أعلنت الولايات المتحدة أنها تتّهم نيكولاس مادورو وعدداً كبيراً من المقربين منه بـ"الإرهاب المرتبط بالمخدرات"، ما يعزّز الضغط على الرئيس الفنزويلي الاشتراكي الذي وصف هذه الخطوة "بالسوقية والبائسة".
وتعليقاً على إعلان واشنطن التي تريد إقصاءه عن الحكم، قال مادورو "حكومة دونالد ترمب وفي خطوة مشينة وسوقية وبائسة، أطلقت اتّهامات كاذبة"، مضيفاً "أقول بوضوح: كم أنتَ بائس يا دونالد ترمب. إنّه لا يتصرف فقط مثل راعي بقر عنصري ويؤمن بتفوق العرق الأبيض، بل يدير العلاقات الدولية بالابتزاز".
15 مليون دولار... مكافأة
ومعلوم أنّ واشنطن عرضت مكافأة يمكن أن تصل الى 15 مليون دولار لقاء أي معلومات تتيح اعتقال مادورو، وقال وزير العدل الأميركي وليام بار في مؤتمر صحافي عُقد عبر الفيديو بسبب وباء "كورونا"، "نريد اعتقاله ليحاسَب على أفعاله أمام محكمة أميركية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورداً على سؤال عمّا إذا كان توقيت هذا الإعلان مناسباً في أوج أزمة صحية، رأى بار أنها "أفضل وسيلة لدعم الشعب الفنزويلي"، مردفاً "حالياً يجب علينا أن نفعل ما بوسعنا لتخليص البلد من هذه العصابة الفاسدة"، لكنّه رفض أن يوضح ما إذا كانت الولايات المتحدة تفكر في تدخل في فنزويلا لاعتقال مادورو أو إصدار مذكرة لتسلّمه مع المتهمين الآخرين. وقال "هناك خيارات عدّة لكنني آمل في أن يصبح الشعب الفنزويلي قريباً في وضع يسمح له بتسليمه لنا".
شكل من الانقلابات
في المقابل، رأى وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا أنّ اتّهام مادورو ومسؤولين فنزويليين آخرين بـ"الإرهاب المرتبط بتجارة المخدرات" في الولايات المتحدة يمثّل "شكلاً جديداً من الانقلابات على أساس اتهامات بائسة وسوقية ولا أساس لها".
ووجهت الإدارة الأميركية الاتهام أيضاً إلى الرجل الثاني في حزب الرئيس ديوسدادو كابيو وعدد من الضباط الذين تشتبه واشنطن في أنّهم شكلوا عام 1999 "كارتل الشموس" (كارتل دي لوس سولوس)، في إشارة إلى شارات وُضعت على بزات ضباط في فنزويلا، وهم متهمون بالمشاركة في "منظمة إرهابية بالغة العنف هي القوات الثورية المسلحة الكولومبية (فارك) بهدف إغراق الولايات المتحدة بالكوكايين".
"فارك"
ويشمل نص الاتهام الذي أقرّته محكمة في نيويورك اثنين من قادة "فارك"، في وقت يقضي القانون الأميركي بعقوبة السجن مدى الحياة لهذه الجرائم. وأكد النائب العام الفيدرالي جوفري بيرمان المكلف بالملف أن "مادورو استخدم عمداً الكوكايين سلاحاً" لتدمير سكان الولايات المتحدة.
وينصّ محضر الاتهام على أنّ مادورو حقّق ثراء، خصوصاً عندما قبل عام 2006 خمسة ملايين دولار من "فارك" بعدما ساعد الحركة في غسل أموال.
"غسل أموال"
في سياق متصل، أُطلقت ملاحقات أيضاً في ميامي ضد رئيس المحكمة العليا الفنزويلية مايكل مورينو بيريز المتهم "بغسل أموال"، وفي واشنطن ضد وزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز بتهمة تهريب مخدرات. وقال وزير العدل الأميركي إن الولايات المتحدة لا تعترف بنيكولاس مادورو رئيساً لفنزويلا، كما كانت لا تعترف بمانويل نورييغا رئيساً لبنما عندما اتّهمته عام 1989 بتهريب المخدرات.
ومادورو الذي يترأس فنزويلا منذ عام 2013 أُعيد انتخابه لولاية ثانية في 2018 في اقتراع قاطعته المعارضة ورفضت نتائجه، على غرار جزء كبير من الأسرة الدولية، وتدعم الولايات المتحدة ومعها حوالى 60 دولة، المعارض خوان غوايدو، كرئيس بالوكالة للبلاد.
"مادورو يساوي تهريب مخدرات"
ورحّب خوليو بورجيس الذي يحمل صفة "مفوض العلاقات الخارجية" في فريق غوايدو، بالاتهامات التي أُعلنت، قائلاً إن "المعادلة بسيطة: مادورو يساوي تهريب مخدرات، مادورو يساوي الجريمة المنظمة".
وتحاول واشنطن خنق حكومة نيكولاس مادورو من خلال سلسلة من العقوبات الاقتصادية، والهدف المعلن لترمب هو إقصاء خليفة هوغو تشافيز، المناهض الكبير "للإمبريالية الأميركية الشمالية"، لكنّ مادورو يتمتع بدعم الصين وروسيا وكوبا، بينما بدأ مؤيدو خوان غوايدو يتراجعون في البلاد.