ألغت "وكالة حماية البيئة الأميركيّة" (إي. بي. أيه) قانوناً كانت قد وضعته إدارة باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الأميركيّة السابق، يُلزم مصانع الفحم خفض انبعاثاتها من الزئبق وملوِّثات أخرى تنطوي على مخاطر كبيرة تهدِّد صحة الإنسان.
وتدّعي الوكالة، التي يرأسها حالياً أندرو ويلر، وهو عضو سابق في جماعات ضغط تدعم صناعة الفحم، أنّ مطلب التخلّص من الزئبق لم يكن "مناسباً وضروريّاً"، علماً أنّه يُعتبر معياراً قانونيّاً بموجب "قانون الهواء النظيف" البالغ الأهمية في البلاد.
وإذ وصف ويلر قاعدة تنظيم انبعاثات الزئبق بأنّها تجاوز حكوميّ، فهو قال إنّ التراجع عنها أخيراً حقَّق على نحو أفضل توازناً بين التكاليف التي تتكبَّدها المرافق (التي تطلق الزئبق) في مقابل السلامة العامة.
وأفادت مصادر في مرافق كهربائيّة، بأن القانون الذي وُضع في عهد أوباما قد أدى إلى إنفاق 18 مليار دولار على عملية التخلّص من الزئبق وسموم أخرى تُطلقها مداخن محطات الطاقة التي تعمل على الفحم، في حين يذكر تحليل موظَّفي "وكالة حماية البيئة" نفسها أنّ ذلك القانون كبح الضرر المدمِّر للجهاز العصبيّ الذي يخلّفه الزئبق لدى الأطفال، كذلك حال دون وقوع آلاف الوفيات المبكرة سنويّاً.
وعلى النقيض من خطاب إدارة ترمب حول تأثير الإجراءات المفروضة في عهد أوباما، فإن غالبية المحطات التي تعمل على الفحم قد أدخلت سلفاً التحديثات التكنولوجيّة التي ينصّ عليها قانون تنظيم انبعاثات الزئبق لعام 2011. كذلك وقفت مرافق عامة كثيرة ضدّ القرار الذي صدر يوم الخميس الماضي بالتراجع عن القانون، وإن كان ذلك يعود بشكل كبير إلى خوف من معارك قانونيّة باهظة الثمن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في الواقع، هذا مختلف كثيراً عن أول إجراء مهمّ لضبط التلوّث الناجم عن الفحم ألغته سابقاً "وكالة حماية البيئة" في عهد ترمب. وعلى صعيد المياه، أعلنت الوكالة العام الماضي خططاً لإلغاء قوانين بيئيّة تنظِّم تطاير الرماد السام من محطات توليد الطاقة التي تعمل على الفحم.
وبينما أدى سوق الطاقة العالميّ المتغيِّر إلى تراجع مستمرّ في إنتاج الفحم في عهد ترمب، فإن الأخير كان قد جعل إنقاذ قطاع صناعة الفحم واحداً من أهداف حملته الانتخابيّة عام 2016، ما ساعده على أن يستميل بشكل مباشر الناخبين في منطقة أبالاتشيا الضعيفة اقتصاديّاً ومناطق أخرى يخشى سكانها فقدان وظائفهم.
واستعان ترمب في تنفيذ مخططه "لإنقاذ الفحم" بمقطع مسجّل أُدخلت عليه تعديلات بشكل انتقائيّ وضم فقرة تقول فيها هيلاري كلينتون للحضور، "سنضع كثيراً من عمال مناجم الفحم وشركات الفحم خارج العمل". ولكن، كما أظهر شريط الفيديو الكامل، كانت المرشّحّة الرئاسيّة السابقة تصف في الحقيقة الحاجة إلى تقديم المساعدة لأولئك العمال نظراً إلى التراجع الحتميّ الذي تواجهه صناعة الفحم.
علاوة على الفحم، تراجعت "وكالة حماية البيئة" في عهد ترمب أيضاً عن إجراءات تهدف إلى الحدّ من انبعاثات المركبات، كذلك ألغت الرقابة الفيدراليّة لمكافحة التلوث عن ملايين الأميال من الجداول المائيّة والأراضي الرطبة. وكانت بعض اقتراحات الوكالة المتعلقة برفع القيود متطرفاً إلى درجة حملت حتى بعض شركات النفط والغاز الكبرى على معارضته.
وفي حين توجّهت "الوكالة" إلى تشديد التنظيم على ملوِّثات بعينها، كثيراً ما تعرّضت جهودها تلك لانتقادات بوصفها ضعيفة.
شاركت "أسوشيتد برس" في إعداد التقرير
© The Independent