أصابت أزمة فيروس كورونا العالم كله من دون تمييز وفرضت غالبية الحكومات إجراءات مشدّدة للحدّ من انتشاره، وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، بدأت أوروبا تسير في طريق تخفيف القيود.
وتسبب الفيروس بوفاة ما لا يقلّ عن 141127 شخصاً في العالم منذ ظهوره في ديسمبر (كانون الأول) في الصين، وفق حصيلة أعدّتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية الخميس حتى الساعة 19,00 ت غ.
وبلغت وفيات كوفيد-19 في الولايات المتحدة نحو 33 ألفاً الخميس، وفق تعداد لجامعة جونز هوبكنز. وبحسب الجامعة التي تُعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن كورونا، توفي بالوباء 4491 شخصاً إضافياً في البلاد خلال أربع وعشرين ساعة.
والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تسجيلاً للوفيّات بكوفيد-19 أمام إيطاليا (22170 وفاة) وإسبانيا (19315 وفاة) وفرنسا (17941 وفاة).
إعادة فتح الاقتصاد
وفجر الجمعة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنّ الوقت حان "لإعادة فتح" الاقتصاد الذي توقّف جرّاء انتشار وباء فيروس كورونا، تاركاً أمر اتّخاذ الإجراءات المناسبة في هذا الصدد لحكّام الولايات الخمسين.
وأوضح خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض أنّ إعادة فتح البلاد ستتمّ على مراحل "ولاية تلو أخرى" وعلى أساس معطيات "يُمكن التحقّق منها" لتجنّب موجة جديدة من الفيروس، قائلاً "استناداً إلى أحدث البيانات، يتفق فريق الخبراء لدينا الآن على اعتبار أنه يمكننا البدء بالمرحلة المقبلة من حربنا التي نسمّيها: إعادة تشغيل أميركا".
وحكّام الولايات الخمسين الذين كانوا اتّخذوا سابقاً تدابير مختلفة لحجْر المواطنين، سيتّخذون الآن الإجراءات الواجب اتّباعها لإعادة فتح الاقتصاد، لكنّ الحكومة الفيدرالية نشرت "توصياتها" بهدف إرشادهم.
وتنصّ التوصيات التي تُشكّل خريطة طريق، على مراحل ثلاث يمكن اتّباعها على أساس معايير دقيقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ترمب "نحن لا نعيد فتح (الاقتصاد) بشكل مفاجئ" بل "خطوة بخطوة، بحذر"، مشيراً إلى أنّ الحكّام سيتمكّنون من تبنّي "نهج خاص يستجيب للظروف المحددة في ولاياتهم".
وأكد أنّ الولايات الأميركية التي تمّت فيها السيطرة على انتشار الفيروس منذ فترة أسبوعين على الأقلّ، يُمكنها مباشرة أنشطتها "بدءًا من الغد".
وأضاف "عندما تنظرون إلى مونتانا، إلى وايومنغ، إلى داكوتا الشمالية" وهي ولايات بقيت بمنأى نسبياً عن الفيروس، فإنّ الوضع فيها "مختلف جداً عن نيويورك، إنه مختلف جداً عن نيوجيرسي" وهما الولايتان الأكثر تأثّراً بالفيروس.
وتابع ترمب "الأمر إذاً سيكون معتمداً بشكل أساسي على حكّام الولايات"، مؤكداً "سنكون بمنتهى اليقظة لمنع الفيروس من العودة من الخارج".
وشدد على أنّ منحنى الإصابات بات مسطحاً ونسبة الوفيات انخفضت بسبب الإجراءات الاحترازية، مشيراً إلى إقامة أكثر من 120 ألف سرير في وقت قياسي لمواجهة الجائحة.
ثلاث مراحل
وتنصّ التوصيات التي تُشكّل خريطة طريق، على مراحل ثلاث يمكن اتّباعها على أساس معايير دقيقة. وتقتضي المرحلة الأولى أن تبقى المدارس مغلقة وكذلك الحانات، وفي المقابل يمكن إعادة فتح المطاعم والنوادي الرياضية في ظروف محددة.
كما سيُنصَح "بقوة" بارتداء الأقنعة الواقية في الأماكن العامة، على أن يبقى العمل عن بُعد قاعدةً متّبعة قدر الإمكان. كذلك، سيبقى تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي.
وينبغي أن يظل الأشخاص الأكثر ضعفاً محجورين، على أن تُقلّل أيضاً رحلات السفر غير الضرورية.
وإذا لم تُسجّل عودة إلى انتشار الوباء، يمكن عندئذ أن تبدأ المرحلة الثانية مع إعادة فتح المدارس واستئناف السفر.
أمّا رفع القيود والحجْر خلال المرحلة الثالثة، فسيتم عند التأكّد من توقّف انتشار الفيروس.
26 حالة إصابة في الصين
أعلنت لجنة الصحة الوطنية الصينية، اليوم الجمعة، أن السلطات سجلت 26 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا، انخفاضاً من 46 في اليوم السابق.
وأضافت أن 15 من تلك الإصابات الجديدة المسجلة يوم الخميس هي لأشخاص آتين من الخارج، مقارنة بـ34 يوم الأربعاء.
ويرتفع بذلك العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة إلى 82367 حتى يوم الخميس.
وزاد عدد الحالات الجديدة التي لم تظهر عليها الأعراض المرضية إلى 66 مقارنة بـ64 في اليوم السابق.
