وجّه عدد من العلماء تحذيراً يحثّون فيه الناس على عدم التدخين، ذلك عقب دراسة فرنسيّة أشارت أخيراً إلى أنّ المدخنين يمكن أن يكونوا أقلّ عرضة لمكابدة أعراض فيروس كورونا مقارنة بغير المدخنين.
طرح باحثون في فرنسا فكرة مفادها أنّ النيكوتين يمكن أن يحمي من عدوى كورونا، وأظهرت دراسة واحدة أنّ نسبة ضئيلة بصورة غير متوقعة من مرضى كوفيد-19 في المستشفيات من المدخنين.
ويُشار إلى أنّه وفقاً لمستشفى باريس العام، التجارب السريريّة قيد العمل.
لكن مع ذلك، حذّر خبراء في الصحة العامّة من أنّ التدخين يبقى عاملاً يحمل الفيروس على أن يصبح أكثر خطورة.
في تصريح إلى "الاندبندنت"، قال البروفيسور جون بريتون، مدير"مركز المملكة المتحدة لدراسات التبغ والكحول"، إنّ المدخنين الذين يُصابون بفيروس كورونا، أكثر ميلاً إلى دخول قسم العناية المركزة مقارنة بغير المدخنين المصابين بالفيروس.
وأضاف البروفيسور في علم الأوبئة في جامعة نوتنغهام البريطانية: "يمكن أن يحميك النيكوتين (من كورونا)، والتجربة (الفرنسية) مثيرة للاهتمام فعلاً. بيد أنّ الرسالة إلى المدخنين ينبغي أن تبقى هي نفسها تماماً، الإقلاع عن التدخين".
تحدّثت في هذا الشان أيضاً البروفيسورة ليندا بولد من جامعة أدنبرة الاسكتلنديّة، وقالت: "إذا كان الناس يكابدون أصلاً مرضاً مرتبطاً بالتدخين، نعلم أنّ المضاعفات التي ستسفر عن كوفيد-19 ستكون أسوأ بالنسبة إليهم".
بالإضافة إلى ذلك، يستفيد الأشخاص المدخنين من أجهزة التنفس الصناعيّ بصورة أقل، ويمكن أن يستغرقوا وقتاً أطول للتعافي بعد فترة العلاج في المستشفى مقارنة بغيرهم، حسبما قالت البروفيسورة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أضافت: "لم يحدث أن شهدنا وقتاً أفضل للإقلاع عن التدخين في مواجهة عامل ممرض يؤثر في الجهاز التنفسيّ مثل كوفيد-19. بيد أنّ النيكوتين ربما يكون دواء مثيراً للاهتمام لإجراء بحوث عليه بغية تبيّن ما إذا كان يساعد في العلاج، من بين علاجات أخرى".
أشار باحثون فرنسيون إلى أنّ النيكوتين ربما يساعد في الوقاية من عدوى فيروس كورونا والسيطرة عليها، وقالوا إنّهم ينوون إجراء تجربة يستخدمون فيها لصقات النيكوتين.
أثبتت بيانات مستشفى جامعي أنّ نسبة المدخنين بين مرضى المستشفى المصابين بالفيروس أقل مقارنة بنسبة المدخينن بين عامة السكان.
أفاد حوالى 8 في المئة من المرضى الذين يتلقون العلاج في المستشفى بأنّهم يدخنون السجائر، مقارنة بـ 25 في المئة من الشعب الفرنسيّ.
يمكن أن تُعزى تلك النتائج إلى الأشخاص الذين يستغنون عن السجائر بسبب معاناتهم من فيروس كورونا، الذي يؤثِّر سلباً في التنفِّس ووظيفة الرئتين، وفقاً للدكتور ليون شهاب، بروفيسور مساعد في علم النفس الصحيّ في كلية لندن الجامعية في بريطانيا.
قال للاندبندنت: "ربما ترجع النسبة المنخفضة للمدخنين الحاليين إلى واقع أنّ الناس ليس باستطاعتهم التدخين خلال مواجهتم المرض".
الدكتور ليون شهاب قال إنّه "لم يتم التوصّل بعد إلى رأيّ نهائي" فيما إذا كان في مقدور النيكوتين أن يحمي الناس من المرض (كورونا)، لكنه أضاف أنّ المدخنين ربما ما زالوا أكثر عرضة، مقارنة بغيرهم، للإصابة بالفيروس بسبب عادة التدخين، التي تحملهم على تقريب أيديهم إلى وجوههم.
في أعقاب بيانات المستشفى، قال رئيس وكالة الصحة الوطنيّة الفرنسيّة إنّه لا يتوفّر دليل ملموس حتى الآن على أنّ النيكوتين ساعد في درء المرض، وحذّر من أنّ تدخين السجائر ما زال القاتل الأول في فرنسا.
كانت فرنسا واحدة من الدول الأكثر تضرَّراً خلال جائحة فيروس كورونا، مع ما يزيد على 158 ألفاً و300 إصابة مؤكدة حتى الآن.
وزعمت دراسة جديدة أن الإغلاق على مستوى البلاد، الذي قيَّد حركة الناس وحظر جميع التجمعات العامة منذ منتصف مارس (أذار) الماضي، في محاولة للتصدي لتفشي المرض، أنقذ في الشهر الأول زهاء 61 ألف شخص.
وبلغت حصيلة وفيات مرضى كوفيد-19 في فرنسا 21 ألفاً و340 وفاة يوم الخميس الماضي، حسبما أظهر إحصاء عالمي لـ"رويترز".
(تغطية إضافية من "آسوشييتد برس")
© The Independent