هبطت النسبة المئوية لجميع المدفوعات التي أُجريت باستخدام العملات الورقية والعملات المعدنية إلى 23 في المئة عام 2019، وفقاً للهيئة التجارية UK Finance، منخفضةً من 48 في المئة أخيراً حتى عام 2014. وبدلاً من ذلك، كان المستهلكون يُدفعون بشكل متزايد إلى استخدام بطاقات الائتمان والديبيت كارد (بطاقة السحب المباشر من الرصيد) من دون تلامس، مع استخدام مدفوعات البطاقة لإجراء أكثر من نصف جميع المدفوعات للمرة الأولى على الإطلاق في العام الماضي، حسب ما أوردته صحيفة الديلي ميل البريطانية. إذ اُستخدم النقد مقابل أقل من ربع جميع الدفعات في العام الماضي للمرة الأولى على الإطلاق.
وأصبحت بطاقات الديبيت كارد أكثر شيوعاً من المدفوعات النقدية قبل ثلاث سنوات، وتوقعت UK Finance العام الماضي، أن النقد "لن يشكّل سوى تسعة في المئة من جميع المعاملات بحلول عام 2028"، حتى إن الديون المباشرة تمثل أكثر من ذلك.
كورونا وتراجع استخدام الأوراق النقدية
في حين أوقفت "الهيئة التجارية" أي توقعات مستقبلية هذا العام بسبب عدم اليقين الناجم عن كورونا، توجد مخاوف من أن يؤدي الفيروس إلى "انخفاض حاد في استخدام النقد عمّا كان متوقعاً سابقاً". وقال 14 في المئة من الأشخاص عام 2019، الذين يقدر عددهم بـ7.4 مليون بريطاني، إنهم دفعوا "دفعة نقدية واحدة"، أو "لم يدفعوا أي أموال شهرياً"، مقارنة بـ2.9 مليون شخص عام 2016.
وعلى الرغم من أن الهيئة التجارية رفضت فكرة "مجتمع غير نقدي"، فإنّ العثور على ما يقدر بحوالى 2.1 مليون شخص ما زالوا يستخدمون النقد بشكل أساسي، وهو رقم يقل عن 600 ألف شخص فقط في عام 2016، فإن الاستخدام من دون تلامس ازدهر خلال تفشي وباء كورونا، والمبادئ التوجيهية الحكومية تعني أن بعض الشركات بدأت رفض المدفوعات النقدية.
وقالت ناتالي سيني، التي ترأست مراجعة الوصول إلى النقد، "أُخذت بيانات المالية البريطانية هذه قبل تأثير الفيروس، الذي سرّع التحوّل إلى المدفوعات الرقمية، ومثّلت تحدياً إضافياً في قدرة البنية التحتية النقدية". مضيفة، "من الضروري أن نضمن إدراج الجميع في اقتصادنا، وإلى أن تعمل المدفوعات الرقمية مع الجميع نحتاج إلى الحفاظ على قدرة الناس على الوصول والدفع نقداً".
وكانت المخاوف بشأن الأوراق النقدية والعملات النقدية التي تنشر الفيروس قد أجبرت أولئك الذين يشعرون بالقلق من اختفاء الوصول إلى النقد، إذ انخفض سحب النقود النقدية في أثناء إغلاق بريطانيا بفعل تفشي فيروس كورونا.
دعوات لإصدار تشريع للحفاظ على النقد
والأسبوع الماضي، ذكرت شركة Money، أن NoteMachine، وهي واحدة من أكبر مزوّدي أجهزة الصراف الآلي في بريطانيا، كانت تطلق حملة "Cash is Safest" التي تستهدف الجمهور وتجّار التجزئة، وقال الرئيس التنفيذي بيتر ماكنمارا للصحيفة، "الفكرة النقدية كانت طريقة دفع أقذر وأعظم خبر مزيف يطفو في الوقت الراهن".
ومع ذلك، فإنّ الاستخدام النقدي يتناقص حتى قبل تفشي "كوفيد 19"، إذ من غير المحتمل أن تستخدم الأجيال الشابة المال المادي لدفع ثمن الأشياء. وقالت المملكة المتحدة، "ربع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً و24 في المئة من الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً استخدموا النقد مرة في الشهر أو أقل العام الماضي".
