كشفت أرقام رسمية جديدة عن انخفاض عدد الزيجات من شخصين من جنسين مختلفين، إلى أدنى مستوياته في تاريخ المملكة المتحدة.
وسُجّل 242842 زواجاً في إنجلترا وويلز عام 2017 في تراجعٍ بلغ 2.8 في المئة عن عام 2016.
وبحسب "مكتب الإحصاء الوطني"، يمكن أن يُعزى ذلك إلى تراجعٍ نسبي في الاحتفالات الدينية التي انخفضت بـ9.5 في المئة في 2017 بالمقارنة مع العام الذي سبقه.
وكذلك أشار مكتب الإحصاء إلى أنّ 6932 من الزيجات المسجّلة في 2017 كانت لشخصين من الجنس ذاته، وبلغت 44 في المئة بين الذكور و56 في المئة بين الإناث. ويتشابه ذلك مع الرقم المسجّل في 2016 بـ7019 زيجة لثنائيات مثليّي الجنس.
كذلك حوّل أكثر من ألف ثنائي الشراكة المدنيّة إلى زواجٍ فعليّ، وتزوّج 43 ثنائياً مثليّ الجنس في احتفالات دينية عام 2017.
تجدر الإشارة إلى أنّها المرّة الأولى التي تُنشر فيها بيانات سنوية وقد أظهرت اتجاهاً مستمراً طويل الأمد في تراجع أعداد الزيجات المختلطة جنسيّاً التي سجّلت انخفاضاً بلغ 45 في المئة منذ 1972.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سياق متصل، تعكس الأرقام هوّةً عمرية بين الأزواج من جنسين مختلفين، إذ تبيّن أن النساء كُنَّ أكثر ميلاً من الرجال، إلى دخول القفص الذهبي في الثلاثين من العمر أو أصغر، فيما ينعكس الأمر لدى الرجال الذين يتزوّجون في سنّ الثلاثين أو أكبر.
وفي هذا الإطار، يشير مكتب الإحصاء إلى أنّ هذا النمط يعكس نزعة لدى الرجال في مواعدة نساء أصغر منهم عمراً.
وكذلك سُجّل في الزيجات المختلطة أن عمر الـ38 سنة يشكّل المعدّل العمري للرجال الذين تزوّجوا في 2017، في حين بلغ الرقم ذاته 35.7 سنة لدى النساء فيها.
وبالمقارنة مع ذلك، أظهرت الأرقام أنّ معدّل سنّ الزواج لدى الثنائيات المثليّة تخطّى هذه الأرقام بشكلٍ بسيط، إذ بلغ المعدل 40.1 سنة لدى الرجال و36,6 سنة لدى النساء.
يُذكر أنّ العقد الماضي شهد تراجعاً مطّرداً في معدلات الزيجات المختلطة بين الرجال والنساء ممن لم يبلغوا الـ20 سنة من العمر (57 في المئة للرجال و62 في المئة للنساء).
في المقابل، أظهر تقرير "مكتب الإحصاء الوطني" أنّ معدلات الزواج للذين يبلغون 65 سنة أو أكثر ارتفعت بـ31 في المئة لدى الرجال و89 في المئة عند النساء.
في غضون ذلك، اعتبرت أليس روجرز وهي محامية في مؤسسة "هول براون فاميلي لو" للقانون [المتعلق بالأُسَر] أنّ الأرقام تُظهر فجوةً في كيفية نظر الشرائح العمريّة المختلفة إلى مفهوم الزواج، وكذلك طريقة تحديد الأولويات في حياتهم. وذكرت أنّ "عدداً من الثنائيات الشابة تجد نفسها تسدّد ديون الدراسة وتدّخر لامتلاك منزلٍ خاص والانطلاق في المسار المهني. بالتالي، يتردّد هؤلاء بشأن تكاليف الزواج خصوصاً عندما يرون كثيرين من أقرانهم يختارون المساكنة عوضاً عن الزواج. في المقلب الآخر، يبدو أنّ الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 55 سنة يفقهون فوائد الزواج بوضوحٍ أكبر حتّى لو خاض البعض منهم تجربة الطلاق المريرة. كذلك تُظهر الأرقام أنّ النساء بِتْنَ يؤجّلن الزواج إلى فترةٍ لاحقة في حياتهنّ".
تجدر الإشارة إلى أنّ معدلات الزواج في المملكة المتحدة تمثّل عدد الزيجات من أصل 1000 ثنائيّ غير متزوّج يتخطّى عمر الرجال والنساء فيها 16 سنة. وتعود السجلات الرسمية لهذه المعدلات إلى عام 1862.
( أسهمت وكالة "برس أسوسييشن" في كتابة هذا التقرير)
© The Independent