يبدو أن الحصار الاقتصادي والمالي بدأ يشتد على "حزب الله" اللبناني بشكل بات معه قلِقاً على مصادر تمويله، إذ دعا أمينه العام السيد حسن نصرالله إلى "الجهاد بالمال" بسبب صعوبات مالية قد يواجهها الحزب نتيجة العقوبات الغربية المفروضة عليه، متوقعاً أن تتخذ هذه العقوبات منحىً متصاعداً، بخاصةٍ بعد انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض عقوبات مالية واقتصادية على طهران.
وهو ما سيؤثر حتماً على قدرة إيران على تمويل الجماعات التابعة لها في المنطقة، وفي مقدمها "حزب الله".
وقال نصرالله في خطبة ألقاها عبر شاشة عملاقة خلال احتفال بذكرى تأسيس هيئة دعم المقاومة الإسلامية التي تهتمّ بتأمين الدعم المالي واللوجستي والاجتماعي للحزب، "أنا أعلن اليوم أن المقاومة بحاجة إلى المساندة والاحتضان الشعبي". وأكد أن على الهيئة أن "تواصل عملها لتوفر فرصة الجهاد بالمال".
وأتى كلام نصرالله بعد إعلان بريطانيا في 25 فبراير (شباط) الماضي، حظر "حزب الله" في المملكة المتّحدة بشكل تامّ، مصنّفة التنظيم الشيعي المدعوم من إيران "منظمةً إرهابية". وعلّق على خطوة بريطانيا بالقول "علينا أن نتوقع أن تقوم دول أخرى بالخطوة ذاتها".
واعتبر أن العقوبات ولوائح الإرهاب هي "جزء من الحرب المالية الاقتصادية والمعنوية" ضد "حزب الله" و"يجب أن نتعاطى معها وكأننا في حرب"، مضيفاً "قد نواجه بعض الصعوبات وبعض الضيق". وتابع "في لبنان فرضوا حصاراً وتضييقات واسعة، وأدرجوا أسماء شركات وتجار ومؤسسات وجمعيات على اللائحة الإرهابية... وعلى لائحة العقوبات"، متوقعاً أن تشتدّ العقوبات "على داعمينا وعلينا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد نصرالله أن "مَن لا يستطيع أن يسحقك في الحرب والقتال والاغتيال، يتصوّر أنه من خلال الإفقار المالي والتجويع وما يسمونه تجفيف مصادر التمويل، يجعلك تسقط وتنهار".
وشدد على أن الدول التي تمارس ضغوطاً على الحزب لن تتمكن "من إفقارنا ولا من تجويعنا ولا من حصارنا"، مؤكداً أن "مَن يدعمنا مستمر في دعمنا سواء كانوا دولاً أم شعوباً".
كما شددت الولايات المتحدة ضغوطها على الحزب، فأدرجت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، جواد نصر الله، نجل الأمين العام لـ "حزب الله"، على قائمتها السوداء "للإرهابيين العالميين".
معلوم أن الولايات المتحدة تصنف "حزب الله" الذي يمتلك ترسانة ضخمة من السلاح "منظمة إرهابية" منذ سنوات، كما تفرض عقوبات اقتصادية على قادته والمتعاملين معه.
ووضع الاتحاد الأوروبي في العام 2013، ما سماه "الجناح العسكري لحزب الله" على لائحته لـ"المنظمات الإرهابية".
يُذكر أن "حزب الله" يشارك في الحكومة اللبنانية التي يترأسها سعد الحريري، بثلاثة وزراء من أصل 30، هم جميل جبق (وزير الصحة) محمد فنيش (وزير الشباب والرياضة) محمود قماطي (وزير دولة لشؤون مجلس النواب). وأرسل الحزب مسلحين تابعين له للمشاركة في الحرب السورية دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد.
وأُسس "حزب الله" في العام 1982 على أيدي الحرس الثوري الإيراني، ووسع نفوذه داخل لبنان وفي المنطقة.
وفاز "حزب الله" وحلفاؤه، بأكثر من 70 مقعداً في البرلمان اللبناني (من أصل 128) في الانتخابات التشريعية التي جرت العام الماضي.