ودعا جون هاولز، الرئيس التنفيذي لشركة Link، التي تدير شبكة الصراف الآلي في بريطانيا، إلى تشريع للحفاظ على النقد "ما دامت هناك حاجة إليه"، وقال، "قبل أقل من 10 سنوات، اُستخدم النقد لأكثر من نصف جميع المدفوعات. ومع ذلك، شهدنا خلال الأشهر الخمسة الماضية انخفاضاً في أحجام أجهزة الصراف الآلي التي كانت متوقعة على مدى خمس سنوات. نعتقد أنها يمكن أن تكون منخفضة مثل واحدة من كل عشر دفعات الآن، وخلال فترة الإغلاق شهدنا انخفاضاً كبيراً في أحجام أجهزة الصراف الآلي بانخفاض 55 في المئة".
وبينما بدأت هذه الأرقام تعود إلى الظهور تظهر بحوث Link، أنه وبسبب فيروس كورونا يقول 54 في المئة من المستهلكين إنهم "سيستخدمون البطاقات أكثر"، وقال الثلث إنهم "سيعتمدون على أجهزة الصراف الآلي بصورة أقل".
1.9 مليار دولار تُسحب آلياً في بريطانيا أسبوعياً
ولا يزال هناك حوالى من 1.9 مليار دولار أميركي (1.5 مليار جنيه إسترليني) تُسحب من أجهزة الصراف الآلي أسبوعياً، وملايين الأشخاص ليسوا مستعدين بعد للعمل النقدي. ما نحتاج إليه الآن هو تشريع للاحتفاظ بالنقد. ومع تناقص الأهمية النقدية يبدو أنّ الدفع من دون تلامس هو المستفيد الأكبر. حتى قبل رفع الحد إلى 57 دولاراً أميركياً (45 جنيهاً إسترلينياً) في أبريل (نيسان)، وجرى إجراء أكثر من خُمس جميع المدفوعات باستخدام ميزة الاتصال من دون تلامس العام الماضي، ارتفاعاً من 15 في المئة عام 2017.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأجرى حوالى أربعة من كل خمسة أشخاص عملية شراء من دون تلامس عام 2019، ارتفاعاً من 69 في المئة العام السابق. واستخدم ما لا يقل عن 68 في المئة من جميع الفئات العمرية الاتصال العام الماضي، حتى مع ما يقرب من سبعة من كل 10 من الذين تتراوح أعمارهم بين 65 سنة وأكثر. ومع ذلك، كان استخدام مدفوعات المحفظة الإلكترونية eWallet، لـ "أبل"، و"غوغل"، و"سامسونغ باي"، لا تزال منتشرة بين الأجيال الشابة.
وسُجّل حوالى اثنين من كل خمسة تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً دفعوا عبر الهاتف المحمول خلال العام الماضي، مقارنة بخمسة في المئة من الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً. وقال الرئيس التنفيذي للمالية في المملكة المتحدة ستيفن جونز، "ربما تكون الزيادة في طرق الدفع إلى جانب التغيير في العادات لدى الناس قد قطعا عن غير قصد طريقة إعداد الشعب لتأثير الفيروس في حياتهم اليومية، نظراً إلى أن المستهلكين يستخدمون بالفعل الدفعات اللا تلامسية والخدمات المصرفية عن بُعد أكثر من السنوات السابقة، فقد سمحت هذه التطورات التكنولوجية لكثير من الأشخاص بالتسوّق، والدفع بأمان من المنزل أو في المتجر".
وأضاف، "ربما يسرّع تأثير فيروس كورونا هذه العادات لكثيرٍ من العملاء، ومع ذلك نحن ندرك تماماً أنه ليس كل العملاء ممكّنين رقميّاً، ولهذا السبب نعمل جاهدين لضمان حصول الناس على النقد، وأن الخدمات المصرفية اليومية تبقى متاحة لمساعدة البلاد في هذه الأوقات الصعبة".