وفي حين لم تسجل الصين أي حالة وفاة جديدة، ارتفعت حصيلة الضحايا لتشمل 1290 وفاة إضافيّة، بعد مراجعة الأرقام من قبل بلدية ووهان حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى في نهاية ديسمبر.
وبذلك ترتفع حصيلة الوفيات إلى 4632، كما ترتفع الحصيلة في مدينة ووهان وحدها بنسبة 50 في المئة إلى 3869.
وأوضحت البلدية، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أن بعض المرضى توفوا في أوج الوباء في بيوتهم بسبب عدم قدرة المستشفيات على التكفل بهم. لذلك، لم يحتسب هؤلاء في الإحصاءات الرسمية، التي لا تشمل سوى المرضى الذين توفوا في المستشفيات.
زيادة قياسية في سنغافورة
وأعلنت سنغافورة، التي تواجه موجة ثانية من الإصابات بفيروس كورونا المستجد، الخميس، زيادة قياسيّة في عدد الإصابات خلال 24 ساعة، وبشكل خاص داخل المهاجع المكتظة، حيث يعيش العمال الأجانب.
وتمكّنت سنغافورة في وقت سابق من احتواء كورونا عبر تبنّي نظام فحص وتتبّع لمن خالطوا المصابين، لكنّ الارتفاع الكبير في عدد الإصابات المحلية خلال أبريل (نيسان) دفع الحكومة إلى فرض تدابير أكثر شدّة، بينها إغلاق غالبيّة أماكن العمل.
وأفادت وزارة الصحة، الخميس، بوجود 728 إصابة جديدة خلال 24 ساعة، وهي أكبر زيادة في يوم واحد، ليصل إجمالي عدد الإصابات المسجلة إلى 4427 حالة، بينها 10 وفيات.
ارتفاع عدد الإصابات في ألمانيا
في أوروبا، أظهرت بيانات من معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، اليوم الجمعة، أن حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا ارتفعت بواقع 3380 حالة إلى 133830، لتسجل الإصابات الجديدة زيادة لليوم الثالث على التوالي.
وأظهرت البيانات زيادة عدد الوفيات بواقع 299 إلى 3868 حالة.
صندوق النقد يدعم باكستان بنحو 1.4 مليار دولار
في غضون ذلك، وافق صندوق النقد الدولي الخميس على تقديم مساعدة عاجلة لباكستان قيمتها 1.386 مليار دولار بهدف مواجهة وباء كورونا، حسبما جاء في بيان. وأشار البيان إلى أنّ "التأثير الاقتصادي القصير المدى لكوفيد-19 يُفترض أن يكون كبيراً وأن يُولّد حاجات كبيرة في تمويل الميزانية والتمويل الخارجي".
وتأتي مساعدة الصندوق هذه، في إطار تسهيلات سريعة تتيح للبلد الحصول سريعاً على أموال في حالات الطوارئ. وقال نائب مدير الصندوق جيفري أوكاموتو إنّ هذه الأموال ستتيح للسطات الباكستانية "الحفاظ على الحيّز المالي اللازم للإنفاق الصحي الأساسي وبناء الثقة".
ولفت البيان إلى أنّ الصندوق "يبقى على اتصال وثيق مع إسلام أباد. وعندما يخفّ أثر صدمة كوفيد-19، سيكون بإمكانه استئناف المناقشات في إطار آليّة التمويل الموسّعة".
وحصلت البلاد، لتنفيذ إصلاحات اقتصاديّة، على موافقة صندوق النقد الدولي في 3 يوليو (تموز) 2019 الذي منحها قرضاً بقيمة 6 مليارات دولار على 39 شهراً بموجب "آلية التمويل الموسّعة".
المكسيك تسجل 450 إصابة جديدة
أعلن مسؤولون في وزارة الصحة المكسيكية الخميس تسجيل 450 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا و37 حالة وفاة ليرتفع إجمالي الإصابات في البلاد إلى 6297 والوفيات إلى 486.
وقال نائب وزير الصحة هوغو لوبيز جاتيل إن عدد الإصابات في بلاده ربما يبلغ 55951 حالة. وذكر أن كثيرين من المصابين لم تظهر عليهم الأعراض على الأرجح أو لم تُشخّص حالاتهم.
أستراليا مستمرة في القيود على الحياة العامة
أعلن رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون، اليوم الجمعة، أن القيود على الحياة العامة في البلاد قد تظل مفروضة لعام آخر بسبب كورونا.
ولم تشهد البلاد حتى الآن تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات والوفيات بسبب الفيروس، بعدما أغلقت حدودها وفرضت إجراءات تباعد اجتماعي مشددة على مدى الشهر الماضي.
واستقر معدل النمو اليومي في الإصابات الجديدة المسجلة دون الخمسة في المئة، بعدما كان حوالى 25 في المئة قبل بضعة أسابيع، ليبلغ إجمالي الإصابات 6500 تقريباً، بينها 63 حالة وفاة.
وقال موريسون إن بعض الإجراءات، مثل القواعد التي تلزم الأشخاص الوقوف على مسافة 1.5 متر على الأقل من بعضهم ستظل سارية على الأرجح لأشهر، نظراً ‘إلى عدم وجود ما يضمن تطوير لقاح خلال تلك الفترة.