حذرت مجموعة من العلماء المستقلين من ألا تكون إعادة فتح جميع المدارس في بريطانيا الأسبوع المقبل آمنة. وقالت هيئةٌ منبثقة من المجموعة إنها تتهم الحكومة البريطانية الساعية لعودة صفوف معينة إلى المدارس في 1 يونيو (حزيران)، بتجاهل النصائح العلمية التي أصدرها علماء مستقلون.
وقالت مجموعة "اندبندنت سايج" (الحكماء المستقلون) Independent Sage في تقرير جديد، إن مقترحات إعادة فتح المدارس فيها مخاطر تؤدي إلى "موجة جديدة من الإصابات بكوفيد 19 في بعض الأوساط الاجتماعية". وقامت هيئة الاستشارة العلمية الحكومية، "سايج" (الحكماء)، بوضع نماذج لتأثير الطرق السبع التي ستعاود المدارس فتح أبوابها على أساسها، والتي، وفق الفريق العلمي، سينتج منها جميعاً معدل R – أو معدل التفشي – في حالة تزايد.
ورأى التقرير "أن سيناريو إعادة فتح المدارس الذي تنتهجه الحكومة ليس واحداً من النماذج التي وضعتها "سايج"، وهذا أمر سيجعل من الأثر المحتمل لإعادة فتح المدارس أكثر التباساً". كما لاحظ التقرير أن "أنظمة الاختبار والفحص الفعالة لا تُجرى في كل مكان". وتابع تقرير هيئة العلماء، أو الحكماء، المستقلين قائلاً، "كما أن التزام الجمهور بالمباعدة الاجتماعية يتأثر بالثقة تجاه الحكومة وتوجيهاتها. وتلك الثقة تشهد تزعزعاً متزايداً. لذا فإننا نرى أن مضي الحكومة بقرار فتح عموم المدارس في 1 يونيو، يخالف نصيحة فريق حكمائها".
من جهتها الدكتورة زبيدة حقي، العضو في هيئة الحكماء المستقلة Independent Sage، قالت إنه "ليس واضحاً" سبب رسو الحكومة على خيارها، الذي يسمح بعودة تلامذة السنة الإعدادية والسنة الأولى والسنة السادسة إلى الصفوف في 1 يونيو، كما بتطبيق التعليم المباشر للسنة العاشرة والسنة الثانية عشر ابتداءً من الأسبوع المقبل.
وقال المدير المؤقت لـ "صندوق رونيميد" للدعم Runnymede Trust في مؤتمر صحافي، إن "الخطة الموعودة لعودة الصفوف ليست من النماذج التي جرى وضعها للمدارس"، وأضاف أن الأمر يترافق مع "تخوف كبير".
وكان طُلب من المدارس بِدء التخطيط لعودة جزئية إلى الصفوف ابتداءً من الاثنين المقبل، وذلك على الرغم من وقوف بعض المسؤولين المحليين في بعض المناطق، كما في دورهام Durham ولانكشاير Lancashire، ضد استقبال مزيد من الطلاب في هذا التاريخ. ووفق العضو في هيئة الحكماء البروفيسور كامليش كونتي فإنه "قد يكون هناك بعض المدارس المستعد لإعادة فتح أبوابها في 1 يونيو، لكن الحديث مع زملاء في مدارس بمناطق المدن الداخلية أظهر عدم استعدادهم أبداً في ذلك التاريخ". كما تواجه المدارس في تلك المناطق، وفق ما قال كونتي، الأستاذ في جامعة لايسستر Leicester "المخاوف التي سبق ذكرها، لأن مدارسهم تقع في مناطق محرومة، ونسبة كبيرة من طلابها وأساتذتها هي من السود والأقليات الإثنية، ويأتي طلابها من مناطق تعلو المخاطر فيها. وهذا ما جعل هيئة الحكماء، كما قال كونتي، تُعد إطاراً لتقييم المخاطر تعتمده المدارس قبل إعادة فتح أبوابها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأنشأ السير ديفيد كينغ، كبير المستشارين العلميين السابق للحكومة البريطانية، فريق "الحكماء المستقل" Independent Sage للنظر في سبيل خروج بريطانيا من الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا، وذلك بعد أن واجهت هيئة الحكماء الرسمية انتقادات بفعل ما رآه البعض في نهجها من قلة شفافية. ورأى كينغ، إزاء تخوفه من إذعان الخبراء للسياسيين والوزراء، أن الهيئة الجديدة تمثل ضرورة. وعن خطط إعادة فتح المدارس في 1 يونيو قال السير ديفيد كينغ: "ريثما نفهم تماماً ضرورة إعادة طلاب البلاد إلى صفوفهم بأسرع وقت ممكن، ما أن يصبح ذلك آمناً، فإن الدليل يشير بوضوحٍ إلى الخطوة المتسرعة التي قامت بها الحكومة". وأضاف السير ديفيد كينغ قائلاً، "نحن نستنتج هنا استنتاجاً مهماً مفاده بأن الطريق الأمثل للأمام لا يمكن أن يكون مُفصلاً على قياسٍ واحد للجميع. بل هو يستدعي ردود فعل محلية متناسبة مع كل حالة على حِدة، وذلك كي نتجنب مخاطر الاشتعال والتفاقم ونضمن بقاء احتمالاتهما في حدودها الدنيا".
وسوف تتأكد خطط بوريس جونسون لتخفيف تدابير الحجر يوم الخميس عبر مراجعة رسمية تتوقع الحكومة منها أن تعطي إشارة للمدارس لاستقبال المزيد من الطلاب في 1 يونيو، على الرغم من أن هذه الخطة يمكن أن تتبدل بالاستناد إلى نصائح علمية لاحقة. وقال رئيس الوزراء البريطاني إن في "نيته" دعوة المدارس للبدء في الصفوف الإعدادية، وصفوف السنة الأولى والسنة السادسة ابتداءً من يوم الاثنين.
وبدأ بالفعل بعض التلامذة العودة إلى مدارسهم في بلدان أخرى ضربتها جائحة كورونا على نحو عنيف، من ضمنها فرنسا. وفي حديث مع "اندبندنت" قال ناطق باسم وزارة التعليم البريطانية، "نريد عودة التلامذة إلى المدارس في أسرع وقت ممكن، لأن وجودهم مع معلميهم وأصدقائهم يمثل أمراً بالغ الأهمية في تحصيلهم العلمي وبالنسبة لصحتهم عموماً. وتستند خطط العودة الحذرة على مراحل لبعض المستويات التعليمية ابتداءً من 1 يونيو، كموعد أول، إلى أفضل الآراء العلمية والطبية. واحتلت مسألة صحة التلامذة وفرق التعليم موقع الأولوية في جميع القرارات التي اتُخذت". وأضاف الناطق باسم الوزارة التعليم قائلاً، "لقد تعاونا على نحو وثيق مع مجموعة من المنظمات ذات الصلة، من ضمنها الاتحادات النقابية، على مدى الأسابيع العشرة الماضية، وتضمن ذلك تنظيم تواصل مباشر مع مستشاري الحكومة العلميين، وسوف نستمر في فعل هذا الأمر. كما قمنا بنشر إرشادات مفصلة تتعلق بتدابير الحماية التي ينبغي على المدارس اتباعها للحد من مخاطر انتشار العدوى".
تقرير إضافي من "برس أسوشييشن"
© The Independent