عادت الأسواق الأميركية للعمل، أمس، بعد عطلة الاثنين بمناسبة "يوم الذكرى"، حيث شهدت "وول ستريت" قفزات مجدداً على وقع بعض البيانات المتفائلة، إضافة إلى توقعات المستثمرين بسرعة العودة للأعمال في الولايات كافة مع تقديرات بإمكانية وجود لقاحات لفيروس كورونا في القريب العاجل، ما يوقف حالة عدم الاستقرار الحالية في أكبر اقتصاد بالعالم.
وقفز مؤشر "داو جونز" الصناعي بما يعادل 2.17 في المئة، في وقت أغلق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" محلقاً فوق 1.23 في المئة، بينما كانت هناك زيادة طفيفة لمؤشر "ناسداك"، المرتبط بشركات التكنولوجيا، عند 0.17 في المئة.
وكان مؤشر "ستاندرد آند بورز"، الذي يقيس أكبر500 شركة مدرجة، تجاوز الحاجز النفسي عند مستوى الثلاثة آلاف نقطة خلال الجلسة للمرة الأولى منذ الخامس من مارس (آذار)، بحسب بيانات "رويترز"، لكنه عاد وأغلق دون ذلك عند 2991 نقطة.
مؤشرات وبيانات متفائلة
وكانت مؤشرات إيجابية صدرت أمس، ودعمت التفاؤل في البورصات ولدى المستثمرين، حيث ارتفعت ثقة المستهلك الأميركي في مايو (أيار) إلى 86.6 هذا الشهر من 85.7 في الشهر الماضي، بحسب مؤشر "كونفرانس بورد" ونقلته "رويترز"، مما يشير إلى احتمال تجاوز الولايات المتحدة أسوأ مراحل الركود الاقتصادي الناجم عن فيروس كورونا المستجد، إذ يأتي ذلك في وقت تبدأ البلاد إعادة فتح الأنشطة، لكن ربما يستغرق الأمر بعض الوقت للخروج تماماً من الأزمة في ظل وصول البطالة إلى معدل قياسي.
إلى هذه المؤشرات، ظهرت بيانات متفائلة أيضاً، حيث ارتفعت مبيعات المنازل الأميركية الجديدة في أبريل (نيسان) على غير المتوقع، وقالت وزارة التجارة أمس إن المبيعات زادت 0.6 في المئة لتصل إلى 623 ألف وحدة الشهر الماضي.
اجتماع مجموعة السبع
وفي ظل هذه البيانات، هناك انتظار دولي لمعرفة ما إذا كانت الاقتصادات السبعة الكبرى ستجتمع في نهاية يونيو (حزيران) في الولايات المتحدة الأميركية، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي مكيناني، أمس، للصحافيين "نريد أن نرى ذلك يحدث، نعتقد أنه سيحدث والزعماء الأجانب حتى الآن موافقون بشدة على الفكرة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهناك أهمية بالغة لهذا الاجتماع في توقيت حساس من الأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عن فيروس كورونا، في وقت هناك إغلاق شبه تام للسفر بين الدول وتعطّل للتجارة وعودة لمفاهيم الحمائية بعد ظهور مشاكل الاكتفاء الذاتي من البضائع والمنتجات الحساسة واليومية كالأغذية والأدوية والمعدات الصحية وغيرها، إضافة إلى الملف الشائك الخاص بمصدر فيروس كورونا الصيني، والحرب الكلامية المتصاعدة بين واشنطن وبكين.
وفي سياق الصراع المستجد الأميركي- الصيني، قال مستشار البيت الأبيض الاقتصادي، لاري كودلو، أمس، إن الرئيس دونالد ترمب "منزعج" جداً من بكين على خلفية فيروس كورونا المستجد وأمور أخرى لم يكن اتفاق التجارة الأميركي الصيني على نفس قدر أهميتها بالنسبة إليه في وقت ما.
وقال إن اتفاق التجارة "المرحلة 1" الأميركي الصيني، الذي جرى التوصل إليه في يناير (كانون الثاني) الماضي لا يزال كما هو حتى اللحظة، لكن إدارة ترمب تتابع لترى ما إذا كانت بكين تفي بالتعهدات التي قطعتها.
مؤشرات إيجابية في اليابان
وفي آسيا، حيث يعاني ثاني اقتصاد في العالم، الاقتصاد الصيني، هناك مؤشرات إيجابية تظهر في الجانب الياباني، حيث عرض بنك اليابان المركزي أمس ضخ 1.7 تريليون ين (15.8 مليار دولار) في الاقتصاد بموجب خطة تهدف إلى زيادة إقراض الشركات التي تعاني من نقص السيولة بعد أن تضررت من جائحة فيروس كورونا.
وعلى الفور، قفزت الأسهم اليابانية أمس إلى أعلى مستوياتها في ما يقرب من ثلاثة أشهر، خصوصاً أن تصريحات البنك المركزي جاءت مع قرار رئيس الوزراء، شينزو آبي، رفع حالة الطوارئ وإنهاء القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا في أنحاء البلاد.
وتقدم مؤشر نيكي القياسي 2.6 في المئة إلى 21271.17 نقطة، أعلى مستوى إقفال له منذ الخامس من مارس (آذار)، كما ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 2.2 في المئة إلى 1534.73 نقطة، أعلى إغلاق له منذ 28 فبراير (شباط)، بحسب بيانات "رويترز".
أوروبياً، كان التفاؤل في الأسواق الأميركية واليابانية عاملاً مساعداً لمواصلة القفزات في الأسهم الأوروبية، حيث ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.1 في المئة ليسجل أفضل مستوى عند الإغلاق له منذ التاسع من مارس (آذار).
النفط مرتفع والذهب مستقر
وفي ظل هذه الإيجابية في الأسواق، ارتفعت أسعار النفط أمس، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 64 سنتاً، بما يعادل 0.8 في المئة، لتجري تسويتها عند 36.17 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.10 دولار، أو 3.3 في المئة، لتجري تسويتها عند 34.35 دولار للبرميل.
ورفع بنك "مورغان ستانلي" توقعاته لسعر برنت إلى 40 دولاراً للبرميل بنهاية العام ارتفاعاً من 35 دولاراً للبرميل سابقاً. وأبقى على توقعاته في الوقت الحالي لبرنت عند 45 دولاراً للبرميل على المدى الطويل، لكنه يشير إلى "خطر نزولي متنامٍ".
وقال "نرفع توقعاتنا لبرنت في الربع الثالث من 30 دولاراً إلى 35 دولاراً للبرميل، وتوقعاتنا للربع الرابع من 35 دولاراً إلى 40 دولاراً".
واستقر الذهب من دون تغيير أمس، حيث بلغ 1728.71 دولار للأوقية (الأونصة)، في وقت تراجعت العقود الأميركية الآجلة 0.5 في المئة إلى 1727.30 دولار.