تستعدّ كوريا الشمالية لإرسال منشورات مناهضة لجارتها الجنوبية عبر الحدود، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية اليوم السبت، في ظل ارتفاع منسوب التوتّر بين البلدين.
وأصدرت بيونغ يانغ أخيراً سلسلة تصريحات شديدة اللهجة للتنديد بسيول، على خلفية منشورات مناهضة للشطر الشمالي يرسلها منشقون فروا إلى كوريا الجنوبية عبر الحدود، إما من خلال ربطها ببالونات أو قارورات.
وكثّفت كوريا الشمالية ضغوطها عبر تدمير مبنى على جانبها من الحدود شكّل رمزاً للتقارب بين الكوريتين، بينما هدّدت بتعزيز تواجدها العسكري عند الحدود، في وقت قالت إنها تستعدّ لإطلاق حملة منشورات من طرفها.
الكوريون الشماليون "غاضبون"
وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، بأن الكوريين الشماليين "الغاضبين... يمضون قدماً بالتحضيرات لإطلاق عملية توزيع واسعة النطاق للمنشورات" باتّجاه الشطر الجنوبي. وتابعت "على كل فعل أن يقابل برد فعل مناسب ولا يمكن لأحد الشعور بمدى إساءة أمر ما إلا إذا اختبره بنفسه".
في المقابل، قالت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، وهي الجهة المسؤولة عن الحوار بين البلدين، إن اعتزام كوريا الشمالية إرسال منشورات أمر "يدعو لبالغ الأسف"، وحثّتها على التخلي عن الفكرة فوراً.
وأظهرت صور نشرتها صحيفة "رودونغ سينمون" الرسمية، أعقاب سجائر ورماد وضعت على منشورات تحمل صورة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن. وكُتب على منشور حمل صورة لمون وهو يحتسي مشروباً، "أكل كل شيء، بما في ذلك الاتفاق بين الكوريتين".
تصاعد التوتّر بين الكوريتين
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتثير المنشورات التي يرسلها المنشقون وتنتقد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون على خلفية انتهاكه حقوق الإنسان وطموحاته النووية، حفيظة بيونغ يانغ. وانتقدت كيم يو جونغ، شقيقة كيم جونغ أون النافذة، الرئيس الكوري الجنوبي الذي لطالما دافع عن الانخراط مع جارة بلاده.
وردّت سيول بلهجة حازمة على غير عادتها على تنديدات بيونغ يانغ الأخيرة وتفجيرها مكتب الارتباط هذا الأسبوع، بالقول إنها "لن تتحمّل بعد الآن... أفعال (كوريا الشمالية) غير المنطقية وتصريحاتها".
ويشير محللون إلى أن كوريا الشمالية تسعى على ما يبدو إلى اختلاق أزمة لتكثيف الضغط على كوريا الجنوبية وانتزاع تنازلات منها. ولا يزال البلدان في حالة حرب رسمياً، إذ إن حربهما التي دارت بين عامي 1950 و1953، انتهت من دون معاهدة سلام.
ودخلت العلاقات بين الكوريتين في حال جمود منذ أشهر، بعد انهيار قمة هانوي بين كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترمب. واختلف الجانبان الأميركي والكوري الشمالي على التنازلات التي ستكون بيونغ يانغ على استعداد لتقديمها، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
ويأتي تقرير وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن المنشورات السبت، بعد يوم على إعلان كيم يون شول، المسؤول الكوري الجنوبي الذي يتولى ملف العلاقات مع الشطر الشمالي، استقالته على خلفية تصاعد التوتر، معرباً عن أمله في أن توفّر مغادرته المنصب "فرصةً لوقف" التوتر.