معارض الكتب في العالم والعالم العربي، تشهد اليوم مع انتشار وباء كورونا، أزمات صعبة بل معقدة، وعلى مستويات عدّة. ويسعى المسؤولون عنها إلى البحث عن حلول ممكنة في غمرة تزايد الصعوبات التي تعيق حركة النشر عموماً وحركة المعارض في شكل خاص. ويعقد ناشرون ومسؤولون عرب وعالميون في قطاع الكتاب، لقاءات دائمة عبر السكايب، ليتبادلوا الأفكار ويقترحوا المخارج المناسبة لمثل هذه الأزمة، فمعارض الكتب هي السوق الأهم لترويج الكتب وبيعها.
في مقابلة أجرتها مجلة "بابلشرز ويكلي" مع مدير معرض فرانكفورت جوجن بووس وبثتها قناة Publishers without Borders على "فيسبوك"، أشار إلى أن المعرض هذا العام سيُقام ولكن بتجربة جديدة. وقال: "عالمنا تغير ولا يمكن الرجوع إلى ما كان عليه الوضع في السابق. إنّنا نخطط لجمع العالم الواقعي مع العالم الافتراضي لنخرج بمعرض قيّم ومفيد للجميع، حتى للذين لم يأتوا إلى فرانكفورت سابقاً. وسنصدر بياناً رسمياً بالتغييرات التي ستحصل خلال يونيو (حزيران) المقبل.
لا أعتقد أن كثيرين من الذين كانوا يشاركون في معرض فرانكفورت سيتمكّنون من المجيء هذا العام بسبب قيود السفر والخوف من تجدّد وباء كورونا في فصل الخريف. إنّنا نفكر في استعمال أكبر عدد ممكن من أرض المعرض وترك مسافات بين الأجنحة في القاعات. إنّ العصر الذي كان فيه العارضون يشغلون مساحات كبيرة قد انتهى، كذلك الأمر بالنسبة إلى الوكلاء الأدبيين، سيُصار إلى إبعاد طاولاتهم بمسافات كبيرة. وقد يُقام لهم مركز خارج المعرض وداخل مدينة فرانكفورت، ويكون لكل واحد ملعبه. أما بالنسبة إلى كندا ضيف الشرف، فستكون المشاركة افتراضية وسنستعين بوسائل الإعلام المرئي والمسموع للتعريف بـ200 عنوان لكتّاب كنديين تُرجمت أعمالهم إلى الألمانية".
وأضاف: "أما بالنسبة إلى برنامج الزمالة الذي نستضيف فيه كتّاباً شباباً من العالم، فسنعمل على إبقائه". ولدى سؤاله عَمَّن سبق له من الناشرين تسديد إيجار جناحه، فهل يستردّ ما دفعه، أجاب: "إننا حريصون جداً على المحافظة على حقوق هؤلاء".