أسبوع سيئ آخر يمر على الأسواق العالمية مع استمرار انتشار فيروس كورونا وحصده للأرواح والاقتصاديات، ففي الولايات المتحدة، حيث تقفز أعداد المصابين بالفيروس يومياً، هوت البورصات في "وول ستريت" في الأسبوع الماضي بنسب تصل إلى 2 في المئة، حيث هبط مؤشر "داو جونز" 2.7 في المئة و"ستاندرد آند بورز" 2.08 في المئة و"ناسداك" 1.72 في المئة بحسب بيانات "رويترز".
انهيار التوظيف الأميركي
بدأ الاقتصاد الأميركي في الانهيار حيث كشف مؤشر الوظائف، الذي كان قبل شهرين فقط يسجل أعلى نسبة توظيف منذ 50 عاماً، عن تدهور كبير، فبعد 113 شهراً من النمو المتواصل في عدد الوظائف الجديدة، أظهر المؤشر الذي تنشره وزارة العمل الأميركية أن أرباب الأعمال خفضوا 701 ألف وظيفة في الشهر الماضي، وارتفع معدل البطالة إلى 4.4 من 3.5 في المئة، الذي كان يعتبر الأدنى منذ عام 1970.
وتحاول الإدارة الأميركية أن تنتشل الاقتصاد المتجه بقوة نحو الانهيار، حيث سبق أن وافق مجلسا الشيوخ والنواب على حزمة تحفيزية بتريليوني دولار هي الأكبر في التاريخ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مقابل تحفيز من البنك المركزي الذي تدخل بخفض أسعار الفائدة لما يقرب من الصفر في المئة.
ركود عالمي ضخم
لكن الأزمة الاقتصادية أصبحت فعلياً عالمية، حيث قال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، أمس، إنه من المتوقع أن "يؤدي الفيروس إلى ركود عالمي ضخم، ومن المرجح أن يلحق أكبر ضرر بالدول الفقيرة والضعيفة".
وقال بنك التنمية الآسيوي، أمس، إن النمو الاقتصادي المتباطئ بالفعل في آسيا النامية مقبل على مزيد من التراجع الحاد هذا العام، حيث إن التصور الأساس لتوقعاته للنمو في آسيا النامية، وهي مجموعة تضم 45 اقتصاداً تشمل الصين والهند، يميل إلى التباطؤ بنسبة 2.2 في المئة خلال 2020 قياساً على توقعات سابقة عند 5.2 في المئة للعام الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هروب الاستثمارات
وفي أسواق السندات التي تعتبر الملاذ الآمن للمستثمرين، هناك نزوح بحجم يقارب 300 مليار دولار بحسب بيانات "بنك أوف أميركا" التي نقلتها "رويترز". وفي أوروبا، أنهت الأسهم الأوروبية أسبوعاً سلبياً أيضاً، حيث أغلق مؤشر "ستوكس" 600 الأوروبي منخفضاً حوالي 0.6 في المئة على مدار الأسبوع.
وأظهر مسح، أمس الجمعة، أن أنشطة الشركات بمنطقة اليورو انهارت الشهر الماضي، حيث نزلت القراءة النهائية لمؤشر "آي.إتش.إس" ماركت المجمع لمديري المشتريات إلى مستوى قياسي متدنٍ عند 29.7 في مارس (آذار) من 51.6 في فبراير (شباط)، ويفصل مستوى الخمسين بين النمو والانكماش، ما يعني أن هناك انكماشاً كبيراً.
النفط يقفز
وعلى عكس أسواق الأسهم، كان هناك مسار آخر لأسواق النفط، بفضل التوقعات بإمكانية التوصل الأسبوع المقبل لاتفاق عالمي لكبار منتجي النفط حول خفض الإمدادات النفطية بما يعادل 10 في المئة من الإمدادات العالمية أو حوالي 10 ملايين برميل يومياً.
وقفزت العقود الآجلة للنفط لثاني جلسة على التوالي أمس، وسجلت عقود الخام الأميركي وخام برنت أكبر مكاسبهما من حيث النسبة المئوية منذ بدء تداول عقود الخامين القياسيين بحسب بيانات "رويترز".
وقفزت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت إلى 4.17 دولار، أو 13.9 في المئة، لتسجل عند التسوية 34.11 دولار للبرميل. وتنهي عقود برنت الأسبوع مرتفعة 36.8 في المئة، وهي أكبر مكاسبها الأسبوعية من حيث النسبة المئوية في تاريخ عقود خام القياسي العالمي.
وأنهت عقود خام القياس الأميركي غربي تكساس الوسيط جلسة التداول مرتفعة، 3.02 دولار أو 11.93 في المئة لتسجل عند التسوية 28.34 دولار للبرميل. وتنهي عقود الخام الأميركي الأسبوع على مكاسب قدرها 31.8 في المئة، هي أيضاً أكبر مكاسبها الأسبوعية على الإطلاق.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الأول، إنه توسط في صفقة قد تخفض بموجبها روسيا والسعودية الإنتاج بما يتراوح بين 10 و15 مليون برميل يومياً، وهو رقم غير مسبوق يمثل 10 إلى 15 في المئة من المعروض العالمي. وأشار إلى إنه لم يعرض خفض الإنتاج الأميركي.
الذهب أيضاً يرتفع
كما تفاعلت أسواق الذهب التي يلجأ إليها المستثمرون في الأزمات، حيث صعد الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 1619.40 دولار للأوقية (الأونصة) في أواخر جلسة التداول بالسوق الأميركية. وزادت العقود الأميركية للذهب 0.5 في المئة لتبلغ عند التسوية 1645.70 دولار للأوقية.