كشفت مصادر بريطانية رفيعة المستوى لصحيفة "اندبندنت"، أن رئيسة الممرّضات في إنجلترا روث ماي، استُبعدت من المشاركة في إحدى جلسات الإحاطة اليومية المتعلّقة بفيروس كورونا، التي تُعقد في مقرّ رئاسة الحكومة في "داونينغ ستريت"، بعد رفضها تقديم دعمٍ علني لدومينيك كامينغز، كبير مستشاري رئيس الوزراء.
ففي الوقت الذي كان فيه كبير مساعدي بوريس جونسون غارقاً في فضيحة تسبّبت بها رحلته خلال الإغلاق، إلى مدينة دورهام، وبلدة "بارنارد كاسيل"، كان من المقرر أن تظهر روث ماي إلى جانب وزير الصحّة مات هانكوك في المؤتمر الصحافي.
لكن، بحسب ما سرّبت مصادر رفيعة المستوى في هيئة "خدمات الصحة الوطنية" NHS، ففي أثناء طرح الأسئلة، والردّ عليها التي تسبق بساعاتٍ موعد الإحاطة الإعلامية، سُئلت ماي عن موقفها من دومينيك كامينغز، وبعدما أحجمت عن تقديم الدعم لكبير مستشاري رئيس الوزراء، تمّ على الفور إسقاط اسمها من جدول المتحدّثين في المؤتمر الصحافي.
وكان على وزير الصحّة، أن يقوم بدلاً من ذلك بنفسه ولأول مرّة، بتقديم الشرائح التوضيحية عن وباء كوفيد - 19، جنباً إلى جنب مع البروفيسور جون نيوتن من "هيئة الصحّة العامّة في إنجلترا". هذه الواقعة، حصلت في اليوم الأول من يونيو (حزيران) الجاري، بعد يومين من تصدّر نائب رئيس الأطبّاء في إنجلترا جوناثان فان-تام عناوين الصحف، بتأكيده أن "قواعد الإغلاق تنطبق على الجميع"، وذلك أثناء إجابته عن سؤالٍ يتعلّق بتصرّف كامينغز. وكان الدكتور فان- تام قد غاب عن المؤتمرات الصحافية منذ 30 مايو (أيار) الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح المصدر رفيع المستوى في هيئة "خدمات الصحة الوطنية" NHS، أن "أحد المستشارين الخاصّين في مقرّ رئاسة الحكومة، سأل رئيسة الممرّضات روث ماي عن الطريقة التي ستجيب من خلالها عن سؤالٍ في شأن دومينيك كامينغز، فرفضت الدوران حول الموضوع، وأخبرته بأنها ستردّ بالطريقة نفسها التي يجيب بها الخبير في الأمراض التنفّسية جوناثان فان- تام. فما كان إلا أن تمّ إسقاط اسمها على الفور من لائحة المتحدّثين في المؤتمر الصحافي".
وأضاف مصدر آخر أن "الدكتور جوناثان فان دام كان أول من قدّم علناً على شاشة التلفزيون، تعليقاً غير مؤاتٍ للموقف الرسمي. وقد طُلب من الجميع قبيل المؤتمر الصحافي دعم مواقف الحكومة، وفي حال امتناعهم، فسيتم استبعادهم من المشاركة".
وأوضح أنه "في البداية كانت أهمّ المسائل المطلوب التزام موقف الحكومة حيالها، قضية دومينيك كامينغز، ثم تخفيف قيود الإغلاق، والآن معدّل انتشار المرض R-rate، وقاعدة التباعد الاجتماعي لمسافة مترين".
ينتقد مسؤولو دوائر "وايتهول" الحكومية ما يعتبرونه "وضع يدٍ" من رئاسة الحكومة البريطانية على الإحاطات الإعلامية اليومية، والطريقة التي يتم من خلالها استخدام النصائح العلمية والصحّية.
وكانت أوساط رئاسة الوزراء في "10 داونينغ ستريت"، قد روّجت للإحاطات الإعلامية - مع الوزراء، والمستشارين الصحيّين، والخبراء العلميّين - على أنها فرصةٌ لعامّة الناس للحصول على النصائح مباشرةً من الخبراء المعنيّين بفيروس كورونا. وعندما بدأت تلك الإحاطات في مارس (آذار) الماضي، أوضحت دوائر رئاسة الوزراء أن التركيز سينصبّ على إطلاع الجمهور "على طريقة حماية أنفسهم".
ومع مباشرة الناس الاستفسار عن الوباء في شهر إبريل (نيسان)، إلى جانب الأسئلة التي قدّمها الصحافيّون إلى الحكومة، ردّ الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء، بأنه "يحقّ تماماً للجمهور أن يحصل على فرصة طرح أسئلته على الحكومة، وخبرائها".
وحرص في المقابل رئيس الوزراء بوريس جونسون على التأكيد مراراً أن الالتزام العام بالإغلاق لن يتأثر بما تمّ الكشف عنه من وقائع تتعلّق بدومينيك كامينغز.
وقد تمّ في 28 مايو، منع كبير الأطبّاء في إنجلترا البروفيسور كريس ويتي، وكبير المستشارين العلميين السير باتريك فالانس، من الإجابة عن سؤال إعلامي في هذه القضية، قبل أن يصرّ الرجلان على التأكيد أنهما كموظّفَين مدنيَّين، لا يرغبان في الانجرار إلى السياسة.
وفي المقابل، كان من المقرّر أن تظهر رئيسة الممرّضات في المؤتمر الصحافي الذي عُقد في 5 يونيو، لكنها تخلّفت عن الحضور في الموعد بسبب زحمة السير.
وعندما سُئل وزير النقل غرانت شابس خلال الإحاطة الإعلامية اليومية في "داونينغ ستريت"، عمّا إذا كانت روث ماي ما زالت ممنوعةً من الحضور لأنها قد تنتقد المستشار الأول لرئيس الوزراء كامينغز، أجاب "لا أعتقد أن ما يُطرح هو صحيح". ودعا الصحافيّين إلى العودة إلى حساب رئاسة الوزراء على "تويتر"، حيث تم "تثبيت" تغريدةٍ كتبتها روث ماي عن حملة ”حياة السود تهم“ في الجزء العلوي من صفحة التغريدات. وقال شابس إنه متأكّد من أن ماي ستعود إلى المشاركة في مؤتمرات الإحاطة الإعلامية في المستقبل.
ونفى ستيف بويس المدير الطبّي لهيئة "خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا" NHS England، علمه بما يدور من "مناقشات مختلفة" في هذا الإطار، قائلاً "لقد جئت إلى هنا مرّاتٍ لأقول بالضبط ما أعتقد به".
ولدى الطلب من دوائر رئاسة الحكومة أن تقدّم تعليقاً على المسألة، نفت بشدّة الادّعاءات بأن تكون ماي قد استبعدت بسبب آرائها المتعلّقة بالمستشار كامينغز. وأكّدت أن المستشارين الصحيّين والعلميّين سيواصلون تلقّي الأسئلة خلال الإحاطات الإعلامية.
وقد تمّ أيضاً الاتّصال بهيئة "خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا" للتعليق.
© The Independent