازلهم وعدم مغادرتها إلّا في الحالات الطارئة كشراء الحاجات الأساسيّة وللأسباب الصحية وممارسة بعض التمارين اليومية والذهاب إلى العمل لمن يُضطر لذلك.
وفي خطابٍ متلفز وجّهه إلى الأمّة، أوضح بوريس جونسون أنه "في هذه المعركة، لا شكّ أننا كلّنا مجنّدين ويتحتّم علينا التكاتف مع بعضنا بعضاً لوقف انتشار هذا الوباء. يجب أن نحمي هيئة خدمات الصحة الوطنية وإنقاذ آلاف الأرواح".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مقلب آخر، بدا أنّ غالبية الشعب تثق بتفاني الحكومة، إذ اعتبر 58 في المئة من المستطلعين أنّ المسؤولين يأخذون الأزمة على محمل الجدّ. في المقابل، لا يمكن قول الأمر ذاته عن رأيهم في تصرّف الشعب، إذ وجد الاستطلاع الذي شمل 3000 شخص أنّ نسبة من يشعرون بأنّ الشعب يلتزم بالإرشادات ويأخذ الفيروس على محمل الجدّ لا تزيد على 8 في المئة، بينما اعتبر 87 في المئة أنّ الآخرين لا يبالون بانتشار الوباء.
في هذا السياق، أفاد 9 من أصل 10 أشخاص بأنّهم سيتّبعون إرشادات الحكومة بشأن احتواء الفيروس مهما كلّف الأمر، فيما اعتبر 4 في المئة أنّهم "سيتولّون شؤونهم بأنفسهم" بغضّ النظر عمّا يقوله المسؤولون.
وتأتي هذه الأرقام إثر توجيه عائلات انتقاداتٍ لاذعة إلى المستخفّين بتوصيات التباعد الاجتماعي بعدما ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصورٍ تُظهر أعداداً كبيرة من الأشخاص يجتاحون المتنزهات والمحميات الطبيعية في أنحاء البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع التي شهدت أولى إشراقات أشعّة شمس الربيع.
وتعقيباً على ذلك، أفادت براندا دوهيرتي بأنّ عائلتها "فُجعت" بوفاة والدتها روث بورك (82 ينة) التي توفيت في مستشفى "أنتريم اريا" في أيرلندا الشمالية مساء الثلاثاء الماضي. ودوهيرتي وجّهت رسالة إلى "الذين خرجوا وعبّروا عن أنانيّتهم في التجمّعات الكبيرة"، داعيةً إيّاهم إلى "التعقّل"، وسألتهم، "إلى أيّ مدى قد تصل أنانيّتكم؟"
© The Independent