لا يزال قطار زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يثير دهشة كثيرين، الذين يتساءلون عن سبب تمسّك جونغ أون بالقطار كوسيلة تنقّل. وكانت آخر الرحلات التي أجراها على متن القطار إلى فيتنام، حيث عُقدت قمة السلام بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
حتماً، عدم تخلّي جونغ أون عن قطاره ليس حالة نفسية، هو الذي حولّه إلى ما يشبه فندق خمسة نجوم، باحتوائه على حُجرات استقبالٍ وأخرى للمآدبِ وأجنحةٍ للنوم، فضلاً عن هاتف متّصل بالأقمار الصناعية يتيح للقائد الكوري الشمالي الحصول على الإحاطات وإصدار الأوامر أثناء سفره. لكن حرص جونغ أون على القطار يعود إلى قصة توارثها عن جده وأبيه، اللذين كانا معروفين باستخدامهما القطارات الخاصة والآمنة كطريقة مفضّلة للسفر الداخليّ والخارجيّ.
قطارٌ عابر للقارات
بدأت قصة القطار المدرّع للأسرة الحاكمة في كوريا الشمالية، مع مؤسّس البلاد الشيوعيّ كيم إيل سونغ، جدّ الزعيم الحالي، وتلاه ابنه كيم جونغ إيل، ثم جاء دور الحفيد جونغ أون. هكذا، أصبح هذا القطار ذائعَ الصيت.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وصل الصين وبلغاريا وروسيا
وكان زعماء الاتحاد السوفياتي اشتهروا باستخدام القطارات، وذلك لأسبابٍ عدة أهمّها السرعة العالية والأمان والقدرة على استيعاب مرافق مكتبية ومواقعَ شخصية داخل موقع واحد متحرّك. لكن قطار العائلة الحاكمة في كوريا الشمالية وصل إلى الصين في العام 1964 وبلغاريا في العام 1948، وروسيا في العام 2001، وأخيراً إلى فيتنام.
صارَ القطار أمراً ملازماً لجونغ أون، لا بل إنه من أهم مقتنياته التي تميّزه عن رؤساء الدول الآخرين. ويضمّ القطار 21 عربة، ويتّسع للموظفين وأتباع الرئيس وضيوفه. وربما أصبح هذا القطار بمثابة البيت الذي يؤمن الاستقرار وراحةَ البال للزعيم، حيث يمضي غالبية أوقاته. ويُقال إن كيم جونغ إيل، أي والد الرئيس الحالي، توفّي على متن القطار في العام 2011.
الأكثر غرابة
ويصف بعض المراقبين قطار جونغ أون بأنه الأكثر غرابةً بين وسائل النقل التي يعتمدها الزعماء في العالم، مرجّحين فرضيّة خوفِه من الطيران. وذكرت وسائل إعلام محليّة في كوريا الشمالية أن زعيم كوريا الشمالية "دائم الشعور بالفزع من مؤامرات لاغتياله، وأنه دائم القلق من ضربةٍ جويةٍّ قد تستهدفه". وهذا ما قد يفسّر سببَ تنقّله بواسطةِ القطار.