عمّت حال من الفوضى والازدحام وسط عاصمة ولاية ميشيغان بعد احتشاد آلاف المتظاهرين المحافظين فيها- الذين قدم بعضهم مسلّحاً- احتجاجاً على قرار حاكمة الولاية بملازمة المنازل بسبب فيروس كورونا.
وتجاهل آلاف المتظاهرين قرار الحاكمة الديمقراطية، غريتشن ويتمر بالابتعاد عن الشوارع من أجل الحدّ من انتشار الفيروس، ولوّح كثيرون منهم بلافتات تحمل اسم دونالد ترمب واحتشدوا في منطقة لانسينغ ضمن تحرّك سموه "عملية اكتظاظ الطرقات".
ومن مكان تجمّعهم، أطلقوا أبواق سياراتهم وأنشدوا "احبسوها"، وهو شعارٌ غالباً ما شجّع الرئيس مناصريه على إطلاقه خلال تجمّعاته الانتخابية في إشارة إلى هيلاري كلينتون.
واحتلّ المتظاهرون شوارع وسط المدينة كما وقفوا على أدراج المباني القضائية وغيرها من المباني الحكومية من أجل التقاط الصور.
ونظّم هذه التظاهرة "تحالف المحافظين في ميشيغان" الذي يَزعم أنّ الحزب الجمهوري انحرف بشكل غير سليم إلى اليسار.
ونشر التحالف على موقعه رسالة جاء فيها "كلنا قلقون بشأن مَن يعانون بسبب كوفيد-19. وصحيح أنّ عدداً كبيراً من التصرفات الشخصية التي ذُكّرنا بأدائها هي ممارسات جيّدة. اغسلوا أيديكم. غطّوا فمكم حين تسعلون. لازموا المنزل إن أُصبتم بالمرض. ولكن سكان ميشيغان ضاقوا ذرعاً".
وأضافت الرسالة "إن حاكمتنا وحلفاءها يلوّثوننا جميعاً بأجندتهم المتطرفة والتقدمية. لا وجود لأي خطة عامّة مدروسة من أجل تعزيز صحتنا الجسدية وعافيتنا الاقتصادية!".
" متاجر المخدرات؟ مفتوحة. وعيادات الإجهاض؟ مفتوحة. والكنائس؟ مغلقة. والمؤسسات المحلية؟ على شفير الإفلاس!".
لم تجب المنظمة فوراً عن الأسئلة التي وُجّهت إليها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت ميشون مادوك، الناطقة باسم المجموعة لأخبار محطة إن بي سي "لا مبرّر يمنعها من البحث في طرق آمنة لإعادة فتح المؤسسات التجارية. بدل الحديث عن المؤسسات الأساسية وغير الأساسية، فلنتحدّث عن الآمن وغير الآمن. يجب أن تستأنف المؤسسات الآمنة والعمّال الآمنين العمل".
وتأتي هذه الخطوة فيما شنّ الرئيس حرباً كلاميّة على حكّام الولايات في جميع أنحاء البلاد، بدأها بإشارته إلى أنّه الوحيد الذي يملك سلطة تقرير متى يجب أن تنتهي إجراءات التباعد الاجتماعي الهادفة إلى توقيف انتشار الفيروس.
لكن كثيرين من الحكّام ردّوا على كلامه وقالوا إنه فيما إعادة تحريك عجلة اقتصاداتهم مهمّة، يجب إيلاء السلامة العامة أولوياتهم.
ولفتت شبكة "سي إن إن" من جهتها إلى أنّ القيود المفروضة في ميشيغان هي بين الأقسى في البلاد.
وأمرت السيدة ويتمر- التي تحتلّ ولايتها الموقع الرابع من حيث أعداد الإصابات بفيروس كورونا والثالث من حيث نسبة الوفيّات- الأسبوع الماضي بتمديد قرار ملازمة المنزل فمنعت أي تجمّع لأشخاص خارج أفراد المنزل الواحد ومنعت قضاء الإجازات داخل الولاية وتنقّل الأفراد إلى بيوت ثانية يملكونها، كما أمرت المتاجر الكبرى بإدخال 4 زبائن لكلّ 1000 قدم مربّع من المساحة المخصصة للتبضع داخل المحل.
تراقب جي جي ماكناب، وهي باحثة في جامعة جورج واشنطن وخبيرة في المجموعات المناهضة للحكومة والمتطرفين، التظاهرات في ميشيغان. وقالت إنّه يجري التحضير لفعالية أخرى ستقام يوم السبت في مدينة أوستن في ولاية تكساس، بدعمٍ من أوين شروير الذي يعمل لصالح موقع نظريات المؤامرة "إنفو وورز" التابع لأليكس جونز. ومن المفترض إقامة فعاليات مماثلة في ولايات أوريغون ويوتا وآيداهو وواشنطن وكاليفورنيا.
وأخبرت الاندبندنت أنّ الخط الفاصل بين المحتجّين المتطرّفين وأولئك المناهضين للحكومة "يبهت أكثر فأكثر".
وشرحت أنّ "ما يفعلونه هو أنهم يأتون على متن شاحنات صغيرة أو غيرها ويغلقون الطرقات المحيطة بالعاصمة".
وأضافت "عندما ترى صفّاً طويلاً من السيارات آتياً من بلدة معيّنة يسكن فيها 3 آلاف شخص. وإن جاء هؤلاء من بلدتهم للمشاركة في هذه التظاهرة، لك أن تتخيل ما الذي يعودون به إلى تلك البلدة الصغيرة التي ليس فيها على الأرجح مستشفى كبير ولا عدد كبير من الأسرّة ووحدة عناية مركّزة وأجهزة تنفّس صناعي".
© The Independent