أشار استطلاع جديد للرأي إلى هبوط الثقة برئيس الوزراء بوريس جونسون بشكل ملموس، على إثر قضية دومينيك كامينغز، وللمرة الأولى منذ بداية شهر مارس (آذار) الماضي، حين بدأ فيروس كورونا بالتفشي بشكل جدي في المملكة المتحدة، ظهر أن عدد المعارضين لجونسون أكثر من المؤيدين له، حسب بحث ميداني أجراه مركز إيبسوس موري "Ipsos Mori".
لكن الزعيم الجديد لحزب العمال كير ستارمر، ساعد أيضاً على إزالة المشاعر السلبية التي تنامت ضد حزبه بين قطاعات واسعة من الجمهور البريطاني، وفق ما أظهره الاستطلاع.
ففي الشهر الماضي كان لـ 45 في المئة من المستطلَعين رأيُ إيجابي بجونسون، بينما كان موقف 39 في المئة منهم سلبياً تجاهه. أما الآن فبلغت نسبة مؤيدي جونسون 39 في المئة، في حين بلغت نسبة معارضيه 43 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الشهر الماضي أُجبِرت حكومة جونسون على قضاء أيام، وهي تحارب عناوين الصحف السلبية بعد انكشاف قيام أحد مسؤوليها الكبار بالسفر مسافة 260 ميلاً (حوالى 400 كيلومتر) من لندن إلى دورهام "Durham" خلال فترة الإغلاق. ومع ذلك، بقي دومينيك كامينغز في منصبه، بصفته كبير مستشاري رئيس الوزراء، على الرغم من إقراره بقيامه بانتهاك آخر لقواعد الإغلاق، عند قيادة سيارته إلى موقع سياحي خلال فترة إقامته في دورهام.
في المقابل، وقف جونسون إلى جانب مساعده، مصراً على أنه قام بالشيء الصحيح، لأنه كان يسعى إلى الحصول على رعاية لطفله، ولاحقاً أراد فحص بصره من خلال سياقته إلى ذلك الموقع السياحي، قبل أن يبدأ رحلة العودة الطويلة إلى لندن.
في غضون ذلك، تمكن السير كير ستارمر (زعيم حزب العمال)، من الحفاظ على تغير نظرة الجمهور لحزب العمال منذ توليه زعامة الحزب في مارس الماضي. فقد أظهر الاستطلاع الأخير أن 31 في المئة من الجمهور يؤيد حزب العمال، في حين يعارضه 39 في المئة. لكن هذا الفرق في درجة التفضيل التي هي ناقص ثمان قد تحسنت من ناقص 27، حين كان الحزب بقيادة زعيمه السابق، جيريمي كوربين.
في المقابل كان صافي الفرق في درجة تفضيل الجمهور لحزب المحافظين ناقص 11، وهو مماثل لما كان عليه بعد الانتخابات العامة التي جرت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حين كسب المحافظون فيه غالبية تصل إلى 80 مقعداً في مجلس العموم.
وفي هذا السياق، قال كيران بيدلي، مدير الأبحاث في "إيبسوس موري"، إن "معدلات التفضيل لبوريس جونسون مستمرة في الهبوط من الذروة التي بلغتها في شهر إبريل (نيسان) الماضي، ومن الجدير بالذكر أن عدداً أكبر من البريطانيين الآن، لا يؤيدون رئيس الوزراء مقارنة بعدد المؤيدين له. فالبيانات تظهر أن جونسون شخصية جدلية (تثير الفرقة في السياسة والمجتمع)، بينما ما زال ستارمر شخصاً غير معروف نسبياً على الرغم من أن هذا الوضع بدأ يتغير.
أضاف بيدلي "حزب العمال سيتشجع، بفضل استمرار رصيد ستارمر الصافي (بالنمو) إيجابياً، في وقت يصبح معروفاً بشكل أفضل، وأن نظرة الجمهور إلى حزب العمال تغيرت إلى الأفضل (كحزب) مقارنة بالنظرة إلى حزب المحافظين، غير أن الطريق الذي على الحزب أن يقطعه قبل تمكنه من تخطي حزب المحافظين في استطلاعات الرأي المعنية بنوايا تصويت الجمهور، والعودة إلى الحكم، ما زال طويلاً".
وكان مركز إيبسوس موري قد استطلع آراء 1,291 شخصاً راشداً في بحثه الميداني هذا، ما بين 29 مايو (أيار) الماضي، والثالث من يونيو (حزيران) الحالي.
© The Independent